تاريخ النشر: الثلاثاء 2 جمادى الآخر 1422 هـ - 21-8-2001 م
التقييم:
رقم الفتوى: 9853
60714
0
459
السؤال
السلام عليكمأود الاستفسار عن أن الموتى يسمعون الأحياء ويرون أعمالهم ؟هل يعرف الأموات بعضهم يوم القيامة؟ما حكم ملاطفة الفتيات ولكن من دون مواقعة؟
الإجابــة
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فمسألة سماع الموتى كلام الأحياء قد سبق فيها جواب مفصل برقم 4276 وأما هل يرون أعمالهم و هم في قبورهم ؟ فهذه مسألة يتوقف ثبوتها على الدليل الصحيح ، لأنها من أمور الغيب ، فيتوقف فيها ولا يتكلم فيها إلا بدليل. ولا نعلم دليلا في ذلك. أما هل الأموات يعرف بعضهم بعضا يوم القيامة؟ فالجواب عنه أن يقال: عندما يبعث الله الموتى يوم القيامة يتميز الناس: فمنهم الكافر ، ومنهم المنافق ، ومنهم المؤمن ، وقد دلت نصوص الشرع على أن الناس يتعارفون يوم القيامة ، ويتبرأ الكبراء من أتباعهم ، كما قال تعالى: ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب) [البقرة 166] وقال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف67] ويعرف الناس الأنبياء عليهم السلام ، ويأتونهم طالبين منهم أن يشفعوا عند الله ليخلصهم من هول الموقف ، ثم يأتون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها ، أنا لها.
الذي ينفخ في الصور لبعث الناس من قبورهم هو - منبع الحلول
يقول الله تعالى عن بعث المؤمنين الصادقين في إيمانهم" يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ" دلالة على أن اليوم سيكون هين ويسير على من فعل صالحاً وأتقى الله. كما أن يوم القيامة تتبدل الأرض وتتبدل السماء، فيقوم الناس وهم لا يعلموا هم أين، لا الأماكن كما هي، ولا شيء كما هو لا يوجد بنايات ولا بيوت، فالصراط والجنة والنار فقط، إذ يقول الله تعالى في سورة إبراهيم" يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" صدق الله العظيم. تأتي بعد ذلك الطامة الكبرى، وهي الألم الشديد والعذاب والوعيد لمن يستحق ذلك، تصغر فيها الدنيا في عين الجميع، ويروا الحياة وكأنها ليلة واحدة مرت عليهم، والدليل على ذلك قول الحق "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا"، صدق الله العظيم، فيبدأ الفزع والرعب وتفتح النار أبوابها، وتقول هل من مزيد، حيث إن جهنم أكبر من الجنة، لأن أهل النار أكثر، فهذا الهول والشكل مرعبين للغاية، وأكثر الناس رعباً من يعرفوا ما فعلوه، المجرمين الكافرين، وفقاً لقول الحق "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ"
كل ذلك من هول المفاجأة التي تكون ثم يموت الناس ويُبعثون بعد ذلك بأمر الله تعالى وإذنه والمطلع قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه:لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد. وسنتحدث إن شاء الله في هذا المقال عن مواطن من الحشر نذكر بها أنفسنا ونتعلم من جهلٍ ونتذكر من غفلة ، ومن نسي لعله تكون بعد ذلك التوبة والعودة. الحشر وأنواعه الحشر جمع الناس يوم القيامة ، والمحشر هو المجمع الذي يحشر الناس إليه ، والحشر أربعة أنواع ، حشران في الدنيا وحشران في الآخرة ، فالذان في الدنيا أحدهما المذكور في سورة الحشر في قول الله تبارك وتعالى:"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ" ، والثاني الحشر المذكور في أشراط الساعة فيما رواه مسلم رحمه الله عن الساعة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات. فذكر الدخان والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، و نزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تطرد الناس إلى محشرهم.