[٥]
ويوجد كثيرٌ من الأمور التي تدخلُ ضمنَ نطاق الشرك بالله وعلى المسلم أن يحذر من الوقوع فيها، وقد ذكر أهل العلم هذه الأمور مستندين في ذلك إلى النصوص المقدسة في القرآن والسنة ومحذرين المسلمين من الوقوع فيها، وفي بحث عن الشرك يجبُ ذكر بعض هذه المخالفات ومنها: شدُّ الرحيل إلى قبور الأولياء والصالحين والشيوخ، الحلف بغير الله تعالى، تعليق التمائم والقلائد وهي عبارة عن خرز يَعتقدُ البعض أنها تدفع الشر كالخرز الأزرق وغيره، الرقية التي يدخل فيها الشرك، الذهاب إلى العرافين والمنجمين وتصديقهم، التشاؤم والتطير، الرياء والذي يسمى أحيانًا الشرك الخفي.
- بحث عن الشرق الأوسط
- بحث كامل عن الشرك
بحث عن الشرق الأوسط
هـ. ثم ذكر بعد ذلك الضوابط التي يكون بها العمل شركًا. ولما كان مِن البدهي أن الفعل لا يقوم إلا بفاعل، لزم على ذلك معرفةُ حُكْمِ مَن تَلَبَّسَ بهذه الطامَّة الكُبرَى، فلذلك تَناوَلَ الشيخ - حفظه الله - بيانَ: متى يكون مَن تلبَّس بالشرك مشركًا، وبيَّن شروطَ الحكْم على الفاعل بالشرك والكفر؛ مِن خلال تحديد مناط التكفير وشروطه؛ من خلال قضية إقامة الحجة وضوابط ذلك. ولما ظهر مَن يُعارِض وقوعَ الشرك في أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب جهله، وعدم إدراكه لمدى جهل الناس بالدين، وإعراضهم عن تعلُّمه والعمل به، بيَّن الشيخُ - حفظه الله - بالأدلة والبراهين والنقول وقوعَ ذلك في الأمَّة. التحذير من الشرك ووجوب الخوف منه. مع التمثيل له مِن الواقع المعاصر بنوعين مِن الشرك؛ ولما لم يرتدع المخالفُ لذلك، وجادَل وألقَى بالشبهات، تصدَّى فارسُنا المغوار لخوضِ معركة في الرد على الشبهات، راكبًا فرس الحجج والبراهين، شاهرًا سيف الأدلة القاطعة والآيات والأحاديث الساطعة، مِن خلال ردِّ الشبهات وتفنيدها وبيان بطلانها كما تراه أخي القارئ في الفصول والمباحث المخصصة لذلك. ولم يكتف الشيخ بذلك، بل رأى أنه من الواجب أن يأتي على بُنيان المشركين مِن القواعد، وأن يستأصل شأفتهم، فتناوَل ذرائع الشرك، وبيَّن خطورتها، وذكر الأدلة الواردة في التحذير منها مع الاهتمام بأمرين:
1- رد الشبهات.
بحث كامل عن الشرك
أمّا حدُّ الشرك الأصغر فهو ما جاء في النصوص وصفه بأنه شرك ولا يبلغ حد الشرك الأكبر، كالحلف بغير الله وقول ما شاء الله وشئت، وقول: لولا كذا لكان كذا وكذا ونحو ذلك من الألفاظ التي فيها شرك لا يقصده قائلها. وأمّا من حيث الحكم في الآخرة فإنهما يختلفان فالشرك الأكبر صاحبه مخلد في النار أبد الآباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها، وأما الشرك الأصغر فشأنه دون ذلك وإن كان في وضعه هو أكبر من الكبائر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لأَن أحلف بالله كاذبا أحبُّ إلي مِن أن أحلف بغيره صادقا" لأن في الحلف بغير الله صادقا شرك بالله عز وجل وفي الحلف به كاذبا وقوع في كبيرة الكذب ولا تقارن الكبيرة بالشرك وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم. ثم إنّ هذه المسألة أعني مسألة الشرك ومعرفته هي من أعظم الأمور التي ينبغي أن نُعنى بها ولما جهِل كثيرٌ من الناس هذا الأمر العظيم وقعوا في أعمال وأمور هي من الشرك يجهلون حقيقة أمرها وربما لُبِّس على بعضهم بأسماء ونحوها صُرفوا بها عن العبادة الخالصة لله إلى أنواع من الأعمال المحرمة بل إلى أنواع من الأعمال الشركية عياذا بالله. بحث عن الشركة. وإنا لنسأل الله تبارك وتعالى أن يُبَصِّرنا جميعا بدينه وأن يوفقنا جميعا لاتباع سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وأن يهدينا إليه صراطا مستقيما وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ولخطورة هذا الموضوع نرى المؤلفَ تتبَّع أسبابه، وبيَّن آثاره وتبعاته وأضراره بصورة شاملة بما تراه في ذلك الكتاب. ولأنه من المقرَّر أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بمصالح الناس الدينية والدنيوية، فالمؤلف في جزء كبير من رسالته يناقِش موقف الشريعة الإسلامية من قضية الشرك بالله تعالى من عدة جوانب. فمِن ذلك توضيح معنى الشرك ، وبيان حقيقته وضوابطه، وكذلك بيان مسالك العلماء في تقسيم الشرك بحسب الظهور والخفاء، ومن ذلك الشرك باعتبار محله وتعلقه بأفعال العباد، فجعله على أقسام ثلاث؛ من: شرك قلبي، وعملي، وقولي، إلى غير ذلك من الأقسام التي تناولَت هذه القضية باعتبارات متنوعة.