فهذه الرواية تتفق مع ظاهر النص القرآني، ومع الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأخرجه مسلم في صحيحه. من أنه كانت هناك علامة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربه هي:(إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ) فلما كان الفتح عرف أن قد قرب لقاؤه لربه، فناجى فاطمة رضي الله عنها بما روته عنها أم سلمة رضي الله عنها. مع القرآن الكريم – مجلة الوعي. ونخلص من هذا كله إلى المدلول الثابت والتوجيه الدائم الذي جاءت به هذه السورة الصغيرة…
فإلى أي مرتقى يشير هذا النص القصير: ( إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣) في مطلع الآية الأولى من السورة إيحاء معين لإنشاء تصور خاص، عن حقيقة ما يجري في هذا الكون من أحداث، وما يقع في هذه الحياة من حوادث. وعن دور الرسول صلى الله عليه وسلم ودور المؤمنين في هذه الدعوة. وحدّهم الذي ينتهون إليه في هذا الأمر… هذا الإيحاء يتمثَّل في قوله تعالى: (إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ …) فهو نصر الله يجيء به الله، في الوقت الذي يقدره، في الصورة التي يريدها. للغاية التي يرسمها. وليس للنبي ولا لأصحابه من أمره شيء، وليس لهم في هذا النصر يد، وليس لأشخاصهم فيه كسب، وليس لذواتهم منه نصيب، وليس لنفوسهم منه حظ!
فاطمه رضي الله عنها اختصار
وقال ابن كثير في التفسير: والمراد بالفتح ها هنا فتح مكة. بالبلدي: نصيحة النبي لابنته حين شكت ثقل أعبائها المنزلية.. تعرف عليها. قولًا واحدًا. فإنَّ أحياء العرب كانت تتلوَّم (أي تنتظر) بإسلامها فتح مكة يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبيٌّ، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجًا، فلم تمضِ سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانًا، ولم يبقَ في سائر قبائل العرب إلا مُظهرٌ للإسلام، ولله الحمد والمنة. وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال: لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الأحياء تتلوَّم بإسلامها فتح مكة يقولون: دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبيّ… (الحديث) فهذه الرواية هي التي تتفق مع ظاهر النص في السورة: (إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ …) فهي إشارة عند نزول السورة إلى أمر سيجيء بعد ذلك، مع توجيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يعمله عند تحقق هذه البشارة وظهور هذه العلامة. وهناك رواية أخرى عن ابن عباس؛ لا يصعب التوفيق بينها وبين هذه الرواية التي اخترناها..
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنَّ بعضهم وجد في نفسه، فقال: لمَ يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن علمتم.
فاطمه رضي الله عنها قصص
إنما هو أمر الله يحققه بهم أو بدونهم. وحسبهم منه أن يجريه الله على أيديهم، وأن يقيمهم عليه حراسًا، ويجعلهم عليه أمناء.. هذا هو كل حظهم من النصر ومن الفتح ومن دخول الناس في دين الله أفواجًا…
وبناء على هذا الإيحاء وما ينشئه من تصور خاص لحقيقة الأمر، يتحدد شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه بإزاء تكريم الله لهم، وإكرامهم بتحقيق نصره على أيديهم. إن شأنه ومن معه هو الاتجاه إلى الله بالتسبيح وبالحمد والاستغفار في لحظة الانتصار، التسبيح والحمد على ما أولاهم من منَّة بأن جعلهم أمناء على دعوته حراسًا لدينه. فاطمه رضي الله عنها قصص. وعلى ما أولى البشرية كلها من رحمة بنصره لدينه، وفتحه على رسوله ودخول الناس أفواجًا في هذا الخير الفائض العميم، بعد العمى والضلال والخسران، والاستغفار لملابسات نفسية كثيرة دقيقة لطيفة المدخل: الاستغفار من الزهو الذي قد يساور القلب أو يتدسَّس إليه من سكرة النصر بعد طول الكفاح، وفرحة الظفر بعد طول العناء. وهو مدخل يصعب توقيه في القلب البشري. فمن هذا يكون الاستغفار. والاستغفار مما قد يكون ساور القلب أو تدسَّس إليه في فترة الكفاح الطويل والعناء القاسي، والشدة الطاغية والكرب الغامر، من ضيق بالشدة، واستبطاء لوعد الله بالنصر، وزلزلة كالتي قال عنها في موضع آخر: (أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ ٢١٤) فمن هذا يكون الاستغفار.
فاطمه رضي الله عنها بخط
( إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣)
سورة النصر مدنية، وآياتها ثلاث. هذه السورة الصغيرة، كما تحمل البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر الله والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجًا، وكما توجهه صلى الله عليه وسلم حين يتحقق نصر الله وفتحه واجتماع الناس على دينه إلى التوجُّه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار، وكما تحمل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم البشرى والتوجيه… فإنها تكشف في الوقت ذاته عن طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج، ومدى ما يريد أن يبلغ بالبشرية من الرفعة والكرامة والتجرُّد والخلوص والانطلاق والتحرر… هذه القمة السامقة الوضيئة، التي لم تبلغها البشرية قط إلا في ظل الإسلام، ولا يمكن أن تبلغها إلا وهي تلبي هذا الهدف العلويَّ الكريم. وقد وردت روايات عدة عن نزول هذه السورة نختار منها رواية الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، قال: قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قوله: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" قال: "إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان توابًا" فقد رأيتها… (إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣) رواه مسلم.
كم كان مهر السيدة فاطمة الزهراء، فاطمة الزهراء هي ابنة رسول الله صلى الله عليه ومن السيدة خديجة رضي الله عنها ، ولقد تزوجها ابن عم رسول الله علي بن أبي كالب وهي أم الحسن والحسين ولقد ولدت في السنة الخامسة بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد عرفت بالبلاغة والبيان والفصاحة اضافة الى حبها للعلم والتعليم ولقد توالى صحابة رسول الله لخطبة فاطمة الزهراء ولكن أتى الامر بزواجها من علي بن أبي طالب ، وسوف نتعرف في هذه المقالة على فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعلى مهرها. من هي السيدة فاطمة الزهراء
ولدت فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبنت السيدة خديجة رضي الله عنها في السنة الخامسة من بعثة رسولنا الكريم ولقد كانت بعد حادثة الاسراء أيضا وتعتبر سيدة محبة للعلم ولقد عرفت بفصحاتها وبيانها وبلافتها ولقد روت الكثير من الأحاديث عن ابيها و لقد توفيت بعد النبي ولقد هاجرت الى المدينة المنورة ولقد كان يبلغ عمرها ثمانية عشر عام. علي بن أبي طالب زوج السيدة فاطمة الزهراء
ولقد تزوجت فاطمة الزهراء من علي بن ابي طالب رضي الله عنه ، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه ولقد نام مكانه ليلة الهجرة وضحى بنفسه فداء للنبي ولقد لقبت بالزهراء وذلك لشدة بياضها وحمرة خديها وقيل انها سميت بالزهراء لأنها كانت تزهر وتنير في كل مكان تدخله ولقد كانت زاهدة ورعة مجتهدة في العبادة ولقد سميت أيضا بالبتول وذلك بسبب تبتلها.
من فضله ومنِّه وكرمه…
وكان هذا هو أدب سليمان عليه السلام وقد رأى عرش ملكة سبأ حاضرًا بين يديه قبل أن يرتد إليه طرفه:
(فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا
يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ ٤٠) وهذا كان أدب محمد صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، وفي موقف النصر والفتح الذي جعله ربه علامة له، انحنى لله شاكرًا على ظهر دابته، ودخل مكة في هذه الصورة. فاطمه رضي الله عنها اختصار. مكة التي آذته وأخرجته وحاربته ووقفت في طريق الدعوة تلك الوقفة العنيدة… فلما أن جاءه نصر الله والفتح، نسي فرحة النصر وانحنى انحناءة الشكر، وسبَّح وحمد واستغفر كما لقنه ربه، وجعل يكثر من التسبيح والحمد والاستغفار كما وردت بذلك الآثار. وكانت هذه سنته في أصحابه من بعده، رضي الله عنهم أجمعين. وهكذا ارتفعت البشرية بالإيمان بالله، وهكذا أشرقت وشفت ورفرفت، وهكذا بلغت من العظمة والقوة والانطلاق…