وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو العالمي الشيخ السيد الطنطاوي - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 59
- تفسير: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر)
- التفريغ النصي - تفسير سورة الأنعام - الآيات [59-69] - للشيخ عبد الحي يوسف
- مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله (مطوية)
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 59
ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك -أي علم ما سوى ما ينفعهم- مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له، كعلم الغيب وعلمِ ما كان وكلّ ما يكون، والعلم بعدد القطر وأمواج البحر وذرات الرمال ومساقط الأوراق وعدد الكواكب ومقادِيرها. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هوشنگ. وعلمِ ما فوق السموات وما تحت الثرى، وما في لجج البحار وأقطار العالم، وما يُكِنُّه الناس في صدورهم، وما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، إلى سائر ما عزب عنهم علمه، فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه، ولم يحصل إلا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر أمره ". وإن الله اختص نفسه بعلم خمسة أشياء، وهذه الخمس سماها الله عز وجل مفاتح الغيب كما قال تعالى: ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [ سورة الأنعام: 59] فلا يعلمها نبيٌّ مرسل ولا مَلَكٌ مُقرّب. الفوائد:
1- لا أحد يعلم الغيب إلا الله. 2- بطلان كل علم يدعي صاحبه من خلاله معرفة الغيب كالتنجيم والكهانة.
تفسير: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر)
8- أن لا أحد يعلم ما تكتسبه نفسه أو ما يكتسبه غيره في المستقبل من علم وعمل ومال. 9- أن لا أحد يعلم زمن ولا مكان موته ولا موت غيره فهذا مما استأثر الله بعلمه وحجب العلم به عن جميع خلقه. 10- تكفير مدعي علم الغيب وذلك لنسبته لنفسه ما استأثر الله تعالى به دون خلقه، وتكذيب القرآن في حصر علم الغيب بالله، قال تعالى: ﴿ قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ﴾ [النمل: 65] ". 11- إثبات صفتي العلم والخبرة لله تعالى، واقتران علمه بخبرته هنا يدل على انصراف العلم إلى العلم بظواهر الأمور والخبرة إلى العلم ببواطنها. 12- من ادّعى علم شيءٍ من هذه الخمس فقد أعظم الفرية، وافترى على الله الكذب. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. والله اعلم.....
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
التفريغ النصي - تفسير سورة الأنعام - الآيات [59-69] - للشيخ عبد الحي يوسف
والأظهر في نظم قوله: { وما تسقط من ورقة} أن يكون { ورقة} في محلّ المبتدأ مجرور بِ { منْ} الزّائدة ، وجملة { تسْقط} صفة ل { ورقة} مقدّمة عليها فتُعرب حالاً ، وجملة { إلاّ يعلمها} خبر مفرّغ له حرفُ الاستثناء. { ولا حبّة} عطف على المبتدأ بإعادة حرف النفي ، و { في ظلمات الأرض} صفة ل { حبّة} ، أي ولا حبّة من بذور النبت مظروفة في طبقات الأرض إلى أبعد عمق يمكن ، فلا يكون { حبَّة} معمولاً لفعل { تسقط} لأنّ الحبَّة التي تسقط لا تبلغ بسقوطها إلى ظلمات الأرض. { ولا رطببٍ ولا يابس} معطوفان على المبتدأ المجرور ب { من}. والخبر عن هذه المبتدآت الثلاثة هو قوله: { إلاّ في كتاب مبين} لوروده بعد الثلاثة ، وذلك ظاهر وقُوع الإخبار به عن الثلاثة ، وأنّ الخبر الأول راجع إلى قوله: { من ورقة}. تفسير: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر). والمراد بالكتاب المبين العلم الثابت الذي لا يتغيّر ، وما عسى أن يكون عند الله من آثار العلم من كتابة أو غيرها لم يطلعنا على كنهها. وقيل: جرّ { حبَّة} عطف على { ورقة} مع إعادة حرف النفي ، و { في ظلمات الأرض} وصف ل { حبّة}. وكذلك قوله: { ولا رطب ولا يابس} بالجرّ عطفاً على { حبَّة} و { ورقة} ، فيقتضي أنَّها معمولة لفعل { تسقط} ، أي ما يَسقط رطب ولا يابس ، ومقيَّدة بالحال في وقوله: { إلاّ يعلمها}.
مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله (مطوية)
وبعضُ هذا المذكور، يُبهر عقولَ العقلاء، ويُذهل أفئدةَ النبلاء، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته، في أوصافه كلها. وأن الخلقَ -من أولِهم إلى آخرهم- لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعضِ صفاته، لم يكن لهم قدرةً ولا وسعَ في ذلك، فتبارك الربُّ العظيم، الواسعُ العليم، الحميدُ المجيدُ، الشهيدُ، المحيط. وجَلَّ مِنْ إله، لا يحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل كما أثنى على نفسه، وفوق ما يُثني عليه عبادُه، فهذه الآية، دلت على علمهِ المحيطِ بجميعِ الأشياء، وكتابهِ المحيطِ بجميع الحوادث. وقد جاءت هذه الآية أيها الإخوة بعد قوله تعالى في الآية التي قبلها: ( وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)[الأنعام:58]. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 59. فعطف عليها هذه الآية، وهي الْإِخْبَارُ بِأَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بِحَالَةِ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهَا غَائِبَةٌ عَنْ عَيَانِ النَّاسِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُمْ مِنْ تَعْجِيلِ الْوَعِيدِ أَوْ تَأْخِيرِهِ. وَهَذَا انْتِقَالٌ لِبَيَانِ اخْتِصَاصِهِ تَعَالَى بِعِلْمِ الْغَيْبِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ ثُمَّ سَعَةِ قُدْرَتِهِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ فِي قَبْضَةِ قُدْرَتِه [انظر: تفسير السعدي، وأضواء البيان، والتحرير والتنوير، لابن عاشور].
قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: " ولا خلاف بين العلماء في منع العيافة - زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها - والكهانة والعرافة، والطرق - الضرب بالحصى لمعرفة الغيب – والزجر، والنجوم وكل ذلك يدخل في الكهانة، لأنها تشمل جميع أنواع ادعاء الإطلاع على علم الغيب ".