تاريخ النشر: الأحد 9 جمادى الآخر 1420 هـ - 19-9-1999 م
التقييم:
رقم الفتوى: 1594
223809
0
783
السؤال
من هم الرسل المعنيون بقوله تعالى -أولوا العزم من الرسل-
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و..... وبعد: للعلماء في تحديد أولي العزم من الرسل أقوال كثيرة مردها إلى اختلافهم في المراد بـ (مِـنْ) في قوله: (من الرسل) هل هو التبعيض أو بيان الجنس، فعلى أن المراد بها التبعيض فأصح الأقوال في ذلك أنهم خمسة. اول الرسل هو | من هو أول الأنبياء. محمد صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. والدليل على هذا أنّ الله ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة وعطف الخاص على العام يفيد أن للخاص زيادة في الفضل وذلك في قوله تعالى: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم)[الأحزاب: 7] وعلى أن المراد ب(من): البيان فالمعنى: واصبر كما صبر أولوا العزم الذين هم الرسل وعلى هذا فالمراد كل الرسل لأن الكل أصحاب عزم. والعلم عند الله تعالى.
&Quot;فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل&Quot; - جريدة الغد
فحري بخير أمة أخرجت للناس، أن تتذكر أنها ما سادت إلا بهذه العقيدة الصافية، وبهذا الدين الواضح، وبتلك الإرادة المنبثقة عن عزم ويقين بالله تعالى. *أكاديمي أردني
اول ما دعت اليه الرسل عليهم السلام - منبع الحلول
4 – إصلاح النفوس وتزكيتها: من رحمة الله أن يحيي نفوس عباده وخلقه بوحيه، وينيرها بنوره "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَّهدي به من نَّشاء من عبادنا" (الشورى، الآية 52). اول ما دعت اليه الرسل عليهم السلام - منبع الحلول. والله يخرج الناس بهذا الوحي الإلهي لرسله من ظلمات الكفر والشرك والجهل إلى نور الإسلام والحق "ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النُّور" (إبراهيم، الآية 5). وإخراج الرسل الناس من الظلمات إلى النور لا يتحقق إلاّ بتعليمهم تعاليم ربهم، وتزكية نفوسهم بتعريفهم بربهم وأسمائه وصفاته، وتعريفهم بملائكته وكتبه ورسله، وتعريفهم ما ينفعهم وما يضرهم، ودلالتهم على السبيل التي توصلهم إلى محبته، وتعريفهم بعبادته "هو الَّذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مُّبينٍ" (الجمعة، الآية 2). 5 – تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة: كان الناس في أول الخلق أمّة واحدة على الفطرة السليمة؛ على التوحيد والإيمان وعبادة الله وحده، ولا يشركون به أحداً. فلمّا تفرقوا واختلفوا، أرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى جادة الصواب، وينتشلوهم من الضلال "كان النَّاس أمَّةً واحدةً فبعث الله النَّبِيِّينَ مبشرين ومنذرين" (البقرة، الآية 213).
اول الرسل هو | من هو أول الأنبياء
ووقفت متفكرا: لماذا وردت أسماء أولي العزم في هذين الموضعين على وجه التحديد؟ وما هي الرسالة التي يريدها الله تعالى منا؟ إذ نعلم أنه لا يوجد حرف في كتاب الله إلا وهو في مكانه، فضلا عن الكلمة أو الجملة أو الآية أو الموضوع. لقد ورد في كتاب الله ذكر لفظ "أولو العزم" مرة واحدة، في قوله تعالى: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ" (الأحقاف، الآية 35). وهذه السورة تتحدث عن موضوعات متنوعة، لكن اسمها يدل على رسالة نبي الله هود، وما لاقاه من قومه، ومع ذلك فهو ليس من أولي العزم. "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل" - جريدة الغد. وتأتي بعد هذه السورة سورة محمد، واسمها الآخر هو القتال. أعود إلى الجواب عن السؤالين. فالذي أراه –والله أعلم- أن العزم مطلوب في المواضع كلها، لكنه أشد حاجة في موضع القتال أو اجتماع الأمم على المسلمين.
وقد كان كلُّ رسول يدعو قومه إلى الصراط المستقيم، ويبينه لهم ويهديهم إليه، وهذا أمر متفق عليه بين الرسل جميعاً. ثم كُلُّ رسول يصلح ويقوِّم الانحراف الحادث في عصره وبلده؛ فالانحراف عن الصراط المستقيم لا يحصره ضابط، وهو يتمثل في أشكال مختلفة؛ فنوحٌ أنكر على قومه عبادة الأصنام، وكذلك إبراهيم؛ وهود أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبّر فيها؛ وصالح أنكر عليهم الإفساد في الأرض واتباع المفسدين؛ ولوط حارب جريمة اللواط التي استشرت في قومه؛ وشعيب قاوم في قومه جريمة التطفيف في الميكال والميزان. وهكذا، فكل هذه الجرائم وغيرها التي ارتكبتها الأمم خروج عن الصراط المستقيم، وانحراف عنه، والرّسل يبينون الصراط المستقيم ويحاربون الخروج عنه بأيّ شكل من الأشكال. 6 – إقامة الحجّة: الله جلّ وعلا أرسل الرسل وأنزل الكتب كي لا يبقى للناس حجّة يوم القيامة "رُّسلاً مُّبشرين ومنذرين لئلاَّ يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسل" (النساء، الآية 165). ولو لم يرسل الله الرسل إلى الناس لجاؤوا يوم القيامة يخاصمون الله –جل وعلا– ويقولون: كيف تعذبنا وتدخلنا النار، وأنت لم ترسل إلينا من يبلغنا مرادك منّا؟ كما قال تعالى: "ولو أنَّا أهلكناهم بعذابٍ من قبله لقالوا ربَّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتبَّع آياتك من قبل أن نَّذلَّ ونخزى" (طه، الآية 134).