يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من. لما ذكر تعالى إبراهيم الخليل وأثنى عليه عطف بذكر الكليم فقال. واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا 41 إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. واذكر فى الكتـاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا41 إذ. واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا 41 قد تقدم أن من أهم ما اشتملت عليه هذه السورة التنويه بالأنبياء والرسل السالفين. واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا. ومن المواضع التي فصلت فيها دعوة إبراهيم لأبيه ما ذكره الله تعالى في سورة مريم حيث قال. واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا 41 إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني.
- واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا - سورة مريم - YouTube
واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا - سورة مريم - Youtube
وإنما شرع في قصة إبراهيم عليه السلام لوجوه:
أحدها: أن إبراهيم عليه السلام كان أبا العرب وكانوا مقرين بعلو شأنه وطهارة دينه على ما قال تعالى: ( ملة أبيكم إبراهيم) ( الحج: 78) وقال تعالى: ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) ( البقرة: 130) فكأنه تعالى قال للعرب إن كنتم مقلدين لآبائكم على ما هو قولكم: ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ومعلوم أن أشرف آبائكم وأجلهم قدرا هو إبراهيم عليه السلام فقلدوه في ترك عبادة الأوثان وإن كنتم من المستدلين فانظروا في هذه الدلائل التي ذكرها إبراهيم عليه السلام لتعرفوا فساد عبادة الأوثان وبالجملة فاتبعوا إبراهيم إما تقليدا وإما استدلالا. وثانيها: أن كثيرا من الكفار في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون كيف نترك دين آبائنا وأجدادنا فذكر الله تعالى قصة إبراهيم عليه السلام وبين أنه ترك دين أبيه وأبطل قوله بالدليل ورجح متابعة الدليل على متابعة أبيه ليعرف الكفار أن ترجيح جانب الأب على جانب الدليل رد على الأب الأشرف الأكبر الذي هو إبراهيم عليه السلام. وثالثها: أن كثيرا من الكفار كانوا يتمسكون بالتقليد وينكرون الاستدلال على ما قال الله تعالى: ( قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) ( الزخرف: 23) [ ص: 191] و ( قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) [الأنبياء: 53] فحكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام التمسك بطريقة الاستدلال تنبيها لهؤلاء على سقوط هذه الطريقة ثم قال تعالى في وصف إبراهيم عليه السلام: ( إنه كان صديقا نبيا) وفي الصديق قولان:
أحدهما: أنه مبالغة في كونه صادقا وهو الذي يكون عادته الصدق لأن هذا البناء ينبئ عن ذلك يقال رجل خمير وسكير للمولع بهذه الأفعال.
فتكون للشيطان وليا أي قرينا في النار. قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم أي أترغب عنها إلى غيرها. لئن لم تنته لأرجمنك قال الحسن: يعني بالحجارة. الضحاك: بالقول ؛ أي لأشتمنك. ابن عباس: لأضربنك. وقيل: لأظهرن أمرك. لأرجمنك واهجرني قال ابن عباس: أي اعتزلني سالم العرض لا يصيبك مني معرة ؛ واختاره الطبري ، فقوله: مليا على هذا حال من إبراهيم. وقال الحسن ومجاهد: مليا دهرا طويلا ؛ ومنه قول المهلهل: فتصدعت صم الجبال لموته وبكت عليه المرملات مليا [ ص: 37] قال الكسائي: يقال هجرته مليا وملوة وملوة وملاوة وملاوة ، فهو على هذا القول ظرف ، وهو بمعنى الملاوة من الزمان ، وهو الطويل منه. قوله تعالى: قال سلام عليك لم يعارضه إبراهيم - عليه السلام - بسوء الرد ؛ لأنه لم يؤمر بقتاله على كفره. والجمهور على أن المراد بسلامه المسالمة التي هي المتاركة لا التحية ؛ قال الطبري: معناه أمنة مني لك. وعلى هذا لا يبدأ الكافر بالسلام. وقال النقاش: حليم خاطب سفيها ؛ كما قال: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. وقال بعضهم في معنى تسليمه: هو تحية مفارق ؛ وجوز تحية الكافر وأن يبدأ بها. قيل لابن عيينة: هل يجوز السلام على الكافر ؟ قال: نعم ؛ قال الله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.