من الهام أن تحاول التستر وألا تخبر أحدًا عن ذلك الذنب، فإن الناس تُعيّر ولا تُغيّر. تقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة وحاول أن تزيد منها لكي تحاول تغطية سيئاتك وتخفف حسابك مع الله تعالى. يجب أن يتم العزم على عدم العودة لمثل ذلك الذنب الكبير مرة أخرى. من الهام أن يتم تضييق التعامل مع النساء، وأن يتم الالتزام بحدود الله تعالى. عليك أن تقطع صلتك بكل من يجذبك لذلك الطريق البعيد عن الله تعالى والأخلاق والمبادئ. ابتعد عن الخلوات والأماكن التي قد تجمعك بما يجعلك ترتكب مثل ذلك الذب مرة أخرى. هل يُغفر للزاني التائب ولو لم يُقم عليه الحد ؟ - الإسلام سؤال وجواب. اقتنع أن الله تعالى مُطلع على ما يدور في قلبك وعقلك قبل ما تفعله في الدنيا. اقرأ أيضًا: هل يقبل الله التوبة من الكبائر
دعاء التوبة من الزنا للمتزوج
هنا نتطرق إلى الحديث عن الدعاء المأثور عن التوبة من الزنا للمتزوج أو غير المتزوج، فمن الهام أن يتقرب العبد من الله بالتضرع لكي ينعم برضا الله عنه وأن يغفر له، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لو لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لهمْ. "
هل يُغفر للزاني التائب ولو لم يُقم عليه الحد ؟ - الإسلام سؤال وجواب
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى- في لقاء الباب المفتوح من كلام له عن توبة الزاني:
إذا تاب توبة نصوحاً، اكتملت فيها الشروط الخمسة المعروفة، وهي: الندم، والإقلاع، والعزم على ألا يعود في المستقبل، والإخلاص وهو الأصل، وأن تكون التوبة قبل فوات الأوان، فإذا استكملت هذه الشروط الخمسة في حقه فهي توبة نصوح، يمحو الله بها كل ما سلف من ذنوبه حتى الزنا. اهــ
وقد اختلف الفقهاء فيما لو كانت الزانية ذات زوج؛ هل يشترط لتوبة الزاني بها أن يتحلل من زوجها؟ وقد قدمنا في الفتوى رقم: 122218. أنه لا يلزم استحلال الزوج؛ لأن هذا يولد فتنة وشرًا. وقال الشيخ صالح السدلان في كتابه التوبة: ويضم إلى التوبة إلى الله الإحسان إلى زوج المزني بها بالدعاء والاستغفار له، والتصدق عنه، ونحو ذلك... اهــ
وانظر الفتوى رقم: 137268. عن توبة الزاني المحصن، وهل يشترط لقبولها أن يقام الحد عليه. والله تعالى أعلم.
قال السعدي: {إِلا مَنْ تَابَ} عن هذه المعاصي وغيرها، بأن أقلع عنها في الحال، وندم على ما مضى له من فعلها، وعزم عزما جازما أن لا يعود، {وَآمَنَ} بالله إيمانا صحيحا، يقتضي ترك المعاصي، وفعل الطاعات {وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا} مما أمر به الشارع إذا قصد به وجه الله. {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} أي: تتبدل أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات، تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيمانا، ومعصيتهم طاعة، وتتبدل نفس السيئات التي عملوها، ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة، تبدل حسنات، كما هو ظاهر الآية. اهـ. وقد وقع في عصر النبوة بعض حوادث الزنا، وتاب أصحابها، وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقيم عليهم الحد، ومنهم امرأة من جهينة، أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى، فقالت: يا نبي الله؛ أصبت حدا، فأقمه علي، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها، فقال: أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني بها.... الحديث، رواه مسلم. والشاهد منه أمره صلى الله عليه وسلم ولي هذه المرأة بالإحسان إليها. قال القاضي عياض في (إكمال المعلم): أمر النبي صلى الله عليه وسلم وليها بالإحسان إليها؛ رأفة بها؛ لتوبتها، ووجوب المحنة عليها، بخلاف لو جاءت غير تائبة.