إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
تفسير بن كثير أخبر تعالى أن شر ما دب على وجه الأرض هم الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه، { وهم لا يتقون}: أي لا يخافون من اللّه في شيء ارتكبوه من الآثام، { فإما تثقفنهم في الحرب} أي تغلبهم وتظفر بهم في حرب { فشرد بهم من خلفهم} أي نكّل بهم قاله ابن عباس والحسن البصري والضحاك والسدي وعطاء الخراساني وابن عيينة ، ومعناه: غلظ عقوبتهم وأثخنهم قتلاً ليخاف من سواهم من الأعداء من العرب وغيرهم، ويصيروا لهم عبرة { لعلهم يذكرون} لعلهم يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك. تفسير الجلالين ونزل في قريظة: { إن شرَّ الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون}. ان شر الدواب عند الله الصم البكم. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه الَّذِينَ كَفَرُوا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: إِنَّ شَرّ مَا دَبَّ عَلَى الْأَرْض عِنْد اللَّه الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ فَجَحَدُوا وَحْدَانِيّته, وَعَبَدُوا غَيْره. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { إِنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْد اللَّه الَّذِينَ كَفَرُوا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: إِنَّ شَرّ مَا دَبَّ عَلَى الْأَرْض عِنْد اللَّه الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ فَجَحَدُوا وَحْدَانِيّته, وَعَبَدُوا غَيْره. '
ان شر الدواب عند الله الصم البكم
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) القول في تأويل قوله: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا، أيها المؤمنون، في مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: " قد سمعنا " ، بآذاننا= " وهم لا يسمعون " ، يقول: وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم ولا ينتفعون به، لإعراضهم عنه, وتركهم أن يُوعُوه قلوبهم ويتدبروه. فجعلهم الله، إذ لم ينتفعوا بمواعظ القرآن وإن كانوا قد سمعوها بآذانهم, (36) بمنـزلة من لم يسمعها. يقول جل ثناؤه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا أنتم في الإعراض عن أمر رسول الله، وترك الانتهاء إليه وأنتم تسمعونه بآذانكم، كهؤلاء المشركين الذين يسمعون مواعظ كتاب الله بآذانهم, ويقولون: " قد سمعنا ", وهم عن الاستماع لها والاتعاظ بها معرضون كمن لا يسمَعُها. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 22. (37) * * * وكان ابن إسحاق يقول في ذلك ما:- 15853- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) ، أي: كالمنافقين الذين يظهرون له الطاعة, ويُسِرُّون المعصية.
ان شر الدواب عند الله
﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [1]
إن خير من دب على الأرض هم عباد الله المؤمنون الطائعون الذين إذا تليت عليهم آيات الله سمعوها سماع تعقل فوجلت قلوبهم وازدادوا إيمانًا، وإن شر من دب على الأرض هم المشركون المعرضون الذين صمت آذانهم، فلم يسمعوا سماع تعقل، ولم يفهموا المواعظ ولا ما يتلى عليهم، فهم كالبهائم التي لا تسمع إلا دوى صوت راعيها يناديها. قال تعالى: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾ [2] ؛ يقول الألوسي: (أي كالبهائم التي تنعق عليها وهي لا تسمع إلا جرس النغمة ودوى الصوت. وذلك كناية عن عدم الفهم والاستجابة، والنعيق: التتابع في التصويت على البهائم للزجر) [3].
ان شر الدواب عند الله الذين كفروا
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
(38) 15854- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قول الله: (وهم لا يسمعون) ، قال: عاصون. 15855- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مثله. * * * قال أبو جعفر: وللذي قال ابن إسحاق وجه, ولكن قوله: (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) ، في سياق قَصَص المشركين, ويتلوه الخبر عنهم بذمّهم, وهو قوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ، فلأن يكون ما بينهما خبرًا عنهم، أولى من أن يكون خبرًا عن غيرهم. --------------------- الهوامش: (36) في المطبوعة: " فجعلهم الله لما لم ينتفعوا " ، وأثبت ما في المخطوطة. ان شر الدواب عند الله الذين كفروا. (37) في المخطوطة: " وهم لاستعمالها والاتعاظ بها " ، والصواب ما في المطبوعة ، وإنما هو إسقاط من الناسخ في كتابته. وكان في المطبوعة: " كمن لم يسمعها " ، وأثبت ما في المخطوطة. (38) الأثر: 15853 - سيرة ابن هشام 2: 324 ، وهو تابع الأثر السالف رقم: 15852.