وقد اشتمل هذا البحث على تمهيد، وفصول ثلاثة. جاء كل فصل منها تحت عنوان: (مرحلة). في التمهيد يقيم المؤلف البرهان على أن النص القرآني كنص يدل على أن القرآن ليس من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أن القرآن صرح بأنه لا صنعة فيه لمحمد، ولا لأحد من الخلق، وإنما هو منزل من عند الله بلفظه ومعناه. النبأ العظيم - مكتبة نور. وقرر بأن هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه، ليست من جنس (الدعاوى) فتحتاج إلى بينة، وإنما هي من نوع (الإقرار) الذي يؤخذ به صاحبه، ولا يتوقف صديق ولا عدو في قبوله منه. ومن جملة ما يقرره المؤلف بهذا الصدد أنه لا يوجد للقرآن مصدر إنساني، لا في نفس صاحبه، ولا عند أحد من البشر، وأن كل من حاول أن يجعل هذا القرآن عملاً إنسانيًّا أعياه أمره، وأقام الحجة على فشله باضطرابه ولجاجته، وإحالته ومكابرته. ويقدم المؤلف العديد من الأدلة من سيرته صلى الله عليه وسلم، مشفوعة بالأمثلة؛ ليبرهن على أن هذا القرآن { تنـزيل العزيز الرحيم} (يس:5). ومن ثم يتوجه إلى قارئه إن كان طالباً للحق، بأن ينظر في القرآن من أي النواحي أحب: من ناحية أسلوبه، أو من ناحية علومه، أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالم؛ ليستيقن أن هذا القرآن ليس من تأليف محمد ، فضلاً عن أن يكون من تأليف غيره من البشر.
- النبأ العظيم - مكتبة نور
النبأ العظيم - مكتبة نور
بينما أقام الدكتور دراز بحثه على خصائص البناء الصوتي، ثم خصائص البناء
[1] المرجع السابق ص100. [2] النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، د. محمد رجب البيومي، ج5، ص183. صفحة: 22
هؤلاء قوم محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهم كانوا أحرص الناس على خصومته، وأدرى الناس بأسفاره ورحلاته، وأحصاهم لحركاته وسكناته، قد عجزوا كما ترى أن يعقدوا صلة علمية بينه وبين أهل العلم في عصره، فما للملحدين اليوم وقد مضى نيف وثلاثة عشر قرنًا انفضت فيها سوق الحوادث، وجفت الأقلام، وطُويت الصحف، لا يزالون يبحثون عن تلك الصلة في قمامات التاريخ، وفي الناحية التي أنف قومه أن ينبشوها؟ ألا فليريحوا أنفسهم من عناء البحث، فقد كفتهم قريش مئونته، وليشتغلوا بغير هذه