وقت عشية عرفة لغير الحاج محل بحث للكثير من الأشخاص فيوم عرفة هو يوم الخير والثواب العظيم، ففي هذا اليوم تُمحى جميع الذنوب وتُكفر الخطايا وتعتق الرقاب في النار، وينال المرء الفضل العظيم بالدعاء، وسوف نتعرف عبر هذا الموضوع على وقت عشية عرفة للشخص الذي لم يحج والعديد من المعلومات الأخرى عن هذا اليوم المبارك. وقت عشية عرفة لغير الحاج
إن وقت عشية يوم عرفة لغير الحاج هو الثامن عشر من يوليو حيث أن يوم عرفة هو أفضل أيام العام الهجري بالكامل، وهو يوم 9 من شهر ذي الحجة ويستحب فيه الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" خَيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ عَرَفةَ، وخَيرُ ما قُلتُ أنا والنَّبيُّونَ مِن قَبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ). ووقت العشية في اللغة هو بعد زوال الشمس وحتى غيابها، وبالنسبة للحاج يبدأ وقت العشية من بعد صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً بإقامتين وأذان واحد، ثم يتوجه الحاج إلى عرفة للذكر والدعاء من خلال رفع اليدين وحمد الله تعالى في البداية والصلاة على نبيه الكريم حتى زوال الشمس، وهو المقصود بعشية عرفة لمن يقصد الحج بهذا العام. وهو أفضل أوقات الدعاء على الإطلاق ففي هذا الوقت يتنزل الله عز وجل إلى الدنيا، ويتقرب من العباد الذين يدعون إليه بحوائجهم لكي يستجيب لهم، ويتباهى بعباده الخاشعين أمام الملائكة.
عشية يوم عرفة بندر بليلة مولود
وقال الإمام ابن القيم:
( ومن أنواعهِ - أي الشرك الأكبر - طلَب الحوائجِ من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجُّه إليهم... وجعلُوا قبُورَهم أوثاناً تُعبدُ، وسمَّوا قصدَها حجّاً، واتخذوا عندَها الوَقفَةَ) مدارج السالكين 1/290-291. فمما تقدَّم يتضح ( أن التعريف نوعان:
الأول: اتفق العلماء على كراهته، وكونه بدعة وأمراً باطلاً، وهو الاجتماع في يوم عرفة عند القبور، أو تخصيص بقعة بعينها للتعريف فيها كالمسجد الأقصى، وتشبيه هذه الأماكن بعرفات، لأنَّ ذلك يُعتبرُ حجَّاً مُبتدعاً، ومضاهاة للحجِّ الذي شَرَعه الله، واتخاذاً للقبور أعياداً، حتى وَصَلَ بهم الأمر إلى أن زعموا أن مَن وقفَ ببيت المقدس أربع وقَفَاتٍ فإنها تعدلُ حجَّة، ثم يجعلون ذلك ذريعة إلى إسقاط الحج إلى بيت الله الحرام، كما ذكر ذلك الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع، وهذا هو النوع الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " لا أعلم بين المسلمين خلافاً في النهي عنه ". الثاني: ما اختلفَ العلماءُ فيه، وهو قصد الرَّجل مسجدَ بلده يوم عرفة للدُّعاء والذكر، فقال بعضهم: مُحدَثٌ وبدعة، وقال بعضهم: لا بأسَ به. والذي يترجَّحُ والله أعلم: أن قصد الرَّجل مسجد بلده يوم عرفة للدعاء والذكر: بدعة) البدع الحولية للشيخ ص373 عبد الله التويجري.
عشية يوم عرفة المقبولين
الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال. 2. إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى. 3. الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله... إلخ. 4. رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة. 5. الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً. 6. إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة. 7. الاغتسال ليوم عرفة. 8. قوله إذا قرب من عرفات ووقع بصره على جبل الرحمة: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". 9. قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة. 10. التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يزيد في آخرها: "وعلينا معهم" مئة مرة. 11. السكوت على عرفات وترك الدعاء. 12. الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات. 13. دخول القبة التي على جبل الرحمة ويسمونها "قبة آدم"، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت. 14. اعتقاد أن الله - تعالى- ينزل عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان، ويعانق المشاة. 15. خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة.
عشية يوم عرفة وعيد الأضحى
رحلة الحج النبوية بجميع تفاصيلها الدقيقة أضحت مقصد ومحل اهتمام ملايين المسلمين منذ العهد النبوي حتى وقتنا الحاضر، ولا تزال كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ومن تلك التفاصيل التي تتوق لها النفوس المواقع التاريخية الإسلامية التي تشرفت وازدانت بمرور سيد البشرية فوق ثراها، في رحلة الحج النبوية، وأحد تلك المواقع هو "صخيرات الآل". وتقع الصخيرات حسب ما أفاد به مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس، في عرفات بسفح جبل الرحمة من الناحية الشرقية على يمين الصاعد إليه. وخُلدت هذه الصخيرات تاريخيًّا لوقوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندها عشية عرفة وهو على ناقته القصواء، في حجة الوداع؛ حيث جعل المصطفى عليه السلام نحر ناقته على هذه الصخيرات، وتوجه إلى القبلة. وعند الصخيرات نزل قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
من احوال السلف بعرفة
أما عن أحوال السلف الصالح بعرفة فقد كانت تتنوع:
فمنهم من كان يغلب عليه الخوف أو الحياء: وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!. ومنهم من كان يغلب عليه الرجاء: قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له. العبد بين حالين
إذا ظهر لك _أخي الحاج_ حال السلف الصالح في هذا اليوم، فاعلم أنه يجب أن يكون حالك بين خوف صادق ورجاء محمود كما كان حالهم. والخوف الصادق: هو الذي يحول بين صاحبه وبين حرمات الله تعالى، فإذا زاد عن ذلك خيف منه اليأس والقنوط. والرجاء المحمود: هو رجاء عبد عمل بطاعة الله على نور وبصيرة من الله، فهو راج لثواب الله، أو عبد أذنب ذنباً ثم تاب منه ورجع إلى الله، فهو راج لمغفرته وعفوه. قال تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) "البقرة: 218". فينبغي عليك أخي الحاج أن تجمع في هذا الموقف العظيم وفي هذا اليوم المبارك بين الأمرين: الخوف والرجاء؛ فتخاف من عقاب الله وعذابه، وترجو مغفرته وثوابه.