( إن قارون كان من قوم موسى) قصة قارون مختصرة - YouTube
كان قارون من قوم:
وذكرت قصة قارون بالتفصيل في سورة القصص بدءًا من الآية 76 إلى الآية 82. أي من قوله تعالى: " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)". إلى قوله تعالى: " وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ۖ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)". بعد خسف الله لقارون أصبح من تمنى أن يكون في موقعه من قومه يشكر الله على أن منّ عليه بأنه لم يصبح محل قارون. فبعد معاينتهم لما عاقب الله عز وجل قارون به قالوا أن الله هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ولا يعتمد الأمر على فضل الشخص أو علمه أو منزلته. بل الله يوسع على الناس بمشيئته، ويضيق على من يشاء من خلقه، وكما لا تكون سعة الرزق دالة على فضل الشخص، فإن ضيق الرزق لا يدل أيضًا على سخطه لعمله. قال تعالى: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24)" سورة غافر.
كان قارون من قوم فرعون
إلا أن العقلاء وأهل الإيمان منهم حذروهم وأمروه بتقوى الله، وأن ما عنده سبحانه خير مما عند قارون. فجاء عقاب الله عز وجل في لمح البصر، ليذهب أمام قومه وهو ضعيف وعاجز، لا يفيده جاهه ولا قومه. ففي قوله تعالى "فخسفنا به وبداره الأرض" بيان لابتلاع الأرض لقارون ولداره. وحينها ذهب تمنّي القوم أن يكونوا مكانه وأحسّوا بنعمة الله وفضله عليهم. مكان خسف قارون
لم يثبت مكان خسف قارون، ولا الموقع الذي عاش فيه هو وقومه على وجه التحديد. إلا أن الكثيرين اعتقدوا تواجد قصر قارون وبلدته في مصر، فقد كان من وزراء فرعون. فقد وجدوا فيه كرسيًا مزخرفًا ومذهبًا، وكان القصر ضخمًا محتويًا على 300 غرفة. وقيل بأن الطابق العلوي هو الذي كان يحتفظ فيه قارون بالكنوز. لكن في حقيقة الأمر لا علاقة لقصر قارون بالفيوم بمكان خسف قارون. فقد ذكر علماء الآثار والتاريخ أن قصر الفيوم ما هو إلا معبد من العصر اليونان الروماني. الآيات القرآنية المذكور فيها قارون
جاء ذكر قارون من قوم بني إسرائيل في كثير من السور القرآنية، وهي من القصص التي نزلت على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لتثبّت فؤاده، ولتكون وعظًا وعبرة للناس. جاء ذكر قارون في سورة العنكبوت، وسورة غافر، وسورة القصص.
إن قارون كان من قوم موسى
[٩]
ما يستفاد من عاقبة قارون
إنّ المتأمّل في قصّة قارون وفي نهايته والعاقبة التي عاقبه الله -تعالى- بها، ليتّضح له جملة من الدّروس والعِبَرمن أهمّها ما يأتي: [١٠]
وجوب شكر المسلم ربّه -تعالى- على نعمه وعدم جُحودها. عدم الاغترار بالأموال والأملاك والفرح بها، فهي عطايا من الله -تعالى- يسلبها من عبده إن شاء. الدّعوة لأداء حقّ الله -تعالى- في الأموال، من التّصدق بها والعمل بها في الوجوه المشروعة، والانتفاع منها في ما أحلّ الله -تعالى- دون تبذير. تحذير المؤمنين من البغي في الأرض، والتّطاول والتَّكبُّر، وظلم إخوانهم المؤمنين. [١١]
المراجع ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري ، صفحة 309. ^ أ ب ت سورة القصص، آية:76
↑ محمد الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران ، صفحة 286. ↑ زكريا الأنصاري، منحة الباري بشرح صحيح البخاري ، صفحة 498. بتصرّف. ^ أ ب صالح المغامسي، أعلام القران ، صفحة 8-9. بتصرّف. ↑ محمد مطني، سورة القصص دراسة تحليلية ، صفحة 237. بتصرّف. ↑ أحمد النويري (1423)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة 1)، القاهرة:دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 233، جزء 13. بتصرّف. ↑ سورة القصص، آية:81
↑ صالح المغامسي، أعلام القرآن ، صفحة 12.
ان قارون كان من قوم موسى
إلى أن ساخ في الأرض هو وداره وجلساؤه الذين كانوا على مذهبه. وروي أن الله تعالى أوحى إلى موسى: استغاث بك عبادي فلم ترحمهم ، أما إنهم لو دعوني لوجدوني قريبا مجيبا. ابن جريج: بلغنا أنه يخسف بهم كل يوم قامة ، فلا يبلغون إلى أسفل الأرض إلى يوم القيامة ، وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج: حدثني إبراهيم بن راشد قال: حدثني داود بن مهران عن الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، قال: لقي قارون يونس في ظلمات البحر ، فنادى قارون يونس ، فقال: يا يونس تب إلى الله فإنك تجده عند أول قدم ترجع بها إليه ، فقال يونس: ما منعك من التوبة ، فقال: إن توبتي جعلت إلى ابن عمي فأبى أن يقبل مني. وفي الخبر: إذا وصل قارون إلى قرار الأرض السابعة نفخ إسرافيل في الصور والله أعلم. قال السدي: وكان اسم البغي سبرتا ، وبذل لها قارون ألفي درهم. قتادة: وكان قطع البحر مع موسى وكان يسمى المنور من حسن صورته في التوراة ، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري. قوله تعالى: وآتيناه من الكنوز قال عطاء: أصاب كثيرا من كنوز يوسف عليه السلام. وقال الوليد بن مروان: إنه كان يعمل الكيمياء ( ما إن مفاتحه) إن واسمها وخبرها في صلة ( ما).
و ( ما) مفعولة ( آتينا). قال النحاس: وسمعت علي بن سليمان يقول ما أقبح ما يقول الكوفيون في الصلات; إنه لا يجوز أن تكون صلة ( الذي) وأخواته ( إن) وما عملت فيه ، وفي القرآن ( ما إن مفاتحه). وهو جمع مفتح بالكسر وهو ما يفتح به ومن قال: ( مفتاح) قال: ( مفاتيح) ومن قال: هي الخزائن ، فواحدها مفتح بالفتح. ( لتنوء بالعصبة) أحسن ما قيل فيه أن المعنى لتنيء العصبة أي تميلهم بثقلها ، فلما انفتحت التاء دخلت الباء كما قالوا هو يذهب بالبؤس ومذهب البؤس. فصار ( لتنوء بالعصبة) فجعل العصبة تنوء أي تنهض متثاقلة; كقولك قم بنا ، أي اجعلنا نقوم. يقال: ناء ينوء نوءا: إذا نهض بثقل. قال الشاعر [ ذو الرمة]: تنوء بأخراها فلأيا قيامها وتمشي الهوينا عن قريب فتبهر وقال آخر: أخذت فلم أملك ونؤت فلم أقم كأني من طول الزمان مقيد وأناءني: إذا أثقلني; عن أبي زيد وقال أبو عبيدة: قوله: ( لتنوء بالعصبة) مقلوب ، والمعنى لتنوء بها العصبة أي تنهض بها أبو زيد: نؤت بالحمل: إذا نهضت. قال الشاعر: إنا وجدنا خلفا بئس الخلف عبدا إذا ما ناء بالحمل وقف والأول معنى قول ابن عباس وأبي صالح والسدي. وهو قول الفراء واختاره النحاس كما يقال: ذهبت به وأذهبته وجئت به وأجأته ونؤت به وأنأته; فأما قولهم: له عندي ما ساءه وناءه فهو إتباع كان يجب أن يقال: وأناءه.