قد بين صحة ما قلنا في ذلك ، الخبر الذي ذكرناه عن ابن الزبير في قصة أسماء وأمها. وقوله: ( إن الله يحب المقسطين) يقول: إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ، ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم ، فيبرون من برهم ، ويحسنون إلى من أحسن إليهم.
إن الله يحب || المقسطين || الحلقة السادسة - Youtube
وقوله ( وَأَقْسِطُوا) يقول تعالى ذكره: واعدلوا أيها المؤمنون في حكمكم بين من حكمتم بينهم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) يقول: إن الله يحب العادلين في أحكامهم, القاضين بين خلقه بالقسط. ------------------------ الهوامش: (2) البيت لعبد الله بن أبي بن سلول ، كما عزاه المؤلف. وقد وردت قصيدة ابن سلول هذه في السيرة لابن هشام الطبعة الأولى بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بالقاهرة 2: 236 ، 237. وورد في أثنائها البيت ومعه بيت آخر ، رواه ابن هشام عن غير ابن إسحاق وهما: متـى مـا يكن مولاك خصمك لا تـزل تــذل ويصـرعك الـذين تصــارع وهـل ينهـض البـازي بغـير جناحه وإن جـذ يومـا ريشـه فهـو واقـع وكان النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارًا ، قاصدًا إلى سعد بن عبادة يعوده من شكو أصابه ، فمر بطريقه بأطم ابن سلول ، فنزل يسلم عليه ، وتلا عنده شيئا من القرآن. واقسطوا ان الله يحب المقسطين. فكلم رسول الله كلامًا خشنًا ، ونهاه أن يغشى مجالس الأنصار ، ويعرض عليهم القرآن. وكان ابن رواحة حاضرًا ، فتلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: بلى فاغشنا به ، وائتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا ، هو والله مما نحب ، ومما أكرمنا الله به ، وهدانا له ، فقال ابن أبي حين رأى من خلاف قومه ما رأى... البيتين.
إن الله يحب .
فتاوى الشيخ ابن باز عدد الزيارات: 7240
طباعة المقال
أرسل لصديق
أرجو أن تتفضلوا بالإجابة عما يلي: ما الفرق بين الآيات الكريمة الآتية في الآية الخامسة عشرة من سورة الجن، قال تعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا وفي الآية الثامنة من سورة الممتحنة: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، وفي الآية الثانية والأربعين من سورة المائدة: فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ?
إذن فمن الراجح أننا سنستنتج أن الحب، كل الحب، ولا شئ غير الحب ينبغي أن يكون لله وحده لا شريك له، أي أن الحب الحقيقي هو للخالق وحده، وليس لأي مخلوق، ومهما كان هذا الإنسان، وبيننا الدليل القائم الصريح الصارخ وهو أن المخلوق محمــدا عليه الصلاة والتسليم هو نفسه ينصحنا بما كلفه الله العلي العظيم في حديثه الصحيح المنزل الوارد في الآية رقم 31 بسورة آل عمران: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.... إن الله يحب || المقسطين || الحلقة السادسة - YouTube. ). وبالتالي، فإن رسول الله عليه الصلاة والتسليم ينصحنا بأن نتنافس في الإرتقاء لبلوغ هذا الحب وما أدراك ما هو من-حب- لاسيما عندما يبلغ أوجه ويتوج بحب متبادل بين المخلوق المحب، وبين خالقه الودود الرحمن الرحيم، وأن السبيل الوحيدة المؤدية إليه هي اتباع الرسول الناصح. ******
أُعْطِيْتُ جوامع الكلم: قال الهروي: يعني به القرآن، جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعانيَ الكثيرةَ، وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ، كثير المعاني. • عن عقبة بن عامر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا فصلَّى على أهل أُحُد صلاتَه على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: « إني فَرَطٌ لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظرُ إلى حوضي الآن، وإني قد أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها » [3]. إني فَرَطٌ لكم: سابقكم؛ لأهيِّئ لكم طيب المنزل والمقام. أُعْطِيتُ مفاتيح خزائن الأرض: وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن معناه: الإخبار بأن أُمَّته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك، وأنها لا ترتدُّ جملة، وقد عصمها الله تعالى من ذلك. ولسوف يعطيك ربك فترضى مزخرفة. تتنافسوا فيها: أي تتنازعوا وتختصموا على الدنيا وما فيها من مُلكٍ وخزائنَ، من المنافسة: وهي الرغبة في الشيء، والانفراد به. • وعن أنس بن مالك قال: "بينما ذات يوم بين أظهرنا يريد النبي صلى الله عليه وسلم إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسِّمًا، فقلنا له: "ما أضحكك يا رسول الله؟"، قال: نزلت علي آنفًا سورة؛ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 1 - 3]))، ثم قال: « هل تدرون: ما الكوثر »؟، قلنا: "الله ورسوله أعلم"، قال: « فإنه نهر وعَدَنِيه ربي في الجنة ، آنيتُه أكثرُ من عدد الكواكب، تَرِدُه عليَّ أمتي فيُخْتَلَج العبدُ منهم، فأقول: يا ربِّ إنه من أمتي، فيقول لي: إنك لا تدري ما أحدث بعدك » [4].
ولسوف يعطيك ربك فترضى مزخرفة
انتهى. فتبين أن هذه الآية لا تنطبق على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الإعطاء المرضي يكون في الآخرة، وراجع الفتوى رقم: 173505. وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 106972 ، في تعليق آيات من القرآن على الجدران. والله أعلم.
أول من آمن بالرسول -صلى الله عليه وسلمَ-؛ روى البخاري -رحمه الله- عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: " أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ". هو الملقب بالعتيق؛ روى الترمذي أن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- دخل عليه، فقال: " أنت عتيق الله من النار ". ولسوف يعطيك ربك فترضى - ملتقى الخطباء. كان جميلا جليلا قديما في الخير، كان نحيلا خفيفا العارضين، معروق الوجه، ناتئ الجبهة، يخضب بالحناء، كان رجلا أسيفا، رقيق القلب، رحيما رؤوفا. أعلم الناس في الجاهلية بأنساب العرب، ذا باع طويل في أخبارها، تقول عنه ابنته الصديقة بنت الصديق عائشة -رَضي الله عنها-: "إن أبي أعلم قريش بأنسابها، كان القوم يحبونه ويألفونه، ويعترفون له بالفضل والخلق، حتى قال له سيد من المشركين: إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتَكسب المعدوم، وتفعل المعروف. شابه خلق النبي -صلى الله عليه وسلمَ-؛ مر برجل سكران يضع يده في النجاسة ثم يدنيها من فيه، فإذا وجد ريحها رفعها فرءاه الصديق، فقال: " إن هذا لا يدري ما يصنع ". لم يشرب الخمر في الجاهلية حرمها على نفسه قبل الإسلام، وقال: " ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة (أي عثمان أبوه) فأنطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي: هذه آلهتك الشم العوالي وخلاني، قال: فذهبت فدنوت من الصنم، وقلت: إن جائع فأطعمني؟ فلم يجبني، فقلت: إني عار فاكسوني؟ فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخر على وجه ".