ومن بين المواقع التي ذكرت سيرة البطل محمد بن القاسم الثقفي موقع: والله أعلم.
من هو القائد المسلم الذي فتح مدينة الديبل؟ - مقال
ولأن التهمة كبيرة جداً قرر يزيد بن أبي كبشة بإلقاء القبض عليه وإرساله إلى صالح بن عبد الرحمن وهو مقيد بالأغلال، وكان مشهد خروجه وهو مكبَّل مشهداً شديداً وصعباً جداً على أهل السند، ولكن الله تعالى أظهر براءة محمد بن القاسم بآية سريعة؛ إذ أن يزيد والي السند لم يمضي على حكمه إلا سبعة عشر يوماً ومات فجأة، وفرح كفار السند بخروج القائد العظيم وعادوا لكفرهم وبدأوا بإخراج المسلمين. قام صالح بن عبد الرحمن بحبس محمد بن القاسم في سجن مدينة واسط ، وكان هذا السجن يستخدمه الحجاج لسجن كل من اشتبه به، فقام صالح بالأمر بأن يعذب محمد بنفس الألآت التي كان يستخدمها الحجاج للتعذيب، حتى يعترف بالجناية الشنيعة التي اتهم بها، وظلَّ يقسم بأنه بريْ ومصرٌ على كلامه. وبقي القائد العظيم محمد بن القاسم صابراً وصامداً تحت التعذيب العنيف الذي كان يتلقاه بسبب فعل بريء منه، وكان متمسكاً ببرائته، ولم يكن له أي أفعال غير الفتوحات العظيمة التي قام بها، وقهره لقلوب الأعداء، ولكن لكونه ابن عم الطاغية الحجاج أخذت عشيرته بجريرته، حتى جاءت اللحظة العصيبة والتي مات بها وهو مظلوم، وانطفئت شمعة لو بقيت لصارت شمساً تحرق أعداء الإسلام.
أتى ابن القاسم إلى مدينة قنزبور ففتحها، ثم فتح مدينة أرمانبك، في طريقه إلى مدينة الديبل، وكْر اللصوص وموئل القراصنة، وهي كراتشي اليوم من مدن باكستان على البحر المحيط. وكان الحجاج قد أرسل إليه أسطولًا في البحر، فالتقيا يوم الجمعة، كأنما كانا على ميعاد، فالتقى الجيشان برًا وبحرًا في الديبل. وكان الخليفة الوليد بن عبد الملك، قد أرسل إلى محمد ابن القاسم منجنيقه الخاص في المعارك التي يخوضها، يقال له العروس، وبلغ من ضخامته أن خمسمئة جندي كانوا يديرونه في ساعة الرمي، فنصبه مقابل الصنم الكبير وكانوا يسمونه: البُدّ. له في قلوب أهل المدينة موقع عجيب وتأثير غريب، يعظمونه ويقربون إليه القرابين، ويذبحون له الذبائح، وكانت المدينة مستديرة، وفيها سارية عالية عليها راية حمراء، إذا هبت الريح طافت بالمدينة المقدسة في دورانها، فتهفو إليها أفئدة الألوف المؤلفة من أهل المدينة وقد ركزت هذه السارية فوق بناء البد العظيم. ركز جعونة الجندي المسؤول عن المنجنيق مقابل الصنم، وعليه السارية والراية فوقه، ورمى البد بحجر ضخم فانكسرت السارية وهوت الراية، فخاف المقاتلون واندفعوا خارج السور، وحملوا على المسلمين حملة اليائس، فتلقاهم ابن القاسم برجاله وردهم إلى داخل الأسوار محصورين، ثم صعد الجنود على سلالم وفتحوا الحصن بالقوة بعد أن طردوا المقاتلين إلى داخل البلد، واستمر القتال ثلاثة أيام لم يذوقوا فيها طعامًا ولا نومًا، وسقطت مدينة الديبل، مدينة الصنم وقراصنة البحر.
ذات صلة ما سبب نزول سورة عبس سبب نزول سورة عبس
ما سبب نزول سورة عبس وتولى؟
كان ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- قد جاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يطلب منه أن يقرأ له من القرآن الكريم ويعلمه بعضاً من أمور الدين وأحكامه، إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان منشغلاً عنه بدعوة عدد من زعماء قريش إلى الإسلام ومنهم: أبي جهل، عباس بن عبد المطلب، عتبة بن ربيعة، أُبيّ وأميّة ابني خلف، فقد كان رسول الله شديد الحرص على إسلام هؤلاء الزعماء لما سيعقب ذلك من لحوق أتباعهم بهم. [١]
وبسبب ذلك أعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ابن أم مكتوم -رضي الله عنه- وعبس في وجهه وأعرض عنه، فأنزل الله -تعالى- سورة عبس يُعاتب فيها رسوله الكريم على إعراضه عن ابن أم مكتوم وتوجهه إلى دعوة زعماء قريش، ويجدر بالذكر أنّ بعد هذه الحادثة كان رسول الله شديد الحرص على إكرام ابن أم مكتوم؛ لأنّ الله -تعالى- قد عاتبه بسببه. [١]
ترتيب نزول سورة عبس وتولى
نزلت سورة عبس بعد سورة النجم التي احتوت على عدة أمور ومنها: تنزيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الضلال والكذب وأنّ كل ما يُخبر به هو وحي من عند الله -تعالى-، الحديث عن معجزات الله -تعالى- وآياته في الكون، والنفس، والمعاش، والمعاد، بيان أنّ حال الناس مع وحي الله -تعالى- ليس سواء؛ فمنهم من استجاب له وآمن به ومنهم من أعرض عنه وكفر به.
سبب نزول عبس وتولى ان جاءه الاعمى - موقع محتويات
ونأتي لنقول ثانيةً: إنّ المشهور بين المفسّرين في شأن النّزول ، هو نزولها في شخص النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى. ________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج10 ، ص437. 2. المصدر السابق. 3. المصدر السابق.
[٢] كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة عبس بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة عبس
المراجع [+] ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، أسباب النزول ت زغلول ، صفحة 471. بتصرّف. ^ أ ب ت محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير ، صفحة 103. بتصرّف. ↑ سورة عبس، آية:37
↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 2082، حديث صحيح. ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، أسباب النزول ت زغلول ، صفحة 472. ↑ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، لباب النقول في أسباب النزول ، صفحة 209. بتصرّف.