قصة نبي الله يونس للاطفال ، هي من القصص التي تدعو الإنسان إلى التدبر والتعقُل قبل أن يتخذ أي قرار وأن يستخير الله تعالى في كافه أموره، إذ تحكي هذه القصة عن رحمه الله التي وسعت كل شيء في أن يحتوي عبادة رغم ظُلمهم و جحودهم بنعمته، كما رحم الله ذا النون و علمه درساً هاماً في الحياة وهو أن كل الأمور بأمر الله وحده تسير، فيجب أن نمتثل لأمر الله تعالى، الجدير بالذكر أن سيدنا يونس عليه السلام قد نادى في أهله كثيراً وأنذرهم بالعذاب ولكن ماذا حدث بعد ذلك، وهل آمنوا بالله أم لا، تقص موسوعة عليكم قصة يونس عليه السلام وقومه، وقصته مع الحوت من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا. بُعث سيدنا يونس في العراق وتحديداً في نينوى، إذ سُمي آن ذاك باسم يونس بن متى، وقد عاني أشد المعاناة في دعوة قومه إلى ترك الأصنام وعبادة الله وحده، إلا أنهم كفروا و أبوا أن يؤمنوا بالله، فقد تمردوا عليه و لم يؤمن منهم إلا مجموعة قليلة جداً من قومه، وأخذ يدعوا فيهم حتى شعر أن دعوته لن تأتي بثمارها مع قومه، وخرج من القرية تاركاً أهله وقومه وراء ظهره، ولكن دون إذن من الله تعالى فقد يأس من عبادة قومه للواحد الأحد، كما انه توعد لهم بالعذاب الذي يحل عليهم بعد مرور ثلاثة أيام من خروجه.
قصه سيدنا يونس عليه السلام - Youtube
من هم قوم يونس عليه السلام؟
بُعث سيدنا يونس عليه السلام إلى مدينة نينوي في شمال العراق حيث يوجد قوم يعبدون الأصنام، يبلغ عددهم أكثر من مائة ألف شخص، وقد كانوا يشركون بالله (عز وجل)، فأرسل الله اليهم سيدنا يونس لكي يرشدهم ويدلهم على طريق الله لعبادته وحده لا شريك له، لكنهم كذبوه، وأصروا على عبادتهم للأصنام التي لا تنفع ولا تضر. استمرت دعوة سيدنا يونس لقومه نحو ثلاث وثلاثين عام، ولم يؤمن خلال تلك الفترة سوى رجلين، لذلك يأس سيدنا يونس عليه السلام من قومه، وخرج من بلدتهم وتركهم بعد أن وعدهم بأن الله سيحل عليهم عذابه بكفرهم وشركهم. تُرى ماذا حدث بعد أن ترك نبي الله يونس قومه وخرج من نينوي؟ [1]
شاهد أيضًا: قصة النبي يوسف مختصرة
قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة
لكي نتمكن من فهم ودراسة قصة سيدنا يونس عليه السلام؛ علينا التمحص في كل مرحلة من مراحل تلك القصة المتمثلة فيما يلي:
بعثة سيدنا يونس لقومه
سيدنا يونس هو من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد اختاره الله ليرسله إلى الآشوريين الذين كانوا يسكنون عند نهر دجلة وروافده. كانوا هؤلاء القوم يعبدون الأصنام الذين كانت تُسمى على أسماء مدنهم ومن بينهم إلههم الأكبر الصنم آشور؛ ذلك الإسم الذي سُمي به أيضًا ملكهم آشور.
وهنا أصبح من الضروري أن يتم القاء أحد ركاب السفينة في البحر لتخفيف الثقل الموجود عليها حتى تتمكن من استكمال سيرها بالبحر، وهنا كانت المفاجأة..
إلقاء النبي يونس في البحر
قام ركاب السفينة بالإتفاق على إلقاء أحد الركاب في البحر لتخفيف الحمل الموجود على السفينة حتى تتمكن من استكمال رحلتها، على أن يتم اختيار اسم الشخص من خلال عمل قرعة حيث سيتم إلقاء الشخص الذي يخرج اسمه في القرعة. فعندما قاموا بعمل القرعة؛ خرج اسم سيدنا يونس، فقالوا أنهم سيعيدون عمل القرعة لأنه رجل صالح ولا يريدون إلقاءه في البحر، ولكن القرعة ظلت تقع عليه حتى ألقى بنفسه في البحر. حال سيدنا يونس في بطن الحوت
عندما ألقى سيدنا يونس عليه السلام بنفسه في البحر؛ التقمه حوت عظيم حيث أمره الله عز وجل بالتقام نبيه دون أن يكسر عظمه أو يهشم لحمه، فبقى سالم داخل بطن الحوت، وهو يشكر ربه على انقاذه له في عرض البحر. أثناء وجود سيدنا يونس داخل بطن الحوت؛ أخذ يستمع إلى أصوات الكائنات وهي تسبح لله عز وجل، وهنا بدأ سيدنا يونس بالتضرع إلى الله (عز وجل) والتقرب اليه بالدعاء حيث كان في ظلماته الثلاث: ظلمة البحر، ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل. اما بالنسبة للفترة التي مكث خلالها سيدنا يونس في بطن الحوت؛ فقد اختلفت آراء العلماء حولها؛ حيث قال البعض أنه مكث لمدة ثلاثة أيام، بينما قال آخرون أنه مكث لمدة سبع أيام، وأشار آخرون إلى أنه قد مكث في بطن الحوت أربعين يوم والله ورسوله أعلم.
واعلم أن هذا الكلام ضعيف فإنا بينا أن الآية المتقدمة برهان قاطع على براءته عن الذنب بقي أن يقال: فما جوابكم عن هذه الآية ؟ فنقول: فيه وجهان:
الوجه الأول: أنه عليه السلام لما قال: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) كان ذلك جاريا مجرى مدح النفس وتزكيتها ، وقال تعالى: ( فلا تزكوا أنفسكم) ( النجم: 32) فاستدرك ذلك على نفسه بقوله: ( وما أبرئ نفسي) والمعنى: وما أزكي نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ميالة إلى القبائح راغبة في المعصية. والوجه الثاني: في الجواب أن الآية لا تدل البتة على شيء مما ذكروه وذلك لأن يوسف عليه السلام لما قال: ( أني لم أخنه بالغيب) بين أن ترك الخيانة ما كان لعدم الرغبة ولعدم ميل النفس والطبيعة ، لأن النفس أمارة بالسوء ، والطبيعة تواقة إلى اللذات ؛ فبين بهذا الكلام أن الترك ما كان لعدم الرغبة ، بل لقيام الخوف من الله تعالى. أما إذا قلنا: إن هذا الكلام من بقية كلام المرأة ففيه وجهان:
الأول: وما أبرئ نفسي عن مراودته ، ومقصودها تصديق يوسف عليه السلام في قوله: ( هي راودتني عن نفسي) ( يوسف: 26). الثاني: أنها لما قالت: ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) ( يوسف: 52) قالت: وما أبرئ نفسي عن الخيانة مطلقا فإني قد خنته حين قد أحلت الذنب عليه وقلت: ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم) ( يوسف: 25) وأودعته السجن ، كأنها أرادت الاعتذار مما كان.
وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة
وما أبرئ نفسي - سورة يوسف تلاوة نادرة ونفحات إيمانية بصوت الشيخ محمود علي البنا - YouTube
وما أبرئ نفسي ان النفس
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 30/7/2019 ميلادي - 28/11/1440 هجري
الزيارات: 12191
﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾
صدق التوبة مع الله
إنني أحاول أن أحفظ القرآن وأنا في سن السبعين من العمر، رغم الصعوبة في الحفظ، ولكني أجد السهولة في الحفظ بعد التدبر والتمعُّن في الآيات وواقعها في الحياة، وقد انتابتني هذه الخاطرة في نفسي عند التوقف لتدبر: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53]. فهي تعبير قوي عن "صدق التوبة مع الله" ، وتصالح الإنسان مع نفسه، إنها من أعظم ما يمن الله به على عبده في هذه الحياة الدنيا، بها راحة البال والسكينة في كنف الله خاصة في أمواج الظلام والشر المنتشرة في هذه الحياة في هذا العصر: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]. وفي القرآن مثال من واقع الحياة العملية في سورة يوسف، لصدق توبة امرأة العزيز، بكلمات رائعة صادقة تعبِّر عن هذا الصدق في التوبة، كلمات تهز رُوح الإنسان وتخاطب وجدانه وأحاسيسه؛ ﴿ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 51 - 53].
وما ابرئ نفسي
المسألة الرابعة: تمسك أصحابنا في أن الطاعة والإيمان لا يحصلان إلا من الله بقوله: ( إلا ما رحم ربي) قالوا دلت الآية على أن انصراف النفس من الشر لا يكون إلا برحمته ولفظ الآية مشعر بأنه متى حصلت تلك الرحمة ؛ حصل ذلك الانصراف. فنقول: لا يمكن تفسير هذه الرحمة بإعطاء العقل والقدرة والألطاف ، كما قاله القاضي ؛ لأن كل ذلك مشترك بين الكافر والمؤمن ، فوجب تفسيرها بشيء آخر ، وهو ترجيح داعية الطاعة على داعية المعصية ، وقد أثبتنا ذلك أيضا بالبرهان القاطع ، وحينئذ يحصل منه المطلوب.
والقول الثاني: أنه استثناء منقطع أي: ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة كقوله: ( ولا هم ينقذون إلا رحمة منا) ( يس: 44). المسألة الثالثة: اختلف الحكماء في أن النفس الأمارة بالسوء ما هي ؟.