يقول: الأولى ألا يقال: الباء زائدة، بل الأولى أن يقال: ضمن الفعل (يريد) بمعنى: يهم، وعلى هذا لا تكون زائدة. فذكر قولين: القول الأول: أن الباء زائدة مؤكدة، والقول الثاني: أنها ليست زائدة، ولكن الفعل (يريد) ضمن معنى يهم، فمعنى {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج:25] ومن يهم فيه بإلحاد، فإذا ضمن الفعل معنى يهم تعدى بالباء. والإشكال في القول الأول، وهو أن يريد لا يتعدى بالباء، فالباء زائدة ومؤكدة. والقول الثاني هو الأولى والأحسن، وهو أن يقال: إن الفعل (يريد) ضمن معنى يهم، والمعنى: (ومن يهم فيه بإلحاد) فمجرد أن يهم الإنسان بالسوء يذقه الله من عذاب أليم. وهذا من خواص الحرم بخلاف غيره؛ فإنما يعاقب إذا فعل السيئة، لكن الحرم إذا هم فيه بالإلحاد أذاقه الله العذاب الأليم. ما وجه الجمع بين قوله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) ، وقوله عليه الصلاة السلام : ( وإن هم بسيئة فلم يعملها ) - الإسلام سؤال وجواب. وهل هناك فرق بين الهم والعزم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} [يوسف:24] ، وقوله: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ؟ ذكر هذا الباقلاني، وكلامه يحتاج إلى تأمل، ولكن المقصود أن الأصل أن الهم أقل من العزم والتصميم. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله: ((بظلم)) أي: عامداً قاصداً أنه ظلم ليس بمتأول، كما قال ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنه: هو التعمد.
ما وجه الجمع بين قوله تعالى : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) ، وقوله عليه الصلاة السلام : ( وإن هم بسيئة فلم يعملها ) - الإسلام سؤال وجواب
والعلم عند الله تعالى. والظاهر أن الضمير في قوله (فِيهِ) راجع إلى المسجد الحرام، ولكن حكم الحرم كله في تغليظ الذنب المذكور كذلك، والله تعالى أعلم" انتهى. "أضواء البيان" (4 / 294، 295). والله أعلم. 5
1
10, 574
ص5 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - أقوال أهل العلم في قوله تعالى ومن يرد فيه بإلحاد بظلم - المكتبة الشاملة الحديثة
وقوله: ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد) [ أي: يمنعون الناس عن الوصول إلى المسجد الحرام ، وقد جعله الله شرعا سواء ، لا فرق فيه بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه ، ( سواء العاكف فيه والباد)] ومن ذلك استواء الناس في رباع مكة وسكناها ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: ( سواء العاكف فيه والباد) قال: ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام. وقال مجاهد [ في قوله]: ( سواء العاكف فيه والباد): أهل مكة وغيرهم فيه سواء في المنازل. ص5 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - أقوال أهل العلم في قوله تعالى ومن يرد فيه بإلحاد بظلم - المكتبة الشاملة الحديثة. وكذا قال أبو صالح ، وعبد الرحمن بن سابط ، وعبد الرحمن بن زيد [ بن أسلم]. وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة: سواء فيه أهله وغير أهله. وهذه المسألة اختلف فيها الشافعي وإسحاق ابن راهويه بمسجد الخيف ، وأحمد بن حنبل حاضر أيضا ، فذهب الشافعي ، رحمه الله إلى أن رباع مكة تملك وتورث وتؤجر ، واحتج بحديث الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله ، أتنزل غدا في دارك بمكة؟ فقال: " وهل ترك لنا عقيل من رباع ". ثم قال: " لا يرث الكافر المسلم ، ولا المسلم الكافر ". وهذا الحديث مخرج في الصحيحين [ وبما ثبت أن عمر بن الخطاب اشترى من صفوان بن أمية دارا بمكة ، فجعلها سجنا بأربعة آلاف درهم.
حرمة الإلحاد في الحرم
إن السيئة في حرم الله أعظم من مثيلاتها في أي مكان آخر والذي يفكر مجرد تفكير في اقتراف سيئة في ذلك المكان يعاقب عليها لمجرد الهم بها والتفكير فيها فكيف بمن يرتكبها؟!
فهذه الآية الكريمة مخصِّصة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: " ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كُتبت له حسنة " الحديث، وعليه: فهذا التخصيص لشدة التغليظ في المخالفة في الحرم المكي، ووجه هذا ظاهر. ويحتمل أن يكون معنى الإرادة في قوله: { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} العزم المصمم على ارتكاب الذنب فيه، والعزم المصمم على الذنب ذنب يعاقب عليه في جميع بقاع الله مكة وغيرها. والدليل على أن إرادة الذنب إذا كانت عزماً مصمماً عليه أنها كارتكابه: حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في الصحيح: " إذا الْتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " قالوا: يا رسول الله، قد عرفنا القاتل فما بال المقتول؟ قال " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " فقولهم: ما بال المقتول؟: سؤال عن تشخيص عين الذنب الذي دخل بسببه النار مع أنه لم يفعل القتل، فبيَّن النَّبي صلى الله عليه وسلم بقوله " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " أن ذنبه الذي أدخله النار: هو عزمه المصمم وحرصه على قتل صاحبه المسلم، وقد قدمنا مراراً أنَّ "إنَّ" المكسورة المشددة: تدل على التعليل، كما تقرر في مسلك الإيماء والتنبيه. حرمة الإلحاد في الحرم. ومثال المعاقبة على العزم المصمم على ارتكاب المحظور فيه: ما وقع بأصحاب الفيل من الإهلاك المستأصل بسبب طير أبابيل { تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} لعزمهم على ارتكاب المنكر في الحرم، فأهلكهم الله بذلك العزم قبل أن يفعلوا ما عزموا عليه.
وفي رواية قال عمر: (لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)(3). ص273 - كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني - ثالثا أحداث المعركة - المكتبة الشاملة. كان في سؤال أبي سفيان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر دلالة واضحة على اهتمام المشركين بهؤلاء دون غيرهمº لأنه في علمهم أنهم أهل الإسلام وبهم قام صرحه وأركان دولته وأعمدة نظامه، ففي موتهم يعتقد المشركون أنه لا يقوم الإسلام بعدهم. وكان السكوت عن إجابة أبي سفيان أولاً تصغيرًا له حتى إذا انتشى وملأه الكبر أخبروه بحقيقة الأمر، وردوا عليه بشجاعة(4). وفي هذا يقول ابن القيم في تعليقه على هذا الحوار: فأمرهم بجوابه عند افتخاره بآلهته، وبشركه، تعظيمًا للتوحيد. وإعلامًا بعزة من عبده المسلمون، وقوة جانبه، وأنه لا يغلب، ونحن حزبه وجنده.
ص273 - كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني - ثالثا أحداث المعركة - المكتبة الشاملة
(ب) استشهد حمزة بن عبد المطلب- رضي اللّه عنه- ومصعب بن عمير رضي اللّه عنه- وغيرهما. (جـ) كسرت رباعية الرسول صلى الله عليه وسلم وشج وجهه الكريم. وبالرغم من هذه الأحداث فقد استمر القتال وثبت المؤمنون حتى انسحبت قريش من الميدان بعد أن حققوا الثأر ولكن لم يستطيعوا القضاء على الإسلام والمسلمين بفضل اللّه تعالى. ص11 - كتاب تاريخ الإسلام ط التوفيقية - أحداث سبع وثمانين ومائة - المكتبة الشاملة. نتائـج المعركـة: 1- استشهد من المسلمين سبعون رجلا. 2- قتل اثنان وعشرون رجلا من المشركين. 3- أنزل اللّه في أحداث هذه الغزوة آيات عديدة في سورة آل عمران ا رجو ان اكون قد احسنة التلخيص.
ص11 - كتاب تاريخ الإسلام ط التوفيقية - أحداث سبع وثمانين ومائة - المكتبة الشاملة
إخبار النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أرواحهم بأنّها كأجواف طيرٍ خُضر عند أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتكون تحت ظلّ عرش الرحمن، وأنزل الله -تعالى- فيهم قوله: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
السلام عليكم اخواني واخواتي اعضاءهذا المنتدى ارجو ان اكون قد احسنة اختيار مواضيعي. غزوة احد شوال السنة الثالثة أسبـاب المعركـة: قرر كفار قريش الانتقام لهزيمتهم في بدر وذلك بمهاجمة المسلمين في عقر دارهم في العـام التالي لغزوة بدر فجهزوا جيشاً كبيراً بلغ ثلاثة آلاف مقاتل يتزعمهم أبو سفيان بن حرب، وخرج الجيش من مكة صوب المدينة. الشورى بين المسلمين: حينما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر استشار أصحابه في البقاء في المدينة والتحصن فيها فإذا دخل الكفار أزقتها قاتلوِهم فيها ورموا من فوق البيوت أو قتالهم خارج المدينة. فقال الأكثرون وخصوصاَ ممن لم يشهد بدراً بل نخرج إليهم ونقاتلهم، ثم أخذ يلوم بعضهم بعضاً لمخالفتهم ما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسلوا إليه وقالوا: يا رسول اللّه أمكث كـما أمرتنا. فقال: "ما ينبغي لنبي إذا أخذ لامة الحرب أن يرجع حتى يقاتل" فخرج وأمر الناس بالاستعداد للخروج ولبس درعين. فخرجوا إلى عدوهم. ويستفاد من هذا، جواز الأخذ بالأسباب مع التوكل على اللّه تعالى. موقـف المنافقـين: خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في جيش بلغ عدده ألف مقاتل، وقبل أن يصلوا إلى ميدان المعركة رجع زعيم المنافقين (عبد اللّه بن أبي بن سلول) بثلث الجيش.