ابن عثيمين
(ت: 1421هـ)
تفسير العثيمين: جزء عم
المؤلف
ابن عثيمين:
محمد بن صالح بن محمد عثيمين المقبل الوهيبي التميمي
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع، الرياض
الطبعة
الثانية
سنة النشر
1423 - 2002
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
عرض الكتاب
النسخة النصية موافقة للمطبوع ويمكن الاستفادة من خدمة المقابلة مع النسخة المصورة
تفسير سورة الماعون الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
أما الساهي في صلاته فهذا لا يُلام، والفرق بينهما أن الساهي في الصلاة معناه أنه نسي شيئاً، نسي عدد الركعات، نسي شيئًا من الواجبات وما أشبه ذلك. ولهذا وقع السهو من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو أشد الناس إقبالاً على صلاته بل إنه قال عليه الصلاة والسلام: «جعلت قرة عيني في الصلاة» (222)، ومع ذلك سهى في صلاته لأن السهو في الشيء معناه أنه نسي شيئًا على وجه لا يلام عليه. أما الساهي عن صلاته فهو متعمد للتهاون في صلاته، ومن السهو عن الصلاة أولئك القوم الذين يدعون للصلاة مع الجماعة، فإنهم لا شك عن صلاتهم ساهون فيدخلون في هذا الوعيد. {فويل للمصلين. تفسير العثيمين: جزء عم. الذين هم عن صلاتهم ساهون. الذين هم يرآءون} أيضاً إذا فعلوا الطاعة فإنما يقصدون بها التزلف إلى الناس، وأن يكون لهم قيمة في المجتمع، ليس قصدهم التقرب إلى الله عز وجل، فهذا المرائي يتصدق من أجل أن يقول الناس ما أكرمه، هذا المصلي يحسن صلاته من أجل أن يقول الناس ما أحسن صلاته وما أشبه ذلك. هؤلاء يراءون، فأصل العبادة لله، لكن يريدون مع ذلك أن يحمدهم الناس عليها، ويتقربون إلى الناس بتقربهم إلى الله، هؤلاء هم المراءون. أما من يصلي لأجل الناس بمعنى أنه يصلي بين يدي الملك مثلاً أو غيره يخضع له ركوعاً، أو سجوداً فهذا مشرك كافر قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - تفسير سورة الماعون
ولهذا وردت النصوص بفضل الإحسان إلى الأيتام. لكن هذا ـ والعياذ بالله ـ {يدع اليتيم} أي: يدفعه بعنف، لأن الدع هو الدفع بعنف كما قال الله تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا} [الطور: 13]. أي: دفعاً شديداً، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئاً، أو يكلمه في شيء يحتقره ويدفعه بشدة فلا يرحمه. الأمر الثاني: لا يحثون على رحمة الغير {ولا يحض على طعام المسكين} فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا الرجل على إطعامه؛ لأن قلبه حجر قاسٍ، فقلوبهم كالحجارة أو أشد ق***. تفسير سورة الماعون الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. إذاً ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب. ثم قال عز وجل: {فويل للمصلين} ويل: هذه كلمة وعيد وهي تتكرر في القرآن كثيراً، والمعنى الوعيد الشديد على هؤلاء، {الذين هم عن صلاتهم ساهون} هؤلاء مصلون يصلون مع الناس أو أفراداً لكنهم {عن صلاتهم ساهون} أي: غافلون عنها، لا يقيمونها على ما ينبغي، يؤخرونها عن الوقت الفاضل، لا يقيمون ركوعها، ولا سجودها، ولا قيامها، ولا قعودها، لا يقرأون ما يجب فيها من قراءة سواء كانت قرآناً أو ذكراً، إذا دخل في صلاته هو غافل، قلبه يتجول يميناً وشمالاً، فهو ساهٍ عن صلاته، وهذا مذموم، الذي يسهو عن الصلاة ويغفل عنها ويتهاون بها لا شك أنه مذموم.
تفسير العثيمين: جزء عم
ولهذا وردت النصوص بفضل الإحسان إلى الأيتام. لكن هذا ـ والعياذ بالله ـ {يدع اليتيم} أي: يدفعه بعنف، لأن الدع هو الدفع بعنف كما قال الله تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعًّا} [الطور: 13]. أي: دفعاً شديداً، فتجد اليتيم إذا جاء إليه يستجديه شيئاً، أو يكلمه في شيء يحتقره ويدفعه بشدة فلا يرحمه. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - تفسير سورة الماعون. الأمر الثاني: لا يحثون على رحمة الغير {ولا يحض على طعام المسكين} فالمسكين الفقير المحتاج إلى الطعام لا يحض هذا الرجل على إطعامه؛ لأن قلبه حجر قاسٍ، فقلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة. إذاً ليس فيه رحمة لا للأيتام ولا للمساكين، فهو قاسي القلب. ثم قال عز وجل: {فويل للمصلين} ويل: هذه كلمة وعيد وهي تتكرر في القرآن كثيراً، والمعنى الوعيد الشديد على هؤلاء، {الذين هم عن صلاتهم ساهون} هؤلاء مصلون يصلون مع الناس أو أفراداً لكنهم {عن صلاتهم ساهون} أي: غافلون عنها، لا يقيمونها على ما ينبغي، يؤخرونها عن الوقت الفاضل، لا يقيمون ركوعها، ولا سجودها، ولا قيامها، ولا قعودها، لا يقرأون ما يجب فيها من قراءة سواء كانت قرآناً أو ذكراً، إذا دخل في صلاته هو غافل، قلبه يتجول يميناً وشمالاً، فهو ساهٍ عن صلاته، وهذا مذموم، الذي يسهو عن الصلاة ويغفل عنها ويتهاون بها لا شك أنه مذموم.
تفسير سورة الماعون للشيخ ابن عثيمين - عالم حواء
فيجب على المرء أن ينظر في نفْسه هل هو مِمَّن اتَّصَفَ
بهذه الصفات أو لا، إنْ كان مِمَّن اتَّصَفَ بهذه الصفات؛ قد أضاعَ الصلاةَ وسها
عنها ومَنَعَ الخيرَ عن الغير فليُبْشِر بالويل والعياذُ بالله، وإنْ كان قد
تَنَزَّهَ عن ذلك فليُبْشِر بالخير. والقرآن الكريم ليس المقصود منه أن يتلوه
الإنسانُ فقط ليتعبَّد لله تعالى بتلاوته، المقصود أن يتأدَّبَ به، ولهذا قالت
عائشة رضي الله عنها: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان
خُلُقه القرآن. (خُلُقه) يعني أخلاقه التي يتخلَّق بها يأخذها من القرآن. وفَّقَنا الله وإيَّاكم
لِمَا فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.
ويتكون المشروع من تطبيق ومجموعة من القنوات على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من العلماء و المشايخ تتضمن دروس وشروحاتها مرتبة بأسلوب سهل ومميز وقد استفاد الكثير من هذا المشروع حول العالم ووصلتنا اتصالات من أغلب دول العالم ولله الحمد. قنواتنا على تويتر وانستغرام والتطبيق للعلماء والمشايخ لمشروع كبار العلماء?? انستغرام الشيخ محمد بن صالح العثيمين تويتر الشيخ محمد بن صالح العثيمين ساوند كلاود الشيخ محمد بن صالح العثيمين أرشيف الشيخ محمد بن صالح العثيمين انستغرام الشيخ صالح الفوزان تويتر الشيخ صالح الفوزان انستغرام مشروع كبار العلماء تويتر مشروع كبار العلماء لتحميل تطبيق كبار العلماء قنواتنا على اليوتيوب للعلماء والمشايخ وطلاب العلم التابعة لمشروع كبار العلماء?? 1_الشيخ عبد العزيز بن باز 2_الشيخ محمد بن صالح العثيمين 3_الشيخ صالح الفوزان 4_الشيخ محمد ناصر الدين الألباني 5_عبدالرحمن السعدي 6_الشيخ عبد المحسن العباد 7_الشيخ عبدالله الغديان 8_الشيخ صالح آل الشيخ 9_الشيخ عبدالرزاق البدر 10_الشيخ صالح اللحيدان 11_الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد 12_الشيخ عبد الكريم الخضير 13_الشيخ سليمان الرحيلي #ابن_عثيمين صاحب الفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين من الوهبة من بني تميم.
وأوضح جمعة أن الكلمة أمانة ومسئولية عظيمة، وقد قالوا: الكلمة كالسهم إذا خرجت لا تعود وبعض الكلمات أو الأفعال تكون مسمومة تستقر في القلب فتميته ولا نستطيع إحياؤه مرةً أخرى، وكم من كلمة قتلت صاحبها. وحذر من جماعات الشر التي تكذب ثم تكذب وتتنفس كذبًا وأنهم يقعون تحت طائلة قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "إِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا". الباحث القرآني. ونوه أن الصيام لا يمكن أن يجتمع مع الكذب ، وإذا كان الصدق مطلوبًا في كل حال ففي حال الصيام أوجب ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سَمِع" ، وهو أن يكرر الإنسان ما يسمعه دون أن يُعمل عقله فيما يسمعه ، فهذا ينقل الشائعات دون أن يفكر ، ويشارك الشير دون أن يفكر ، أما العاقل فلا يكتب ولا يشير ولا يقول إلا ما يُعمل فيه عقله في أى مجال كان سواء كان في مجال الإدارة أو البيع أو الشراء وغيرها. وأشار جمعة إلى مواصلة هذه الأمسيات طوال شهر رمضان المبارك وما بعده في المساجد الكبرى إسهامًا في نشر صحيح الدين وفي بناء منظومة قيمية وأخلاقية راسخة تتسق مع معاني الإسلام السمحة ، فالعبادات ليست مقصودة في ذاتها وفقط بل أيضًا فيما يترتب عليها من أخلاق تنعكس على سلوكيات المسلم، إعمالًا لقوله (صلى الله عليه وسلم): "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".
لماذا شجرة الحنظل شجرة خبيثة | المرسال
وتابع المفتي، أن مسؤولية الكلمة مشتركة، والأساس فيها يرجع إلى البيت؛ لذا ينبغي على الآباء أن يتحرَّوا الصدق سلوكًا وقولًا أمام أولادهم، لأنَّ التربية بالأفعال والقدوة الحسنة هي الأساس، وكذلك المدرسة عليها دور كبير في الجانب التربوي، من ناحية غرس خُلق الصدق في نفوس الطلاب، والتحذير من الكذب ونقل الشائعات، فإذا رأى المعلم أن طالبًا يقوم بنقل الكلام والشائعات؛ فعليه أن يخبره بخطر ذلك في الدنيا والآخرة. وكذلك الإعلام يتحمَّل دورًا هامًّا ومحوريًّا في بناء وتصحيح الوعي، فضلًا عن غيرها من كافة المؤسسات الأخرى. ووجَّه مفتي الجمهورية نصيحةً إلى الشباب والمتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني بعدم تناقل الشائعات، أو نشر المعلومات والأخبار، دون التأكُّد منها والتحرِّي عنها ومعرفة مدى أثرها على الناس والمجتمع، وأن يشعروا بمسئولية ما يكتبونه؛ لأن الله تعالى يقول: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، فيكون كلامهم مشروعًا ليس مثيرًا أو خارجًا، ولكن فيه الفكر والعمق والتربية والرُّقِيُّ، ولا يصل إلى حدِّ الإسفاف كما نرى عند كثير من المستخدمين.
الباحث القرآني
والمراد من الكلمة الطيبة في قوله تعالى: كلمة طيبة كلمة التوحيد، وكل كلمة فيها خير، والتنكير في كلمة للتفخيم والتعظيم. وقد شبهت الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة لثباتها ودوام نفعها وخيرها. وهذا التشبيه تمثيلي مركب. والمراد بالشجرة الطيبة النخلة على أرجح الأقوال. وقد ذكر في أكثر من حديث نبوي شريف تشبيه النخلة بالمؤمن، فعن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: (إن شجرة من الشجر لا يطرح ورقها مثل المؤمن) قال: فوقع الناس في شجرة البوادي، ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة) (رواه البخاري). والشجرة الطيبة أي النافعة، ففي (طيبة) استعارة تصريحية، حيث استعير الطّيب للنفع لحُسن أثره في النفوس. ووصفت الشجرة بوصفين أولهما: أصلها ثابت أي راسخ ضارب بعروقه في الأرض. وأوثر وصف أصل الشجرة، وهو جذورها بالثبات دون الشجرة نفسها، للإعلام بدوام حياتها وإثمارها لبقاء جذورها ضاربة في الأرض، متمكنة من أسباب الحياة والبقاء. وقوله تعالى: وفرعها في السماء أي أغصانها ممتدة صاعدة في جهة السماء. والفَرْع: ما امتد من الشيء وعَلا، مشتق من الافتراع وهو الاعتلاء.
وقد شبه النبي المنافق بشجرة الحنظل، فقال عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب، ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ))؛ رواه مسلم. ومن هنا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن قراءة القرآن الكريم، فشبه المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل ثمرة غالية الثمن اسمها الأترجة وهذه الثمرة لها رائحة جميلة وطعم جميل. أما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالتمرة التي ليس له رائحة ولكن لها طعم حلو، والمقصود هنا حلاوة الإيمان التي ينقصها قراءة القرآن الكريم. أما المنافق الذي يقرأ القرآن الكريم فهو مثل نبات الريحان رائحته حلوة وطعمه مر كناية عن تأثر نفسه بخباثة النفاق، وإن ظهر بمظهر جميل مثل رائحة الريحان. أما المنافق الذي لا يقرأ القرآن الكريم فهو مثل نبات الحنظل لا رائحة له وطعمه مرة، وهنا إشارة مهمة لضرورة كل من الإيمان بالله وقراءة القرآن الكريم.