وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس ، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت ، فإذا انقضت المدة وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم وانتهت البرية - أقام الله القيامة وجازى الخلائق بأعمالها جليلها وحقيرها ، كثيرها وقليلها ، كبيرها وصغيرها ، فلا يظلم أحدا مثقال ذرة ، ولهذا قال: ( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) وقوله سبحانه: ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) أي: من جنب النار ونجا منها وأدخل الجنة ، فقد فاز كل الفوز. ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪـ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ اﻗﺮﺅﻭا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ (ﻭﻇﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ) ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺳﻮﻁ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭاﻗﺮﺅﻭا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ (ﻓﻤﻦ ﺯﺣﺰﺡ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ) [ ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺭﻭﻯ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺑﻌﻀﻪ وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ٣٧٢٨]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم. فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخُل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه... " رواه مسلم. وقوله تعالى: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) تصغيرا لشأن الدنيا ، وتحقيرا لأمرها ، وأنها دنيئة فانية قليلة زائلة ، كما قال تعالى: ( بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى) [ الأعلى: 16 ، 17] [ وقال تعالى: ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) [ الرعد: 26] وقال تعالى: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق]) [ النحل: 96].
كل نفس ذائقه الموت صور
يقول ابن كثير في قوله تعالى: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ [سورة آل عمران:185]: ".. فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم، ولا قوة إلا بالله". وابن جرير الطبري - رحمه الله - يقول: وما متاعها الذي متعكموه في هذه الحياة الدنيا إلا الغرور، والخداع؛ لأنها لا حقيقة لها، وهي مضمحلة، ولا تستحق أن ينصرف الإنسان عن الدار الآخرة الباقية بسبب هذه الدنيا الفانية، ولكن الغرور، والخداع؛ هو الذي يفعل فعله في نفوسكم، فيحصل الانكباب عليها، والتشاغل بها عن طاعة الله - تبارك وتعالى -.
فإذا كانت متاع الغرور فلماذا يتعلق الإنسان بفانٍ ويتخلى عن باقٍ لولا ضعف في إيمانه وخلل في تفكيره ؟! ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
- كلُوا، و اشربُوا، و تصدقُوا، والْبَسُوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ
الراوي:
عبدالله بن عمرو
| المحدث:
السيوطي
| المصدر:
الجامع الصغير
| الصفحة أو الرقم:
6384
| خلاصة حكم المحدث:
صحيح
كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والْبَسوا ما لم يخالِطْهُ إسرافٌ أو مَخيَلةٌ
عبدالله بن عمرو | المحدث:
الألباني
|
المصدر:
صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 2920 | خلاصة حكم المحدث: حسن
التخريج:
أخرجه النسائي (2559)، وابن ماجه (3605) واللفظ له، وأحمد (6695).
وكلوا واشربوا ولا تسرفوا English
وفيه: الحثُّ على التَّرشيدِ للنَّفسِ والتَّحكُّمِ في شِهواتِها.
وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
فيا حبذا لو نظر احدنا لكليهما بنفس المكيال والمنظور - ونفسي لا تخلو من تقصير. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
وكلوا واشربوا ولا تسرفوا Mp3
6
رواه البخاري -3039- (11/59),
ومسلم -4040-(11/150). 7
قال الألباني عن زيادة:" فضيقوا
مجاريَه بالجوع ", ولا أصل لها من شيء من كتب السنة التي وقفت عليها،
و إنما هي في كتاب "الإحياء " للغزالي فقط كما نبهت عليه في التعليق على
الرسالة المذكورة. اهـ. انظر: السلسلة الضعيفة – (3/13). وكلوا واشربوا ولا تسرفوا mp3. 8
مجموع فتاوى ابن تيمية – (6/85). 9
بدائع الفوائد لابن القيم (2/498). 10
المراجع: 1- الفواكه الشهية في الخطب
المنبرية للشيخ/ عبد الرحمن السعدي. 2- دروس رمضان -للشيخ محمد إبراهيم
الحمد (1/6) (بتصـرف).
قال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ، إِذْ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ انْظُرْ أَيُّهَا الْفَتَى كَيْفَ تُحَدِّثُ، فَإِنِّي أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ولَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَمَا شَعَرْتُ أَنْ أَحَدًا حَفِظَهُ كَمَا حَفِظْتُهُ. أخرجه مسلم. {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} نفعنا الله بالآيات البينات، والسنن الواضحات، واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات ، فاستغفروه إن ربي رحيم ودود.
۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) هذه الآية الكريمة رد على المشركين فيما كانوا يعتمدونه من الطواف بالبيت عراة ، كما رواه مسلم والنسائي وابن جرير - واللفظ له - من حديث شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة ، الرجال والنساء: الرجال بالنهار ، والنساء بالليل. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. وكانت المرأة تقول: اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فقال الله تعالى: ( خذوا زينتكم عند كل مسجد). وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى ( خذوا زينتكم عند كل مسجد) الآية ، قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة ، فأمرهم الله بالزينة - والزينة: اللباس ، وهو ما يواري السوأة ، وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع - فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد. وكذا قال مجاهد ، وعطاء ، وإبراهيم النخعي ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، والسدي ، والضحاك ، ومالك عن الزهري ، وغير واحد من أئمة السلف في تفسيرها: أنها أنزلت في طوائف المشركين بالبيت عراة. وقد روى الحافظ بن مردويه ، من حديث سعيد بن بشير والأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعا; أنها أنزلت في الصلاة في النعال.