إعادة نشر بواسطة محاماة نت تكلم هذا المقال عن: شرح المادة 32 من نظام تأديب الموظفين السعودي شارك المقالة
نظام تأديب الموظفين 1442
إن الإجابة على الأسئلة السابقة في رأيي تمثل المشاكل الحقيقية لنظام تأديب الموظفين، وتعد أيضاً منطلق أية عملية تطوير وتحديث في مواد النظام، ولنبدأ أولاً بالعقوبات الموجودة في النظام، وتحديد السلطة المخولة في تطبيق العقوبات، ومن ثم نناقش إشكاليات التطبيق على أرض الواقع. فقد جاء النص على العقوبات التأديبية في المادة 32 من النظام، والخاص بموظفي المرتبة العاشرة وما دونها، والتي حصرت الجزاءات في: الإنذار واللوم، والحسم من الراتب، والحرمان من العلاوة، والفصل، أما بالنسبة لشاغلي المرتبة (11) فما فوق فيخضعون للعقوبات التالية على سبيل الحصر: اللوم، الحرمان من علاوة دورية واحدة، وأخيراً الفصل. وفي المادة 35 من النظام فقد أناط المشرع بسلطة تطبيق العقوبات إلى الوزير المختص في الجهة الحكومية ما عدا عقوبة الفصل فهي من سلطة المحكمة التأديبية (ديوان المظالم)، وذلك بعد إجراء التحقيق اللازم. ومما سبق يلاحظ على العقوبات السابقة بأنها إلى حد ما مقتضبة، الأمر الذي يراه البعض بأنه غير كاف في مجال ردع الموظفين، كما أن هذا الأمر أدّى إلى لجوء بعض الجهات الحكومية إلى تطبيق عقوبات "مقنعة" وغير نظامية بسبب قلة العقوبات، كالنقل والتأخير في الترقية، لذا فإن الأمر يحتاج لوجود عقوبات إضافية مثل الإحالة إلى التقاعد، وخفض الدرجة الوظيفية وهكذا، ومن المفترض أيضاً أن تكون العقوبات أشد بالنسبة للمراتب العليا وذلك لأن المسؤوليات والصلاحيات تكون أكبر منها في المراتب الدنيا.
نظام تاديب الموظفين الخدمه المدنيه
أما بالنسبة لسلطات تطبيق العقوبة، فالنظام وضع بعض الضمانات لعدم التعسف في تطبيقها، ولكن الأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر لتحديدها وخاصةً الانتقامية منها، هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإذا كان النظام أعفى الموظف من العقوبة إذا ثبت أن ارتكابه للمخالفة كان تنفيذاً لأمر مكتوب صادر إليه من رئيسه المختص بالرغم من مصارحة الموظف له كتابة بأن الفعل المرتكب يكون مخالفة، كان الأولى وضع تعريف قانوني للمخالفات الجسيمة والمخالفات العادية. أما بخصوص المخالفات التي تتعلق بالمحاباة والمحسوبية وكذلك استغلال النفوذ وتحقيق منافع شخصية، فهذه الممارسات تدخل ضمن مفهوم الانحراف بالسلطة ولها أشكال متعددة، ويرى بعض فقهاء القانون ضرورة أن تدخل هذه المخالفات ضمن الجرائم الجنائية بحيث يعاقب عليها الرئيس الإداري. والانحراف عن السلطة -في رأيي- أحد المفاهيم القانونية الغامضة ومعقدة الإثبات، وربما تكون بلا عقوبات واضحة، وهي تشكل لب مشاكل نظام تأديب الموظفين فهي عادةً تتعلق بكبار الموظفين، لذا أرى أن تكون هذه المخالفة واضحة للعيان مع وجود عقوبات تأديبية لها، مع تيسير إجراءات التقاضي بحيث تحسم القضية بسرعة مناسبة. بالإضافة إلى ما سبق، يرى بعض المختصين أن هناك مجالات لم يشملها النظام رغم أهميتها مثل تسبيب قرار العقوبات والقرارات الإدارية الأخرى، حيث إن معظم القرارات تصدر دون تسبيب، وهذا ما يجعلها محلاً للطعن والإلغاء، بالإضافة إلى عدم وضوح الإجراءات التأديبية على غرار الإجراءات الجنائية والمرافعات.
من الانتقادات التي وجهت إلى نظام تأديب الموظفين الحالي، عدم وجود عقوبات صارمة بحق الموظفين المخالفين، بالإضافة إلى قدم النظام وعدم تطويره منذ أكثر من 40 سنة، الأمر الذي يؤدي إلى تكرار التجاوزات والمخالفات، وفتح باب إساءة استخدام السلطة وذلك من مبدأ: "من أمن العقوبة أساء الأدب". قبل الخوض في مناقشة هذا الموضوع، لا بد من التذكير بأن المخالفات التأديبية تختلف قانونياً عن الجرائم الجنائية التي تطال المال العام مثل الرشوة والاختلاس والتزوير والسرقة، فالبعض يخلط بين المخالفات الإدارية والمالية وبين الجرائم الجنائية، فمثل هذه الجرائم لها أنظمة وعقوبات خاصة بها ومن ذلك على سبيل المثال نظام مكافحة الرشوة، وبالتالي فهي ليست خاضعة لنظام تأديب الموظفين. هذا بالإضافة إلى اختلاف سلطات التحقيق والادعاء، فالجرائم الجنائية هي من اختصاصات هيئة التحقيق والادعاء العام، والمخالفات المالية والإدارية هي من اختصاصات هيئة الرقابة والتحقيق، فهي تعد النيابة الإدارية التي لها اختصاص شامل في إجراء كافة التحقيقات الإدارية المحالة إليها من الجهات الحكومية. وللتأديب في الوظيفة الحكومية دور مهم في إرساء مبدأ الانضباط الواجب توافره لتمكين الجهة الحكومية من الاضطلاع بما يناط بها من دور لتحقيق الصالح العام، فهو بمثابة وسيلة لمعاقبة الموظف الحكومي بهدف مواجهة سلوك منحرف، وهو أيضاً سلاح ذو حدين، في حال تطبيق العقوبات بقسوة أو التراخي في تطبيقها.
يوم الشك
ما هو يوم الشك – إن أهل العلم قاموا بتفسير المقصد الشرعي ليوم الشك وسنقوم بذكر الُخُلاصة لما تم بناءً عن تفسيرات أهل العلم الثقاة وذلك فيما يأتي: فإن يوم 29 من شهر شعبان ليس هو يوم الشك، ويوم الشك هو يوم ال 30 من شعبان إذا لم يُر هلال شهر رمضان الكريم، وكما وضح هذه التفسيرات الإمام النووي رحمه الله حينا قال: قال أصحابنا: يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا وقع في ألسنة الناس أنه رؤي ولم يقل عدل أنه رآه أو قاله وقلنا لا تقبل شهادة الواحد أو قاله عدد من النساء أو الصبيان أو العبيد أو الفساق وهذا الحد لا خلاف فيه عند أصحابنا.
ما هو يوم الشك؟ ولماذا يحرم صومه؟ | مصراوى
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
تحديد يوم الشك عند المذاهب الأربعة
تعدّدت أقوال الفقهاء في تحديد يوم الشك على النحو التالي: [١]
الحنفيّة يوم الشك هو اليوم الذي يقع الشك فيه عند الناس، هل هو من رمضان أم من شعبان، وذلك بسبب حديث الناس عن رؤيتهم للهلال وعدم ثبوت ذلك. ما حكم صوم يوم الشك؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. المالكيّة يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان، إذا كانت السماء في اللّيل من اليوم التاسع والعشرين ممتلئة بالغيوم مما حجب رؤية الهلال، فيكون يوم الشك في اليوم التالي من اللّيلة المغيمة. الشافعيّة يوم الشك هو يوم الثلاثين من شهر شعبان، دون أن تكون السماء مغيّمة وتحدّث الناس برؤية الهلال، لكن لم يشهد أحد برؤيته أو الذين شهدوا من الصبيان أو ممّن فيه جرح في عدالته أو ضبطه وما إلى ذلك. الحنابلة يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان، دون أن يكون في السماء ما يحجب رؤية الهلال لكن ومع ذلك لم يره أحد من الناس. حكم صيام يوم الشك بنية الفرض
تعدّدت الأقوال بين المذاهب في جواز الصيام في يوم الشك بنية الفرض أو عدم جوازه على النحو التالي: [٢]
الحنفيّة صوم يوم الشك عند الحنفيّة بنية الفرض يتردّد في حكمه بين المكروه تنزيهاً، والمكروه تحريماً، فإذا صامه المسلم معتقداً اعتقاداً جازماً أنّه أول يوم من رمضان فإنّه مكروه تحريماً، وإذا صام بنية أداء فرض النذر فصيامه مكروه تنزيهاً.
صيام يوم الشك
الخوئي، أبو القاسم، موسوعة الإمام الخوئي ، قم، مؤسسة إحیاء آثار الإمام الخوئي، 1418 هـ. السند، محمد، هيويات فقهية ، المقرر: أحمد الماحوزي، قم، منشورات الاجتهاد، ط 1، 1429 هـ. الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام ، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 ه. العاملي، ياسين عيسى، الاصطلاحات الفقهية في الرسائل العملية ، بيروت، دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 1413 ه. العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، تحریر الأحکام الشرعیة علی مذهب الإمامیة ، المحقق والمصحح: إبراهیم بهادري، قم، موسسة الإمام الصادق، 1420 هـ. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافي ، المحقق والمصحح: علي أکبر الغفاري - محمد آخوندي، طهران، دارالکتب الإسلامیة، 1407 هـ. اللنکراني، محمد فاضل، تفصیل الشریعة في شرح تحریر الوسیلة ، قم، المرکز الفقهي للأئمة الطهار (ع)، 1426 هـ. صيام يوم الشك. المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، المعتبر فی شرح المختصر ، المحقق والمصحح: محمد علي الحیدري- السید مهدي شمس الدین- السید ابو محمد المرتضوي- السید علي الموسوي، مؤسسة سید الشهداء، 1407 هـ. المرتضی، علي بن الحسين، الانتصار في انفرادات الامامیة ، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415 هـ.
ما حكم صوم يوم الشك؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
[١]
الخلاف في يوم الشك: يجد الباحث للمسألة أنّ طائفةً أخرى من أهل الفقه مالوا إلى القول بأنّ تحديد يوم الشّك يكون بالليلة الصافية، في حال أنّ الناس في هذه الليلة لم يتراءى أحدٌ منهم الهلال، وأنكروا أن يكون يوم الشك يوم غيمٍ، وقد خالفوا بذلك بعض أهل العلم من الذين قرّروا أنّ يوم الغيم هو يوم الشّك، والأرجح في حسم الخلاف في المسألة أن يكون المعتمد في تحديد يوم الشك باختلاف الناس فيه، فإن اختلفوا في هذا اليوم؛ فهو يوم الشّك، بعيداً عن كون هذا اليوم غيماً أو صحواً. [٢]
حكم صيام يوم الشك
تباينت مذاهب الفقهاء في مسألة صيام آخر يومٍ في شهر شعبان على أقوالٍ عدّةٍ، وبيانها فيما يأتي: [٣]
القول الأول: النّهي عن صيامه بحقّ من نوى صيامه من باب الاحتراز لإدراك شهر رمضان من أوّله، وقد فرّق ابن عمر -رضي الله عنهما- في المسألة من حيث كون يوم الثلاثين من شهر شعبان صحواً أم غيماً، ووافقه في ذلك أحمد بن حنبل رحمه الله. القول الثاني: ذهب جمهور أهل العلم إلى إباحة صيامه لمن كان له عادة صيامٍ في أيام التطوّع والنوافل ، مثل يومي الاثنين والخميس ووافق يوم الشكّ صيام تطوّع ، أو كان صيامه بسبب قضاء واجبٍ فائتٍ، أو كان بنيّة أداء كفارةٍ أو نذرٍ ونحو ذلك.
ما هو يوم الشك وما حكم صيامه؟.. الإفتاء ترد
المصادر
(1)
القول الثالث: ذهبت طائفة من السّلف إلى النهي عن صيام يوم الشّك مطلقاً؛ وذلك لضرورة الفصل بفطر قبل البدء بصوم شهر رمضان. القول الرابع: كره بعض السلف صوم يوم الشكّ بنيّة التّطوع المطلق، بينما لم يرَ الإمام مالك -رحمه الله- بأساً ولا حرجاً في ذلك، وذهب الإمام الشافعي -رحمه الله- إلى التفريق في المسألة، فأباحه بحقّ من وافق عادة صيامٍ عنده دون سواه. وخلاصة القول: أنّ أكثر المحققين من أهل العلم ذهبوا إلى النهي عن تقديم شهر رمضان بصوم يومٍ أو يومين، إلّا لمن كانت عادته صيامه لموافقته لسنّةٍ راتبةٍ، واستندوا في ذلك لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا تقْدُموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ، إلا رجلٌ كان يصومُ صوماً، فلْيصمْه).