ويُستحَبّ للحاجّ أن يجمع حصى الجِمار التي سيرمي بها من مُزدلفة، وعددها سبع حَصَيات ليرميَ بها جمرة العقبة الكُبرى في اليوم العاشر من ذي الحجّة. ثمّ يُصلّي الفجر، ويقف للدعاء والتهليل، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الوقوف بعد الفجر في مُزدلفة سُنّة، ورأى الحنفيّة أنّ الوقوف واجب إلّا لِمَن مَنَعه عُذر، كشدّة الزِّحام، ثمّ يتوجّه الحاجّ إلى مِنى بعد ذلك. تاسعا: الحاج المُفرد فى يوم النَّحر. يتحرك الحاجّ المُفرد بعد طلوع شمس يوم النحر اليوم العاشر من ذى الحجه من مُزدلفة إلى مِنى. فإذا وصل إلى مِنى رمى جمرة العقبة الكُبرى بسبع حَصَيات، ويُكبّر مع كلّ حصاة ،
ويقطع التلبية عند ابتدائه بالرَّمي، ثمّ يحلق شَعر رأسه أو يُقصّره، والحلق في حقّ الرجال أفضل أمّا المرأة فإنّها تأخذ من شَعرها، قدر انلمه. فيحلّ للحاج كل شيء كان مُحرَّماً عليه حال إحرامه إلّا مُجامَعة النساء، فتبقى على حُرمتها،ويسمى هذا التحلل الأصغر ويُسمّى ايضا التحلُّلَ الأوّل. ثمّ يتوجّه الحاجّ المُفرد إلى بيت الله الحرام؛ ليطوف طواف الإفاضة ويسعى إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم. وبعد ذلك يتحلّل الحاجّ التحلُّل الأكبر، ويُسمّى بالتحلُّل الثاني، وفيه يحلّ للحاجّ كلّ شيء حتى النساء.
عاشرا: اعمال الحاج المفُرد فى أيّام التشريق. تبدأ أيّام التشريق الثلاثة بعد يوم النَّحر؛ وهي أيّام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة. وقد ذهب جمهور الفقهاء أنّ المَبيت في مِنى واجب في اليوم الأوّل والثاني من أيّام التشريق. فيبدأ بالجمرة الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ الكُبرى، ويرمي كلّ جمرة بسبع حَصَيات، ويقف للدعاء بين كلّ جمرتَين. ويجوز لِمَن أراد أن يتعجّل أن يخرج من مِنى بعد رَمي الجمرات في اليوم الثاني، ويسقط عنه الرَّمي في اليوم الثالث. وقد اشترط الجمهور خروج الحاجّ المُتعجّل من مِنى قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيّام التشريق. أمّا من أراد أن يتأخّر إلى اليوم الثالث، فإنّه يرمي الجمرات قبل غروب الشمس. ويُسَنّ للحاجّ بعد خروجه من مِنى،
أن ينزل في منطقة المُحَصَّب عند مدخل مكّة؛ فيُصلّي، ويذكر الله تعالى فيها. واخيرا: طواف الوداع للحاج المُفرد. فإذا انقضت أيام التشريق فى منى ورجع الحاج إلى مكة وأراد الرحيل إلى بلده ، فعليه أن يطوف طواف الوداع؛ حتى يكون آخر عهده بمكّة هو البيت العتيق، وتجدر الإشارة إلى أنّ طواف الوداع ليس فيه رَمَل أو اضطباع. وبعد الطواف يُصلّي الحاجّ ركعتَي الطواف، ويشرب من ماء زمزم، ويُسَنّ له استلام الحجر الأسود، والتمسُّك بأستار الكعبة إن تيسّر له ذلك.
كيفيه حج الافراد. معنى الافراد فى الحج. الإفراد فى الحج أن يُحرِم الإنسان بالحجّ وحده حيث يقول (لبّيك حجّاً) ولمّا يصل إلى مكّة. فإنّه يطوف طواف القدوم وي سعى للحجّ إن أراد ذلك ،
أو يؤخّره إلى ما بعد طواف الإفاضة مثل حج القارن ويستمرّ على إحرامه حتّى يحلّ منه في يوم النحر وهويوم عيد الاضحى المبارك. صفه الحجّ المُفرد. قال الله تعالى:
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197]
وفيما يلى بيان كيفيّة أداء الحجّ المُفرد بالترتيب. اولا: الإحرام للحاج المفرد. يبدأ المسلم حجّه بالإحرام ،
و الإحرام هو نية الدخول فى نسك الحج المفرد ويكون من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان. فان اراد الحج ان يُحرم فيُستحب له ان يقوم بعمل الاتى:
يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل. يقص أظفاره ويزيل عانته. يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل. يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة.
قال الشيخ ابن عثيمين: إذا حاضت قبل أن تطوف فإنها تبقى حتى تطهر ثم تطوف وتكمل العمرة إلا إذا كانت قد اشترطت عند الإحرام (إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستنى)، فإنها في هذه الحالة تحلل وتخرج مع أهلها ولا حرج عليها. انتهى.
وحين مشاهدة الكعبة يُهلل ويكبر لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاث مرات ويرفع يديه ويدعو فإن الدعاء عند رؤية الكعبة مجاب. اللهم اجعلني مُجاب الدعوة في الخير ، أعوذ برب البيت من الدين والفقر ومن ضيق الصدر وعذاب القبر ، اللهم إني أسألك أن تغفر لي وترحمني وتفك رقبتي من النار. أو يدعو بما يحتاج من الله تعالى ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول:
اللهم زِد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبرا, اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام. رابعا: طواف الحاج المُفرد ( طواف القدوم). يبدأ الحاج المُفرد بطواف القدوم، وهو سُنة على الصحيح من أقوال أهل العلم. وفي هذا الطواف سنتان هما:
الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى. ووالرمل هو الاسراع فى المشى فى الاشواط الثلاثه الاولى ، والاضطباع في الأشواط السبعة، ثم يصلي ركعتي الطواف خلف المقام. والاطباع فى الاشواط السبعه من الطواف. هو ان ن يُدخل الحاج المُفرد رداءه الذي يلبسه تحت كتفه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة كما هو موضح فى الصورة بالاسفل. صورة توضح الاطباع فى الطواف حول الكعبه.
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٥ - الصفحة ٣٩٠
وقف هذا النبي فرأى حطاباً كان أول من غادر باب السور،وقد خرج ومعه ولده الصغير. وعاد ثانية قبيل إقفال باب السور وإذا به يفاجأ بأن الحطاب نفسه آخر الداخلين ومعه ولده الصغير. أراد من الله تعالى أن يطلعه على السبب في ذلك. وجاءه الجواب. كانت تلك المرة الأولى التي يخرج فيها هذا الصغيرإلى الصحراء،وبالتالي فهي المرة الأولى التي يرى فيها آفاقاً رحيبة،وتستهويه المساحات الشاسعة. ركض الصغير يميناً وشمالاً،ثم عدا أمام أبيه وحواليه.. ولم يستطع أن يصل ببصره إلى تخوم الصحراء! واشتد تعجبه ممايرى،فقال:
ما أوسع هذه الصحراء يا أبتاه؟!! يامن ارجوه لكل خير وامن سخطه عند كل شر. هل هناك شيء أكبر منها؟! وكان الأب في عالم آخر،يستعرض شريط حياته،والأخطاء التي وقع فيها،وماأصر عليه من الهفوات،مستشعراً الخجل من الله تعالى،تحت إلحاح نفسه اللوامة،فقال لنفسه في صورة الجواب لابنه:
– ذنوب أبيك أكبر يابني! ولم يفهم الصغير، وهل يمكن لبراءة الطفولة أن تفهم هول مانقترف؟فقال لأبيه:
– أبتاه، وهل هناك أكبر من ذنوب أبي؟
قال الأب بحرقة تلح على الأحشاء يالزفرات:
– رحمة ربي أكبر من ذنوب أبيك يابني!! والله تعالى عند حسن ظن عبده به،وقد يبلغ عمق التحول في النفس الحد الذي يردم كل الحفر التي أردت المعاصي النفس فيها في سالف العمر،فإذا التائب في عداد الموحدين الحقيقيين،وهكذا كان عمق توبة الحطاب،فإذا به يصبح من أهل الجنة.
يا مَن يَملِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ ويَعلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ
لِكُلِّ مَسأَلَة مِنكَ سَمعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ
اللّهُمَّ ومَواعيدُكَ الصّادِقَةُ و أ ياديكَ الفاضِلَةُ ورَحمَتُكَ الواسِعَةُ
فأسألُكَ أ ن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد و أن تَقضِيَ حَوائِجي لِلدُّنيا وَ الآ خِرَةِ إ نَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ.