وفي الاصطلاح كيفية تعرض للحرف عند النطق به كجريان النفس في الحروف المهموسة، وعدم جريانه في الحروف المجهورة، وما إلى ذلك مما سيأتي مفصلا. ولمعرفة هذا الباب فوائد مهمة وجليلة منها:
1 - تمييز الحروف المشتركة في المخرج؛ إذ لولاها لكانت تلك الحروف حرفا واحدا، فمن ذلك: الطاء المهملة، فلولا انفرادها بالاستعلاء والإطباق والجهر لكانت تاء؛ لاتفاقهما في المخرج. والذال المعجمة لولا الاستفال والانفتاح اللذان فيها لكانت ظاء معجمة؛ لاتفاقهما في المخرج أيضا. والحاء المهملة والهاء والثاء المثلثة لولا اختلافهن في المخرج لكن حرفا واحدا؛ لاتفاقهن في الصفات. ص69 - كتاب معلم التجويد - س تنقسم صفات الحروف إلى قسمين اذكرهما - المكتبة الشاملة. 2 - تحسين لفظ الحروف المختلفة في المخرج. 3 - معرفة قوي الحروف وضعيفها؛ ليعلم ما يجوز فيه الإدغام وما لا يجوز، إلى غير ذلك من الفوائد.
ص69 - كتاب معلم التجويد - س تنقسم صفات الحروف إلى قسمين اذكرهما - المكتبة الشاملة
الفهرس
1 تعريف علم التجويد
2 أهميّة علم التجويد
3 حكم التجويد
4 صفات الحروف في علم التجويد
4. 1 فائدة دراسة الصفات
4. 2 أقسام الصفات
4. 3 الصفات اللازمة ذات الضد
4. 4 الصفات التي لا ضد لها
4. صفات الحروف في التجويد ورقه عمل. 5 الصفات العارضة
تعريف علم التجويد
أنزل الله تعالى كلامه العظيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوّداً، فأوصله جبريل عليه السلام كما أراد الله، ثم قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أُنزل، ثمّ قرأه الصحابه رضوان الله عليهم على هذا الشكل، ومن بعدهم التابعين، حتى وصل إلينا بالتواتر على الوجه الذي أُنزل، دون زيادةٍ ولا نقصانٍ أو تحريف، حيث بذل العلماء جهوداً عظيمةً في تدوين قواعد التجويد وكتابتها على الورق بعد أن كانت تُلقّن مشافهةً. يعرّف علم التجويد بأنه إعطاء كل حرفٍ حقه ومستحقه، حيث يبحث هذ العلم في كيفيّة نطق الحروف وإعطائها صفاتها، والعناية بمخرجاتها، وما يَعرُض لها من أحكامٍ، وما يتعلق أيضاً بالوقف والابتداء والوصل والقطع. أهميّة علم التجويد
علم التجويد أرقى أنواع العلوم على الإطلاق بل هو أشرفها وأجلّها، فبه يتم تحسين تلاوة القرآن الكريم، وتجويد الأداء، والابتعاد عن الخطأ واللحن في كلام الله تعالى، وبالتالي الوصول بالقراءة إلى أفضل درجات الإتقان، وبالكيفيّة التي أنزلت بها قدر المستطاع، وهوعلمٌ يُبتغى به رضاء الله عز وجل والوصول للسعادة في الدنيا والآخرة.
الاستعلاء: حروفه (خص ضغط قظ)، وضده الاستفال. الإطباق: حروفه (الطاء والظاء والصاد والضاد)، وضده الانفتاح. الإذلاق: حروفه (فر من لب)، وضده الإصمات. الصفات التي لا ضد لها هي سبع صفاتٍ: الصفير. القلقلة. الانحراف. اللين. التفشي. الاستطالة. التكرير. الصفات العارضة هي إحدى عشرة صفة: الإدغام. الإظهار. القلب. الإخفاء. المد. القصر. التحريك. السكون. السكت. التفخيم. الترقيق.
الرئيسية
إسلاميات
أية اليوم
08:00 م
السبت 14 أبريل 2018
ما معنى: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} التي ذ
كتب - محمد قادوس:
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي ـ أحد علماء الازهر الشريف ـ تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والاسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير هذه الآيات القرآنية: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب}.. [الشرح: 7 - 8]
(فإذا فرغت): والفراغ يكون بعد الشغل، والمعنى: عندما تنتهي من عمل تقوم به. والخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل: المعنى: إذا فرغت من الغزو. وقيل: إذا فرغت من التبليغ. وقيل: إذا فرغت من الصلاة. (فانصب): والنصب: هو التعب، وقيل: المعنى هنا: انصب (اتعب) في الدعاء. وقيل: اتعب في الشكر. وقيل: اجتهد في العبادة. (فارغب): من الرغبة في الإجابة. وخلاصة المعنى: أن الحق تبارك وتعالى يأمر عباده بمواصلة الشكر والعبادة والعمل، فكلما فرغ الإنسان من عمل فيه رضاه سبحانه، فليشغل نفسه بعمل أخر من أعمال الخير، وعليه أن يتوجه برغباته إلى الله؛ فهو المجيب لعباده القريب منهم سبحانه. محتوي مدفوع
جريدة الرياض | فإذا فرغتَ فَانصب
ومع شرح الصدر كان أيضا وضع الوزر بمغفرة الذنب، ما تقدم منه وما تأخر، فإن للذنوب ثقلا على النفس والقلب والبدن، وهذا الثقل للذنوب يمنع من العبادات، ويثقل عن الطاعات، ويوهن القلب والبدن عن المسارعة للخيرات، فيُمنع القلب عندها من الانطلاق، والسير إلى الله تبارك وتعالى فيبقى معطلاً، مشغولا بالمدانس، مشغولاً بالخبائث، مشغولاً بالمعاصي التي ترهقه، وتثقله، وتقعده عن سيره، وسفره إلى ربه، وإلى الدار الآخرة. ومن ثم كان تطهير القلب من ذلك من النعم ولهذا امتن الله به على نبيه، {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما}(الفتح:1، 2)، {ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك}. فشرح الله له صدره، وطهر له قلبه، وغفر له ذنبه، ورفع له ذكره.. كل ذلك توطأة لما سيأتي من الأمر في نهاية السورة {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب}.. أي شكرا لله على ما أنعم به عليك، وتفضل بكل ما سبق. الفراغ والنصب
وقد اختلف العلماء في المفروغ منه والمنصوب فيه، فقال بعضهم: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل.. وقال بعضهم: إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء.. وقال آخرون: إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك.. وقال قوم: إذا فرغت من أمر دنياك، فانصب في عمل آخرتك.
فإذا فرغت فانصب - طريق الإسلام
ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قفوله من إحدى غزواته: « رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر » فالمقصود بالأمر هو { فانصب}. وأما قوله: { فإذا فرغت} فتمهيد وإفادة لإِيلاءِ العمل بعمللٍ آخر في تقرير الدين ونفع الأمة. وهذا من صيغ الدلالة على تعاقب الأعمال. ومثله قول القائل: ما تأتيني من فلان صلة إلا أعقبْتها أخرى. واختلفت أقوال المفسرين من السلف في تعيين المفروغ منه ، وإنما هو اختلاف في الأمثلة فحذفُ المتعلِق هنا لقصد العموم وهو عموم عرفي لنوع من الأعمال التي دل عليها السياق ليشمل كل متعلق عمله مما هو مهم كما علمت وهو أعلم بتقديم بعض الأعمال على بعض إذا لم يمكن اجتماع كثير منها بقدر الإِمكان كما أقر الله بأداء الصلاة مع الشغل بالجهاد بقوله: { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك إلى قوله: كتاباً موقوتاً} في سورة النساء ( 102 ، 103). وهذا الحكم ينسحب على كل عمل ممكن من أعماله الخاصة به مثل قيام الليل والجهاد عند تقوي المسلمين وتدبير أمور الأمة. وتقديم فإذا فرغت} على { فانصب} للاهتمام بتعليق العمل بوقت الفراغ من غيره لتتعاقب الأعمال. وهذه الآية من جوامع الكلم القرآنية لما احتوت عليه من كثرة المعاني.
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} – بصائر
إن ربط العبادات والفرائض بوسع المكلف، أدعى للقيام بها على وجه الرضا والمحبة، وقد جاء ذلك صريحًا في قوله (لا يُكَلّفُ اللهُ نفسًا إلا وسعها)..
"الدين يُسْر" عبارة ذلّت بها الألسنة، وعُنونت بها النقاشات، ورَونق بها كثير من الوعّاظ مواعظهم، وامتطى صهوتها أناس آخرون، وليست الجملة محل نقاش، فهي راسخة وثابتة بثبات هذا الدين ودوامه، فهو دين يسر، وقد جاءت في حديث روياه في الصحيحين (إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
في معنى قوله تعالى “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ” – التصوف 24/7
وربما يكون المقصود كل هذا وغيره، فإن الآية أطلقت ولم تحدد، أي إذا فرغت من أمر كنت تعمله فانتقل إلى عمل آخر مما يعود عليك بالنفع في أمر دنياك وآخرتك، والمقصود أن يكون مشتغلاً بطاعة الله مبلغاً للرسالة، ينتقل من عبادة إلى عبادة، من طاعة إلى طاعة، من عمل صالح إلى عمل صالح، بلا توقف، بلا انتظار، فالمسلم طالما في الحياة فعليه أن يجد ويعمل دائما في شيء يعود عليك نفعه في الدنيا والدين، ولا يبقى فارغا أبدا. فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل..
قاعدة تربوية:
وهذه قاعدة من قواعد تربية النفس، وتوجيه علاقتها مع الله عز وجل: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}[الشرح:7، 8]. وإذا كان المسلم مطالبا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومخاطبا بما يخاطب به، فهو أيضا مطالب في حال الفراغ بالنصب.. أي إذا انتهى من طاعة أو عملٍ ما أن ينصب ويبدأ في عمل أو طاعة أخرى، وأن يرغب إلى ربه في الدعاء والعبادة، والتضرع والتبتل، لأن حياة المسلم الحق كلها لله، فليس فيها مجال لسفاسف الأمور. بل إن اللهو الذي تبيحه الشريعة لأصناف من الناس، أو في بعض الأوقات كالأعياد والأفراح؛ من أعظم مقاصده أن يستجم الإنسان ـ والاستجمام للجد مرة ثانيةً من الشغل النافع ـ وأن يعيش العبودية لله في جميع أحواله، فهو يعيشها في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وفي الحضر والسفر، وفي الضحك والبكاء، ليتمثل حقاً قول الله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
لا للفراغ إن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي! وبهذا نطقت الآثار عن السلف الصالح رحمهم الله: جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "إني أكره لأحدكم أن يكون خالياً سبهللاً لا في عمل دنيا، ولا دين". ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة". وسبب مقت ابن مسعود رضي الله عنه لهذا النوع من الناس؛ أن "قعود الرجل فارغاً من غير شغل، أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه من سفه الرأي، وسخافة العقل، واستيلاء الغفلة ". ولقد دلّ القرآن على أن هذا النوع من الناس الفارغين ـ وإن شئت فسمهم البطالين ـ ليسوا أهلاً لطاعة أوامرهم، بل تنبغي مجانبتهم؛ لئلا يُعدوا بطبعهم الرديء، كما قال تعالى: { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]. ا لجدية وسرعة الإنجاز: ومن هدايات هذه الآية: أنها أبلغ وأعظم حادٍ إلى العمل، والجد في استثمار الزمن قبل الندم. وأنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور وعدم التسويف، فإن التسويف في كل أمر شين وسبة وسوء مغبة، ومن عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز!
ومعنى الشرح الفسح والتوسعة، وإنما خص الصدر بذلك؛ لأنه محل العلوم والإدراكات، ومحل التفكر، ومحل التعقل، ومحل القناعات، هو محل للفهم، ومحل لاستقرار المعلومات، كل ذلك يكون في الصدر، ويكون في القلب. وإذا ضاق الصدر ضاق الفضاء مهما اتسع، وضاقت النفس، وقل الفهم والإدراك، وقل الصبر على التحمل، والنبي صلى الله عليه وسلم في أشد الحاجة إليه لتحمل أعباء الرسالة وما يواكبها من مشاكسات ومضايقات الأعداء، وما سيواجهونه به من الأذى والافتراء والتكذيب.. لذلك يقول ابن جرير - رحمه الله: "شرح صدره بأن جعله محلا للوحي، جعله متحملاً لأعباء الرسالة، لأعباء الدعوة، وما تتطلبه من جهود، وأعمال، ومشقات، وما يلاقيه القائم بها، المتوظف بوظيفتها من الأذى، فإنه لن يسلم بحال من الأحوال من المناوئين، من الأعداء، من الخصوم الذين لا يقر لهم قرار، ولا يهنأ لهم بال إذا ظهرت الأنوار، أنوار النبوة، والرسالة". فلابد إذا من شرح الصدر لئلا يضيق ذرعاً، لئلا ينقطع، لئلا يتوقف، لئلا يتراجع، لئلا يتزعزع، بل يثبت، ويرسخ في هذا الطريق قدمه حتى يكون أثبت من الجبال الراسيات. هذا بالإضافة إلى الشرح الحسي حينما شُق صدره، وأُخرج منه ما أُخرج من علقة تتصل بحظ الشيطان منه - عليه الصلاة والسلام - فصار الصدر محلا قابلاً لهذه الأنوار، والوحي، والهدايات، والتنزيل برفع، ودفع، وإزالة ما يضاده من الأمور الحسية، والمعنوية.