وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق، بل
معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة، فكتب مقادير كل
شيء. وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو كغيره من البشر، خلق من ماء أبيه
عبد الله بن عبد المطلب، ولم يتميز على البشر من حيث الخلقة، كما قال
عن نفسه: " إنما أنا بشر أنسى كما
تنسون "، فهو عليه الصلاة والسلام، يجوع، ويعطش، ويبرد، ويصيبه
الحر، ويمرض، ويموت فكل شيء يعتري البشرية من حيث الطبيعة البشرية
فإنه يعتريه، لكنه يتميز بأنه يوحى إليه وأنه أهل للرسالة كما قال
تعالى: { الله أعلم حيث يجعل
رسالته}. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الأول
محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
3
0
24, 441
اول ماخلق الله القلم – الآية 4
إن كل هذه الأخبار لا تَثْبُتُ بها عقيدة ولا يضرُّنا الجهل بها، ولا نُسأل عنها أمام الله إلا بمقدار ما أفدناه من هذه المخلوقات لتحقيق الخلافة في الأرض. فلنترك ما وراء ذلك لعلم الله تعالى، ونضع أمام أعيننا قوله سبحانه: (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفِسِهِمْ) ( سورة الكهف:51)، وقوله: ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) (سورة الزخرف:19).
اول ماخلق الله القلم مكررة
ثمّ أنّ الظاهر من الظلمات الثلاث ، المراحل الثلاث المبهمة التي يمرّ بها الطفل ، فهي: مرحلة النطفة ، ومرحلة العلقة ، ومرحلة المضغة ، وكلّ واحدة منها أبهم من سابقتها ، ولمجهوليتها فكأنّها ظلمة في ظلمة ، هذا ما يمكن تفسيره بالظلمات الثلاث ، والله أعلم. 1- تفسير الصافي 1 / 316. ( سالم بن زيد. الكويت.... )
من أيّ شيء خلقت الملائكة والنباتات والبهائم:
السؤال: خلق الله الإنسان من طين ، والجنّ من النار ، ممّا خلق الملائكة والبهائم والنباتات ؟
الجواب: إنّ الملائكة خلقت من النور ، والنباتات خلقت من التراب ، وأمّا البهائم فالظاهر من بعض الروايات أنّها خلقت من التراب ، غايته كيفية التربة تختلف بين الإنسان والبهائم ، فالتربة التي اختيرت لأبي البشر (عليه السلام) مغايرة في الجودة والنوعية والدرجة لتربة خلق البهائم ، ولكن توجد كلمات في بعض كتب الحديث بخلاف ذلك ، أي أنّ الحيوان الفلاني مثلاً ، خُلق من المادّة الفلانية ، والحيوان الفلاني خُلق من الريح ، وما شاكل ذلك. السؤال : ما هو أوّل شيء خلقه الله تعالى ؟ هل هو القلم ؟. ( مريم محمّد. فلسطين.... )
كيفية زواج أولاد آدم:
السؤال: هل صحيح أنّ أبناء آدم (عليه السلام) كانوا يتزوّجون في بداية الخلق من أخواتهم ؟ وشكراً.
اول ماخلق الله القلم ليرسم به السماوات
الجواب: لقد أختلف العلماء والمفسّرون في كيفية بدء النسل بعد آدم (عليه السلام) ، فقيل: يحتمل أن يكون قبل آدم بشر مخلوق ، كما في بعض الروايات ، وإن كانت ضعيفة ، فربما بقي من ذلك النسل ما تزوّجه هابيل وقابيل ، ومن ثمّ بدء النسل الجديد لآخر المرحلة البشرية المتكاملة. وقيل: بجواز نكاح الأخ من الأُخت في النسل الأوّل فقط ، أي بين هابيل وقابيل وأختيهما ، إذ حوّاء كانت تلد توأماً من ذكر وأنثى ، ويكون هذا من التشريع الخاصّ لبدء النسل البشري ، وهذا ما يتمسّك به المجوس من جواز نكاح المحارم ، إلاّ أنّه ورد في الروايات أنّ التحليل كان في النسل الأوّل ، ومن بعده كان التحريم ، والمجوس قالوا بما بعد الأوّل. والصحيح ما ورد عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، وإنكار مقولة المجوس واتباعهم
غاية الإنكار ، فقد ورد في خبر زرارة قال: سئل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف بدأ النسل من ذرّية آدم (عليه السلام) ؟ فإنّ أُناساً عندنا يقولون: إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى آدم (عليه السلام): يزوّج بناته بنيه ، وإنّ هذا الخلق كلّه أصله من الأخوة والأخوات. اول ماخلق الله القلم – الآية 4. فقال (عليه السلام): ( تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ، يقول من قال هذا: بأنّ الله عزّ وجلّ خلق صفوة خلقه ، وأحبّائه وأنبيائه ورسله ، والمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات من حرام ؟ ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال ؟ وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيّب.
اول ماخلق الله القلم للاطفال
الرسم العثماني نٓ ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ الـرسـم الإمـلائـي نٓ ۚ وَالۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُوۡنَۙ تفسير ميسر: (ن) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. أقسم الله بالقلم الذي يكتب به الملائكة والناس، وبما يكتبون من الخير والنفع والعلوم. ما أنت -أيها الرسول- بسبب نعمة الله عليك بالنبوة والرسالة بضعيف العقل، ولا سفيه الرأي، وإن لك على ما تلقاه من شدائد على تبليغ الرسالة لَثوابًا عظيمًا غير منقوص ولا مقطوع، وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق؛ فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه.
بتصرّف. ↑ سورة طه، آية: 49-50. ↑ سعيد حوّى (1424 هـ)، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 3362-3364، جزء 7. بتصرّف.
( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)
ثم قال تعالى: ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين). في الترتيب وجوه:
أحدها: إن الله تعالى لما بين الرسالة ، وهو أصل من الأصول الثلاثة التي يصير بها المكلف مؤمنا مسلما ذكر أصلا آخر وهو الحشر. وثانيها: وهو أن الله تعالى لما ذكر الإنذار والبشارة بقوله: ( فبشره بمغفرة) ولم يظهر ذلك بكماله في الدنيا ، فقال: إن لم ير في الدنيا فالله يحيي الموتى ويجزي المنذرين ويجزي المبشرين. من هو الإمام المبين؟ | الفكرة العليا. وثالثها: أنه تعالى لما ذكر خشية الرحمن بالغيب ذكر ما يؤكده ، وهو إحياء الموتى ، وفي التفسير مسائل:
المسألة الأولى: ( إنا نحن) يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون مبتدأ وخبرا كقول القائل: أنا أبو النجم وشعري شعري
ومثل هذا يقال عند الشهرة العظيمة ، وذلك لأن من لا يعرف يقال له: من أنت ؟ فيقول: أنا ابن فلان فيعرف ، ومن يكون مشهورا إذا قيل له: من أنت ؟ يقول أنا ، أي لا معرف لي أظهر من نفسي فقال: إنا نحن معروفون بأوصاف الكمال ، وإذا عرفنا بأنفسنا فلا تنكر قدرتنا على إحياء الموتى. وثانيهما: أن يكون الخبر ( نحيي) كأنه قال: إنا نحيي الموتى ، و ( نحن) يكون تأكيدا والأول أولى.
القران الكريم |إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
ومنه: رواية أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: "اتَّقُوا الْمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا طَالِبًا يَقُولُ أَحَدُكُمْ: أُذْنِبُ وأَسْتَغْفِرُ إِنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: ﴿ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وآثارَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناه فِي إِمامٍ مُبِينٍ﴾ وقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ " ( [13]). والمتحصَّل أنَّ المعنى الظاهر لقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ هو الكتاب المبين لكنَّ ذلك لا ينفي أن يكون للآية تأويلًا يكون بمثابة المعنى الباطن للآية فإنَّ للقرآن ظهرًا وبطنًا كما نصَّت على ذلك الروايات الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع)(14)، والعلم بباطن القرآن لا يُتاح إلا من طريق الوحي، وهو بعضُ ما يعنيه قوله تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ فالراسخون في العلم وهم الرسول (ص) وأهل بيته (ع) يعلمون بتأويل القرآن من طريق ما تلقَّاه الرسول (ص) عن ربِّه جلَّ وعلا.
وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين
الأربعاء 14 شوال 1442 - 26 مايو 2021
177
عبد الرحيم طويل
قال الله تعالى:
"إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ" سورة يس (12). هل علمت - أيها الإنسان - أن كل شيء تفعله في حياتك الدنيا مسجل عليك حتى آثار خطواتك ولمساتك ونظراتك... وكل أثر تركته بحركة من جوارحك أو أثر معنوي إيجابي أو سلبي تركته في قلوب الآخرين وعقولهم....
كل ذلك عند ربنا في كتاب.... "لا يضل ربي ولا ينسى". أخي المسلم:
اقرأ - إن شئت - قوله تعالى:
"هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" سورة الجاثية (29). قال الإمام الطبري في تفسيره:
(يقول تعالى ذكره: لكلّ أمة دعيت في القيامة إلى كتابها الذي أملت على حفظتها في الدنيا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فلا تجزعوا من ثوابناكم على ذلك، فإنكم ينطق عليكم إن أنكرتموه بالحق فاقرءوه ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يقول: إنا كنا نستكتب حفظتنا أعمالكم, فتثبتها في الكتب وتكتبها. ). وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين. إنها نسخة ناطقة... بالفيديو الرباني... ليشهد عليك يوم العرض والحساب....
"الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" سورة يس (65).
من هو الإمام المبين؟ | الفكرة العليا
و في معاني الأخبار، بإسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث: أنه قال في علي (عليه السلام) إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك و تعالى فيه علم كل شيء. أقول: الحديثان لو صحا لم يكونا من التفسير في شيء بل مضمونهما من بطن القرآن و إشاراته، و لا مانع من أن يرزق الله عبدا وحده و أخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين و هو (عليه السلام) سيد الموحدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
اتّضح إذاً أنّ مفهوم الآية واسع وشامل، وله في كلّ من تلك الاُمور التي ذكرناها مصداق. وقد يبدو عدم إنسجام ما ذكرنا مع ما ورد من «أهل البيت»(عليهم السلام) حول تفسير «إمام مبين» بأمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة والسلام. كما ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام): «لمّا اُنزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله)(وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يارسول الله، هو التوراة؟ قال: لا، قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن؟ قال: لا، قال: فأقبل أمير المؤمنين علي(عليه السلام) فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): هُوَ هذا! إِنَّهُ الإِمامُ الَّذِى أَحْصَى اللّهُ تَبارَکَ وتَعالى فَیْهِ عِلْمَ کُلِّ شَىء. وفي تفسير علي بن إبراهيم عن ابن عبّاس عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أنّه قال: أَنَا واللّهِ الإِمامُ الْمُبِیْنُ، أُبَیِّنُ الْحَقَّ مِنَ الْباطِلِ وَرِثْتُهُ منْ رَسُولِ اللّه. فمع أنّ بعض المفسّرين من أمثال «الآلوسي»، قد إستاء كثيراً من عملية نقل أمثال هذه الروايات من طرق الشيعة، ونسبهم لذلك إلى عدم المعرفة والإطلاع وعدم التمكّن من التّفسير، إلاّ أنّه بقليل من الدقّة يتّضح أنّ أمثال هذه الروايات لا تتنافي مع تفسير «الإمام المبين» بـ «اللوح المحفوظ».
وإطلاق كلمة «إمام» في هذه الآية على «التوراة» يشير إلى المعارف والأحكام والأوامر الواردة في التوراة، وكذلك للدلائل والإشارات المذكورة بحقّ نبي الإسلام(صلى الله عليه وآله)، ففي كلّ هذه الاُمور يمكن للتوراة أن تكون قائداً وإماماً للخلق، وبناءً على ذلك فإنّ الكلمة المذكورة لها معنى متناسب مع مفهومها الأصلي في كلّ مورد استُعملت فيه. ورد في حديث صريح وتوعوي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: «ائتوا بحطب، فقالوا: يارسول الله، نحن بأرض قرعاء! قال: فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه. فجاؤوا به حتى رموا بين يديه، بعضه على بعض، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): هكذا تجمع الذنوب، ثمّ قال: إيّاكم والمحقّرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالباً، ألا وإنّ طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين». هذا الحديث المؤثّر، صورة معبّرة عن أنّ تراكم صغائر الذنوب والمعاصي يمكنه أن يولد ناراً عظيمة اللهب. وفي حديث آخر ورد أنّ «بني سلمة» كانوا في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية(إنّا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم) فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «إنّ آثاركم تكتب» ـ أي خطواتكم التي تخطونها إلى المسجد ـ وسوف تثابون عليها، فلم ينتقلوا ».