وأكثر الأهرام بنيت قبل زمن فرعون موسى منفتاح الثاني ، فكان منفتاحهذا مالك تلك الأهرام فإنه يفتخر بعظمتها ، وليس يفيد قوله ذو الأوتاد أكثر من هذا المعنى إذ لا يلزم أن يكون هو الباني تلك الأهرام. وذلك كما يقال: ذو النيل ، وقال تعالى حكاية عنه وهذه الأنهار تجري من تحتي. والقول بأنها الأهرام عندي بعيد لاختلاف الشكل واختلاف مفهوم الوتد فالأهرام بنايات هرمية الشكل واسعة القاعدة لا جذر لها. ولا يمكن جعلها أوتادا إلا بتحقق وجه شبه ما. وهذا ما حاول بعض الباحثين التوصل إليه بربط وصف الله الجبال بالأوتاد وشبهها بهرمية البناءات. ما المقصود بالآية الكريمة : وفرعون ذو الأوتاد ، هل هي الإهرامات ، أم ماذا ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. بل وحاول البعض زاعما أن الأهرمات بنيت لتثبيت الأرض من الزلازل. وقد قدمت مجلة الشرق الأوسط بحثا بهذا المفهوم ثم تراجعت عنه بنشر ما يدحضه من مختصي الجيولوجيا والأثار وهذا نصه:
نفى الدكتور سعيد مغاوري المشرف على قسم البرديات في المجلس الأعلى للآثار في مصر أن تكون الأوتاد التي ذكرها القرآن الكريم مقصوداً بها «أهرامات مصر» في اشارة الى الآية القرآنية الكريمة «وفرعون ذي الأوتاد». وقال الدكتور مغاوري لـ«الشرق الأوسط» ان الأوتاد المقصود بها هنا حسبما ورد في الآية القرآنية هي المسلات التي نحت عليها ملوك الفراعنة أسماءهم وأعمالهم وتاريخهم.
- ما المقصود بالآية الكريمة : وفرعون ذو الأوتاد ، هل هي الإهرامات ، أم ماذا ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي
- شارع عمار بن ياسر
- عمار بن ياسر رضي الله عنه
- عمار بن ياسر ويكبيديا
ما المقصود بالآية الكريمة : وفرعون ذو الأوتاد ، هل هي الإهرامات ، أم ماذا ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي
وقد جاء في تفسير الطبري وابن كثير وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأوتاد: الجنود الذين كانوا يشدون أمره، وعلى ذلك فالمقصود بالأوتاد أركان ملكه، وقال بعضهم: كان يربط الرجل في كل قائمة من قوائمه في وتد ثم يرسل عليه صخرة عظيمة فيشرخه بها. تتلخص عندنا إذن ثلاثة دلالات:
فكونها جنوده فهي كالوتد الذي يقيم به صلبه ويعتمد عليه. أو أن جنوده إذا ساروا في الأرض أوتدت خيامهم حتى تملأ الأرض. وقد يقال أن جنوده إذا اصطفوا أمامه كانوا كالأوتاد. وصحيح أن فرعون قد تميز بجنوده وبطانة ملكه، وقد ترافق ذكرهم في الكتاب والسنة بل وعند اليهود. أنها أركان ملكه
والقول بأوتاد التعذيب محتمل أيضا خاصة إذا علمنا أنه قد سام بني إسرائيل سوء العذاب وقتّلهم فلابد أنه تفنن في تعذيبهم. والوتد المسمار تدق به أطرافهم والوتد أيضا العمود قد يصلب عليه. وهنا سؤال تبادر إلى ذهني:
هل يجوز حمل أوتاد فرعون على المعمار ؟
َفقد وصفت إرم بتميزها في البلاد على القول أن المراد قريتهم ( إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) وثمود بعمرانها ( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ).. وكلها دلالة للنفوذ وبسط السلطان.. بل ووسيلة للطغيان (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ).. فلعل أوتاد فرعون شيء مماثل.
قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، قال: أوتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد، ثم جعل على ظهرها رحا عظيمة حتى ماتت. وقال آخرون: بل ذلك لأنه كان يعذّب الناس بالأوتاد. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل، عن محمود، عن سعيد بن جُبير ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ) قال: كان يجعل رجلا هاهنا ورجلا هاهنا، ويدا هاهنا ويدا هاهنا بالأوتاد. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( ذِي الأوْتَادِ) قال: كان يوتد الناس بالأوتاد. وقال آخرون: إنما قيل ذلك لأنه كان له بنيان يعذّب الناس عليه. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل، عن رجل، عن سعيد بن جُبير ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ) قال: كان له منَارات يعذّبهم عليها. وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: عُنِيَ بذلك: الأوتاد التي تُوتَد، من خشب كانت أو حديد، لأن ذلك هو المعروف من معاني الأوتاد، ووصف بذلك لأنه إما أن يكون كان يعذّب الناس بها، كما قال أبو رافع وسعيد بن جُبير، وإما أن يكون كان يُلعب له بها.
أبو اليقظان عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ، وأمه سمية أول شهيدة في الإسلام، وأبوه ياسر وأخوه عبد الله ، من السابقين إلى اعتناق الإسلام، ونبذ الشرك وعبادة الأوثان، وكانوا من المستضعفين الذين ليس لهم أهل وعشائر في مكة يحمونهم، فكان المشركون ينزلون بهم العذاب الشديد بلا شفقة ليرجعوا عن دينهم. قال ابن الأثير: " عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن مالك.. ثم العنسي ، أبو اليقظان، وهو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو حليف بني مخزوم، وأمه سمية ، وهي أول من استشهد في سبيل الله ـ عز وجل ـ، وهو وأبوه وأمه من السابقين، وكان إسلام عمار بعد بضعة وثلاثين، وهو ممن عُذِّبَ في الله ". أسلم عمار ـ رضي الله عنه ـ ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، والوقت حينئذ وقت فتنة، قال عمار: " لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها، فقلت له: ما تريد؟، فقال لي: وما تريد أنت؟، فقلت: أردت الدخول إلى محمد فأسمع كلامه، فقال: فأنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين ". قال مجاهد: " أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، و أبو بكر ، و بلال، و خباب ، و صهيب ، و عمار ، وأمه سمية ".
شارع عمار بن ياسر
العدد 191 - السنة السابعة عشرة – ذو الحجة 1423هـ – شباط 2003م
2003/02/20م
المقالات
1, 283 زيارة
رياض الجنة
تحمل عمار بن ياسر وأهل بيته رضي الله عنهم الشدائد
l أخرج الطبراني والحاكم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمّار وأهله وهم يعذّبون فقال: « أبشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنة » قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة. l وعند الحاكم عن عثمان رضي الله عنه قال بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء إذ بعمار وأبيه وأمه يعذبون في الشمس ليرتدوا عن الإسلام فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا، فقال: «ص براً يا آل ياسر، اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلتَ » وأخرجه أيضاً أحمد بمعناه عن عثمان رضي الله عنه. l وأخرج أبو أحمد الحاكم عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذَون في الله تعالى فقال لهم: « صبراً يا آل ياسر، صبراً يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة » ورواه ابن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه، وزاد وعبد الله بن ياسر، وزاد وطعن أبو جهل (لعنه الله) سمية (رضي الله عنها) في قبلها فماتت، ومات ياسر في العذاب ورمي عبد الله فسقط – كذا في الإصابة.
تروي الحلقة العاشرة من برنامج "رجال حول الرسول"، الذي تبثه "العربية" عند الساعة 5:20 (توقيت السعودية)، من مساء اليوم الاثنين 31-8-2009، قصة حياة الصحابيين عمار بن ياسر وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما. إذ لم تَشهدْ بِطاحُ مكةَ قصةً مأساويةً لأسرةٍ بكاملِها، مثلما شهدتْ ما جرى لآلِ ياسر، الذين أسلموا جميعاً في بدايةِ البِعثة النبوية، وتعرضوا للأذى والتعذيب والقتل، وقدَّموا أولَ شهيديْن في الإسلام. ياسرُ بنُ عامر، والدُ عمّار، قَدِمَ إلى مكةَ من اليمن قبلَ البعثة النبوية بسنوات، وحالَفَ أبا حُذيْفةَ بنَ المغيرةِ المخزومي. تزوج ياسرٌ جاريةً لأبي حُذيْفةَ المَخزومي يقال لها "سُميَّة" فولدتْ له عماراً. وكانت تقاليدُ الجاهلية تقضي بأن يكون ابنُ الجارية عبداً لسيدها، لكنَّ أبا حذيفة أعتقه، فصار عمارٌ مولىً لبني مَخزوم. وأنجبت سُمية ولدا آخر سُمِي عبدَ الله. ثم مات أبو حذيفة فأصبحت الأسرةُ بلا حِلْف ولا مَنعَة، وصارتْ من فئةِ المستضعفين في مكة. وعندما انطلقت الدعوةُ إلى الإسلامِ في مكة، وعَلِمَ بها آلُ ياسر، كانوا من السابقين إليها، ودخلتْ الأسرة كلُّها في دين الله. وعندما عَلِم بنو مخزومٍ بإسلام آلِ ياسر، ثارتْ ثائرتُهم، فأذاقوا أفرادَ الأسرة كلَّ أشكالِ العذاب.
عمار بن ياسر رضي الله عنه
قال ابن كثير وغيره: " قال ابن إسحاق: عن سعيد بن جبير قال: قلت لعبد الله بن عباس: أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول الله من العذاب ما يُعْذرون به في ترك دينهم؟، قال: نعم والله! ، إن كانوا ليضربون أحدهم، ويجيعونه، ويعطشونه حتى ما يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة، حتى يقولوا له: اللات والعزى إلهآن من دون الله، فيقول: نعم، افتداء منهم بما يبلغون من جهدهم.. قلت: وفي مثل هذا أنزل الله تعالى { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}( النحل الآية: 106)، فهؤلاء كانوا معذورين بما حصل لهم من الإهانة والعذاب البليغ، أجارنا الله من ذلك بحوله وقوته ". لقد عذب المشركون مَنْ أسلم وأظهر إسلامه شديد العذاب ليرتدوا عن دينهم ويكفروا بالله وبما جاء به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكانوا يطلبون منهم النطق بكلمة الشرك ليكفوا عن تعذيبهم، وإلا استمر تعذيبهم ما داموا على الإسلام، فمن أولئك المعذبين مَنْ أبَى أن يعطيهم شيئا مما طلبوه كبلال ـ رضي الله عنه ـ، ومنهم من أعطاهم ذلك - ظاهرا - ليخففوا عنه العذاب، وثبت على عقيدة التوحيد والإيمان بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في باطنه، كعمار بن ياسر ، وفي ذلك فقه يتراوح بين العزيمة والرخصة, يحتاج من الدعاة أن يستوعبوه, ويضعوه في إطاره الصحيح, وفق معاييره الدقيقة دون إفراط أو تفريط.
وهي كلمات جديرة بالاحترام والتقدير، لكنها مع جلالتها وعظمتها وثِقَلها في ميزان الإنسانية لم تكن هي التي أعطت عماراً تلك القيمة التاريخية الكبيرة؛ بل إنني وجدت أن كلمات عكرمة بن أبي جهل في يوم اليرموك أوقعُ على النفوس وأخلدُ في التاريخ من كلمات عمار، وربما يرجع ذلك إلى أن عكرمة حمل إرثاً ثقيلاً من الجحود والإنكار للعقيدة الجديدة، فلما حانت لحظة إيمانه اندفع عكرمة بمقدار هذا الإرث يحطم أوتاد الوثنية لا يبالي في ذلك بشيء، فجاء موقفه أكثر وقعاً على النفوس. ونحن في كل حالٍ لا نقارن بين الموقفين الخالدين إنكاراً لقيمة أحدهما، إنما هو شعورٌ اعترانا في لحظة المرور على الموقفين أردنا أن نسجله مع إيماننا العميق بقيمة عمار وعكرمة وخلودهما في ضميرنا الاجتماعي والإنساني. إن المرحلة الثالثة والأخيرة لعمار بن ياسر -رضي الله عنه- هي أهم مراحله على الإطلاق، فإنه وإن كانت حياة عمار مدعاةَ فخرٍ، إلا أن موقفه مع علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنه) ووقوفه بجانبه أثناء حربه وقد نيّف على التسعين لهو أعظم ما يمكن أن يقال؛ إنه لموقف صعب لرجلٍ قد بلغ من العمر أرذله أن يخوض هذا الصراع الداخلي لنفسه، لقد أخبره الرسول (عليه الصلاة والسلام) ذات يوم وأخبر معه أصحابه بأن عماراً سوف تقتله الفئةُ الباغيةُ، وليس كما يظن البعض بأن تلك المقولة كانت ضماناً لعمار بأن يدخل الحرب مع عليّ لا يبالي بموته؛ فربما دخل المعركة وانتهت ولم يمت عمار ولم نعرف أيّ الفئتين كانت على حق.
عمار بن ياسر ويكبيديا
الحقيقة أن عمار كان مختلفاً تماماً عن الكثيرين فهو لم ينظر الى المنصب لتحسين وضعه الشخصي بقدر ما كان يريد ما يمكن أن يكون مجالاً يستطيع من خلاله أن يقوم بواجبه ظل عمار مهمشاً ولم يستلم أي منصب رسمي طيلة المرحلة ولكنه بقي في عيون إخوانه المناضل القائد المتميز لما له من تاريخ حافل في كثير من المواقع التي خدم فيها بداية مع أبو علي إياد ومرورا بالشهيد أبو جهاد وانتهاءً بعمله مع الشهيد القائد أبا عمار محمد القاروط "ابو رحمة": في بيوت عزاء الكبار الأوائل في المعتقلات والانتفاضات، والمطاردين والرعيل الأول في العمل العسكري والعمل التنظيمي والأمني يقال من الكلام الواعي مالا تسمعه في أي مجلس آخر. كلام وفاء واحترام ومحبة لاجيال عاشوا بدايات صعبة وقاسية، لانهم أبطالا كل في موقعه. عازم قال عن عمار أنه واحد من اكثر 10 أشخاص قدموا لفلسطين، وآخر روى تجربته معه في الصين، وآخر في الجنوب، وآخر في.... الخ. في إحدى الأمسيات كنت لصيق خليل الجمل، وكنا نسمع باهتمام ما يقال عن عمار، قال معلقا:ً كل واحد منهم يقطعك مرحلة، أو يروى لك عن رحلة. وكأن خليل يقول ان في مجلس العزاء الواحد تسمع جزء من قصة شعب وثورة من افواه صانعيها وشهودها، تسرد ببساطة ولهدف نبيل تذكير بتجربة الفقيد.
كان عمّارٌ أكبرَ ضحايا معركةِ صفين، سنةٍ سبع وثلاثين للهجرة. وكان عُمُرُه حينذاك بضعاً وتسعين سنة. وأدى قتلُه إلى توقفِ القتال. ترك مقتلُ عمارٍ ألماً وحُزنا في نفوسِ المسلمين، بمَن فيهِم خصومُه. وظلوا جميعا يتذكرون خصالَ هذا الرجلِ العظيم الصابرِ المحتسب. عبدالله بن مسعود وإذا كانت شخصيةُ عمارِ بنِ ياسر هي شخصيةَ الصابرِ المحتسب، الذي انطلق من بيئةٍ تُعذّبُ مُستضعَفيها، فإن هناك كثيرين من الصحابةِ يَشتركون مع عمارٍ في هذه الملامح، ومن بينهم عبدُ الله بنُ مسعود، الذي تعرَّض لكثير من الأذى والتعذيب بعد إسلامِه، وصبر واحتسب، رغم الضعفِ في جِسمه وبِنْيَتِه. وكان في الجاهليةِ مولى عندَ عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط، يرعى له الأغنام. واشتُهر عبدُ الله بنُ مسعود بأنه من أكثرِ الصحابة حفظا لكتاب الله عز وجل، ويُسجَّل له أنه أولُ من جَهَرَ بالقرآنِ في مكة. ولشدة اهتمامِه بكتاب الله، كان لعبدِ الله بنِ مسعود رضي الله عنه، دَوْرٌ كبيرٌ في جمعِ وتدوينِ القرآن الكريم، عندما شكَّل أبو بكرٍ لجنةً لهذه الغاية. وعندما تولى عُمَرُ الخلافة، أرسل عبدَ الله بنً مسعودٍ مع عمارِ بنِ ياسرٍ إلى الكوفة. وقال في رسالة لأهلها: لقد آثَرْتُكم بعبدِ الله بن مسعودٍ على نفسي.