2010-07-10, 08:03 PM #1 ما الفرق بين [بدل الكل من الكل] و[عطف البيان] ؟! قال المحقق الرضي في شرحه على (الكافية 2/379): [أنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جلي بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان، بل لا أرى عطف البيان إلا البدل، كما هو ظاهر كلام سيبويه.. ]. اهـ نقلته من دليل السالك 2/59. 2010-07-10, 10:11 PM #2 رد: ما الفرق بين [بدل الكل من الكل] و[عطف البيان] ؟! بدل الكل من الكل بلاط الملح. ما الفرق عطف البيان والبدل ؟ (د. فاضل السامرائى) عطف البيان هو قريب من البدل نقول مثلاً: أقبل أخوك محمد، محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان. لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف البيان عن البدل. وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق:" لم يتبين لي فرق بين عطف البيان والبدل". عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إلا في مواطن: عطف البيان لا يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فعلاً. عطف البيان لا يمكن أن يكون مضمراً أو تابعاً لمضمر (ضميراً أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون. عطف البيان لا يمكن أن يكون جملة ولا تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك. وهناك مسألتين أساسيتين يركزون عليهما: البدل على نيّة إحلاله محل الأول.
بدل الكل من الكل مركز رفع صور
أما إن قلت: جاء المحاميُ خالدٌ. فستبقى الجملة سليمة إذا أسقطت البدل ( خالد) أو المبدل منه ( المحامي). وعلى كل حال وحتى لا يثقل عليكم الأمر ، فقد رأى الكثير من علماء النحو بأن نستغني عن عطف البيان ، وبأن البدل كافي وأشمل. لكني أردت أن أوضح لكم هذه المسألة على سبيل الاستزادة والفائدة. أمثلة على البدل من القرآن الكريم
قال سبحانه وتعالى:
– ' اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ' ( الفاتحة 6 – 7). صراط: بدل كل من كل ( من الصراط) منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف. – ' وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ' ( آل عمران 97). من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل بعض من كل للمبدل منه ( الناس). – ' يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ' ( البقرة 217). قتال: بدل اشتمال للمبدل منه ( الشهر) مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره. – ' إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. البدل في اللغة العربية : تعريف ، إعراب ، أمثلة واضحة. حَدَائِقَ ' ( النبإ 31 – 32). حدائق: بدل كل من كل للمبدل منه ( مفازا) منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره ، وهو ممنوع من الصرف لأنه على وزن ' مفاعل '.
بدل الكل من الكل يكتب ويقرأ
أو مستترا ، مثل قوله تعالى: ' وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ' ( آل عمران 97)
أي: من استطاع منهم. 2 – يجب في البدل أن يكون مطابقا للمبدل منه في العدد ( الإفراد – التثنية – الجمع) ، والنوع ( التذكير – التأنيث) ، مثل:
– جاء الفاتحُ عمرو. ولا تشترط المطابقة في التعريف والتنكير. 3 – البدل إما بدل اسم من اسم ، مثل:
– استقبلتُ زيدا أخاك. أو بدل فعل من فعل ، مثل:
– جلس المحدث ثم أخبرنا قال. فـ ( قال) فعل وهو بدل كل من كل ( من الفعل أخبرنا). أو بدل جملة من جملة ، مثل:
قال تعالى: ' أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ' ( الشعراء 132 – 133). إعراب البدل
– الخليفة عمر أعدل الحكام. ما الفرق بين [بدل الكل من الكل] و[عطف البيان] ؟!. الخليفة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. عمر: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره. أعدل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره ، وهو مضاف. الحكام: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره. مررت: فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بأخيك: اسم مجرور بالباء ، وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
بدل الكل من الكل بلاط الملح
اقرأ أيضا لميس الحديدي تنتقد ويل سميث بعد واقعة الصفعة: «كنت كلمته بدل ما تضربه»
ولكن «الخال»، فاجئ المصور، بقوله «إحنا عايشين بالتنمر وبقينا متعودين عليه، بس لو الموضوع تعلق بحالة مرضية مش هسكت، عاوز تعرف هعمل إيه؟»، ثم صفعه بشكل مفاجئ. عمر الشريف
الفنان عمر الشريف، صفع معجبة حاولت أن تلتقط معه صورا تذكارية خلال تواجده في مهرجان «تريبيكا» السينمائي بالدوحة، وانتشر الفيديو وتسبب في موجة كبيرة من الغضب. أحمد سعد
انتشرت عدة تدوينات، في شهر يونيو 2021، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد باعتداء الفنان أحمد سعد ، على شاب داخل بنزينة، وعندما انتشر الأمر وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، علق مصدر مقرب من «سعد»، بأنها مشكلة بسيطة وانتهت في لحظتها، وتم التصالح بين الطرفين دون تحرير أي محضر.
– ' لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ' ( العلق 15 – 16). ناصية: بدل كل من كل للمبدل منه ( بالناصية) مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره. أمثلة على البدل من الشعر
أوعدني بالسجن واﻷداهم * رجلي فرجلي شثنة المناسم
***
ذريني إن أمرك لن يطاعا * وما ألفيتني حلمي مضاعا
بكم قريش كفينا كل معضلة * وأم نهج الهدى من كان ضليلا
لمياءُ في شفتيها حوَّة لعس * وفي اللِّثاتِ وفي أنيابِها شنب
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
تمارين و تدريبات على البدل
1 – ميز البدل والمبدل منه وعين نوع البدل في كل جملة من الجمل الآتية:
– كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حجة في رواية الحديث. – تهدم المسجد منارته. – ذهب السياح أكثرهم لزيارة وادي الملوك مقابره. بدل الكل من الكل مركز رفع صور. – أعجبتنا المدينة أبنيتها وسرتنا الشوارع نظافتها. – تمزق الكتاب غلافه. – قطفنا الكرم عنبه وأغلقنا البستان بابه. 2 – ضع بدلا مناسبا في الأماكن الخالية من الجمل الآتية:
– احترقت الدار …. – بعت الشجرة …. – أنعشتنا القرية …. – ضايقني الصيف …. – سلخ الجزار الشاة …. – أعجبنا البحر ….
وأما بدل الكُلّ من البعض، فأثبته بعضهُم، مُسْتَدِلاَّ بظاهِر قوله: الخفيف: نَضَرَ اللهُ أَعْظُمًا دَفَنُوهَا ** بِسِجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطَّلَحَاتِ في رواية مَنْ نَصَبَ طَلْحَةَ، قال: لأنَّ الأَعْظُمَ بعضُ طَلْحَةَ، وطَلْحَةَ كُلّ وقد أُبْدِلَ منها؛ واستدلّ- أيضًا- بقول امرئ القيس الطويل: كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ** لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ فغَدَاةَ بعضُ اليوم، وقد أُبْدِلَ اليوم منها. ولا حُجَّةَ في البيتَيْنِ، أما الأولُ: فإنَّ الأَصْلَ أعظمًا دفنوها أَعْظَمَ طلحة ثم حُذِفَ المضافُ، وأُقيم المضافُ إليهِ مُقَامه؛ ويدلُّ على ذلك الروايةُ المشهورةُ وهي جَرُّ طَلْحَةَ على أن الأصل: أعظم طلحة ولم يَقُم المضاف إليه مقامَ المضاف. وأما الثاني: فإنَّ اليَوْمَ يُطلقُ على القطعةِ من الزمان، كما تقدّم، وليس هذا موضعَ البَحْثِ عَن دَلائِلِ المذهبيْن. بدل الكل من الكل يكتب ويقرأ. وقيل: {الصراط} الثاني غير الأول، والمرادُ به: العلمُ بالله تعالى. قاله جَعْفَرُ بنُ محمد رحمه الله تعالى: وعلى هذا فتخريجته أن يكونَ مَعْطُوفًا حُذِفَ منه حَرْفُ العَطْفِ، وبالجملة فهو مُشْكل. والبدلُ ينقسمُ أيضًا إلى: بدل ظاهِر من ظاهرٍ: ومُضْمَرٍ مِنْ مُضْمَرٍ، وظاهرٍ مٍنْ مضمر، ومضمرٍ من ظاهر.
لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حيث اقترحوا هذا الاقتراح وتجرأوا هذه الجرأة، فمن أنتم يا فقراء ويا مساكين حتى تطلبوا رؤية الله وتزعموا أن الرسالة متوقف ثبوتها على ذلك؟ وأي كبر أعظم من هذا؟. وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا أي: قسوا وصلبوا عن الحق قساوة عظيمة، فقلوبهم أشد من الأحجار وأصلب من الحديد لا تلين للحق، ولا تصغى للناصحين فلذلك لم ينجع فيهم وعظ ولا تذكير ولا اتبعوا الحق حين جاءهم النذير، بل قابلوا أصدق الخلق وأنصحهم وآيات الله البينات بالإعراض والتكذيب والمعارضة، فأي عتو أكبر من هذا العتو؟" ولذلك بطلت أعمالهم واضمحلت، وخسروا أشد الخسران، وحرموا غاية الحرمان. ﴿ تفسير البغوي ﴾
قوله - عز وجل -: ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا) أي: لا يخافون البعث ، قال الفراء: " الرجاء " بمعنى الخوف ، لغة تهامة ، ومنه قوله تعالى: ما لكم لا ترجون لله وقارا ( نوح - 13) ، أي: لا تخافون لله عظمة. تفسير: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ...) - طريق الإسلام. ( لولا أنزل علينا الملائكة) فتخبرنا أن محمدا صادق ، ( أو نرى ربنا) فيخبرنا بذلك. ( لقد استكبروا) أي: تعظموا. ) ( في أنفسهم) بهذه المقالة ، ( وعتوا عتوا كبيرا) قال مجاهد: " عتوا " طغوا في القول و " العتو ": أشد الكفر وأفحش الظلم ، وعتوهم طلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفرقان - الآية 21
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيراقوله تعالى: وقال الذين لا يرجون لقاءنا يريد لا يخافون البعث ولقاء الله ، أي لا يؤمنون بذلك. قال [ أبو ذؤيب]:إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواملوقيل: لا يرجون لا يبالون. قال [ خبيب بن عدي]:لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما على أي جنب كان في الله مصرعيابن شجرة: لا يأملون ، قال:أترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحسابلولا أنزل أي هلا أنزل علينا الملائكة فيخبروا أن محمدا صادق. أو نرى ربنا عيانا فيخبرنا برسالته. نظيره قوله تعالى: وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا إلى قوله: أو تأتي بالله والملائكة قبيلا. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفرقان - الآية 21. قال الله تعالى: لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا حيث سألوا الله الشطط; لأن الملائكة لا ترى إلا عند الموت أو عند نزول العذاب ، والله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، فلا عين تراه. وقال مقاتل: عتوا علوا في الأرض. والعتو: أشد الكفر وأفحش الظلم.
تفسير: (وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ...) - طريق الإسلام
وقال سعيد بن جبير: يفرغ الله من الحساب نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، قال الله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}: قال قتادة: أي مأوى ومنزلاً. وقال ابن جرير عن سعيد الصواف: أنه بلغه أن يوم القيامة يقصر على المؤمن حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس، وأنهم يتقلبون في رياض الجنة، حتى يفرغ من الناس، وذلك قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}.
قراءة سورة يونس - Yunus | نص مكتوب بالخط الرسم العثماني
{ويقولون حجرا محجورا}يريد تقول الملائكة حراما محرما أن يدخل الجنة إلا من قال لا إله إلا الله، وأقام شرائعها؛ عن ابن عباس وغيره. وقيل: إن ذلك يوم القيامة؛ قال مجاهد وعطية العوفي. قال عطية: إذا كان يوم القيامة تلقى المؤمن بالبشرى: فإذا رأى ذلك الكافر تمناه فلم يره من الملائكة. وانتصب {يوم يرون} بتقدير لا بشرى للمجرمين يوم يرون الملائكة. {يومئذ} تأكيد لـ {يوم يرون}. قال النحاس: لا يجوز أن يكون {يوم يرون}منصوبا بـ {بشرى} لأن ما في حيز النفي لا يعمل فيما قبله، ولكن فيه تقدير أن يكون المعنى يمنعون البشارة يوم يرون الملائكة؛ ودل على هذا الحذف ما بعده، ويجوز أن يكون التقدير: لا بشرى تكون يوم يرون الملائكة، و{يومئذ} مؤكد. ويجوز أن يكون المعنى: اذكر يوم يرون الملائكة: ثم ابتدأ فقال {لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا} أي وتقول الملائكة حراما محرما أن تكون لهم البشرى إلا للمؤمنين. قال الشاعر: ألا أصبحت أسماء حجرا محرما ** وأصبحت من أدنى حموتها حما أراد ألا أصبحت أسماء حراما محرما. وقال آخر: حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها ** حجر حرام ألا تلك الدهاريس وروي عن الحسن أنه قال {ويقولون حجرا} وقف من قول المجرمين؛ فقال الله عز وجل {محجورا} عليهم أن يعاذوا أو يجاروا؛ فحجر الله ذلك عليهم يوم القيامة.
المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات
فالغفلة عن الآيات الإِلهية هي أساس البعد عن الله سبحانه، والابتعاد عن الله هو العلّة لعدم الإِحساس بالمسؤولية والتلوّث بالظلم والفساد والمعصية، وعاقبة ذلك لا تكون إلاّ النّار، فإِنّ هاتين الآيتين توكّدان هذه الحقيقة، وهي أنّ إِصلاح مجتمع ما ، وإِنقاذه من نار الظلم والفساد، يتطلب تقوية رُكني الإِيمان بالله والمعاد ،اللذين هما شرطان ضروريان وأساسيان، فإنّ عدم الإِيمان بالله سبحانه سيقتلع الإِحساس بالمسؤولية من وجود الإِنسان، والغفلة عن المعاد يذهب بالخوف من العقاب، وعلى هذا فإِنّ هذين الأساسين العقائديين هما أساس كل الإِصلاحات الاجتماعية.
إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الفرقان - قوله تعالى وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا - الجزء رقم6
وقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ}: هذا يوم القيامة حين يحاسب الله العباد على ما عملوه من الخير والشر، فأخبر أنه لا يحصل لهؤلاء المشركين من الأعمال التي ظنوا أنها منجاة لهم شيء، وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي إما الإخلاص فيها، وإما المتابعة لشرع الله، فكل عمل لا يكون خالصاً وعلى الشريعة المرضية فهو باطل. ولهذا قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}: عن علي رضي الله عنه في قوله: {هَبَاءً مَنْثُورًا}: قال: شعاع الشمس إذا دخل الكوة. وكذا قال الحسن البصري: هو شعاع في كوة أحدكم ولو ذهب يقبض عليه لم يستطع، وقال ابن عباس {هَبَاءً مَنْثُورًا}: قال: هو الماء المهراق، وقال قتادة: أما رأيت يبس الشجر إذا ذرته الريح؟ فهو ذلك الورق. وروى عبد الله بن وهب عن عبيد بن يعلى قال: إن الهباء الرماد إذا ذرته الريح، وحاصل هذه الأقوال التنبيه على مضمون الآية، وذلك أنهم عملوا أعمالاً اعتقدوا أنها على شيء، فلما عرضت على الملك الحكم العدل الذي لا يجور ولا يظلم أحداً إذا بها لا شيء بالكلية، وشبهت في ذلك بالشيء التافه الحقير المتفرق، الذي لا يقدر صاحبه منه على شيء بالكلية.
﴿ تفسير الوسيط ﴾
قال الفخر الرازي: اعلم أن قوله- تعالى-: وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا هو الشبهة الرابعة لمنكري نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم وحاصلها: لماذا لم ينزل الله الملائكة حتى يشهدوا أن محمدا محق في دعواه، أو نرى ربنا حتى يخبرنا بأنه أرسله إلينا... والرجاء: الأمل والتوقع لما فيه خير ونفع. وفسره بعضهم بمجرد التوقع الذي يشمل ما يسر وما يسوء، وفسره بعضهم هنا بأن المراد به: الخوف. والمراد بلقائه- سبحانه-: الرجوع إليه يوم القيامة للحساب والجزاء. أى: وقال الكافرون الذين لا أمل عندهم في لقائنا يوم القيامة للحساب والجزاء لأنهم ينكرون ذلك، ولا يبالون به، ولا يخافون أهواله. قالوا- على سبيل التعنت والعناد-:هلا أنزل علينا الملائكة لكي يخبرونا بصدق محمد صلّى الله عليه وسلّم أو هلا نرى ربنا جهرة ومعاينة ليقول لنا إن محمدا صلّى الله عليه وسلّم رسول من عندي! وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-:... أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا. أى:ليشهدوا بصدقك، وقد رد الله- تعالى- عليهم بقوله: لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً. والعتو: تجاوز الحد في الظلم والعدوان.