قال: فذلك قوله: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ). حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثني سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد, قال: ثنا حاتم بن أبي صغيرة, قال: ثني يزيد الباهلي, قال: سألت عبد الله بن عباس, عن هذه الآية: ( فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فقال عبد الله بن عباس: بعث الله عليهم ومدة وحرّا شديدا, فأخذ بأنفاسهم, فدخلوا البيوت, فدخل عليهم أجواف البيوت, فأخذ بأنفاسهم, فخرجوا من البيوت هرابا (3) إلى البرية, فبعث الله عليهم سحابة, فأظلتهم من الشمس, فوجدوا لها بردا ولذة, فنادى بعضهم بعضا, حتى إذا اجتمعوا تحتها, أرسلها الله عليهم نارا. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشعراء - الآية 189. قال عبد الله بن عباس: فذلك عذاب يوم الظلة, (إنه كان عذاب يوم عظيم). حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: " يَوْمُ الظُّلَّةِ" قال: إظلال العذاب إياهم. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) قال: أظلّ العذابُ قوم شُعيب. قال ابن جُرَيج: لما أنـزل الله عليهم أوّل العذاب, أخذهم منه حر شديد, فرفع الله لهم غمامة, فخرج إليها طائفة منهم ليستظلوا بها, فأصابهم منها روح وبرد وريح طيبة, فصبّ الله عليهم من فوقهم من تلك الغمامة عذابا, فذلك قوله: ( عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ).
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشعراء - الآية 189
⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد: ﴿عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾ قال: أظلّ العذابُ قوم شُعيب. قال ابن جُرَيج: لما أنزل الله عليهم أوّل العذاب، أخذهم منه حر شديد، فرفع الله لهم غمامة، فخرج إليها طائفة منهم ليستظلوا بها، فأصابهم منها روح وبرد وريح طيبة، فصبّ الله عليهم من فوقهم من تلك الغمامة عذابا، فذلك قوله: ﴿عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر بن راشد، قال: ثني رجل من أصحابنا، عن بعض العلماء قال: كانوا عطلوا حدّا، فوسع الله عليهم في الرزق، ثم عطلوا حدّا، فوسع الله عليهم في الرزق، ثم عطلوا حدّا، فوسع الله عليهم في الرزق، فجعلوا كلما عطلوا حدّا وسع الله عليهم في الرزق، حتى إذا أراد إهلاكهم سلط الله عليهم حرّا لا يستطيعون أن يتقارّوا، ولا ينفعهم ظل ولا ماء، حتى ذهب ذاهب منهم، فاستظلّ تحت ظلة، فوجد روحا، فنادى أصحابه: هلموا إلى الروح، فذهبوا إليه سراعا، حتى إذا اجتمعوا ألهبها الله عليهم نارا، فذلك عذاب يوم الظلة. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابر، عن ابن عباس، قال: من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة؟ فكذِّبْه.
بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ
نهاهم أولاً عن نقص المكيال والميزان إذا أعطوا الناس، ثم أمرهم بوفاء الكيل والوزن، ونهاهم عن العثو في الأرض بالفساد وقد كانوا يقطعون الطريق، وقوله: {بقيَّتُ الله خير لكم} بضم التاء كما في الرَّسم العثمانيّ، قال ابن عباس: رزق الله خير لكم، وقال الحسن: رزق الله خير لكم من بخسكم الناس، وقال الربيع: وصية اللّه خير لكم، وقال مجاهد: طاعة الله، وقال قتادة: حظكم من الله خير لكم. وقال ابن جرير: أي ما يفضل لكم من الربح بعد وفاء الكيل والميزان خير لكم من أخذ أموال الناس، قلت: ويشبه قول القرآن: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث} الآية، وقوله: {وما أنا عليكم بحفيظ} أي برقيب ولا حفيظ أي افعلوا ذلك لله عزَّ وجلَّ، لا تفعلوا ليراكم الناس بل لله عزَّ وجلَّ. قَالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آباؤُنَا أَو أنْ نَفعَل في أمْوالِنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرَّشيد
يقولون له على سبيل التهكم - قبحهم الله - {أصلاتك} أي قراءتك قاله الأعشى، {تأمرك
أن نترك ما يعبد آباؤنا} أي الأوثان والأصنام، {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} فنترك التطفيف عن قولك، وهي أموالنا نفعل فيها ما نريد، قال الحسن في الآية: أي والله إن صلاته لتأمرهم أن يتركوا ما كان يعبد آباؤهم، وقال الثوري في قوله: {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} يعنون الزكاة، {إنك لأنت الحليم الرَّشيد؟! }
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين
عطف على جملة وما أكثر الناس إلخ. هاتان الآيتان متصل معناهما بما تضمنه قوله تعالى ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك إلى قوله إن هو إلا ذكر للعالمين وقوله قل هذه سبيلي الآية ، فإن تلك الآي تضمنت الحجة [ ص: 67] على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاءهم به ، وتضمنت أن الذين أشركوا غير مصدقينه عنادا وإعراضا عن آيات الصدق. فالمعنى أن إرسال الرسل عليهم السلام سنة إلهية قديمة فلماذا يجعل المشركون نبوءتك أمرا مستحيلا فلا يصدقون بها مع ما قارنها من آيات الصدق فيقولون أبعث الله بشرا رسولا ، وهل كان الرسل عليهم السلام السابقون إلا رجالا من أهل القرى أوحى الله إليهم فبماذا امتازوا عليك. منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - المسابقة القرآنية : الجواب المدلول في أسباب النزول. فسلم المشركون ببعثتهم وتحدثوا بقصصهم وأنكروا نبوءتك. وراء هذا معنى آخر من التذكير باستواء أحوال الرسل عليهم السلام وما لقوه من أقوامهم فهو وعيد باستواء العاقبة للفريقين.
منتدى الآصالة والتاريخ حريب بيحان - المسابقة القرآنية : الجواب المدلول في أسباب النزول
وقال الزمخشري في الأساس " ويقال لأصحاب الأخبية: هم أهل عمود ، وأهل عماد ، وأهل عمد" ، وروى صاحب اللسان بيتًا ، وهو: ومَــا أهْــلُ العَمُــود لنَـا بـأَهْلٍ ولاَ النَّعَــمُ المُسَــامُ لَنــا بمَــالٍ فهذا قول رجل يبرأ من أن يكون من أهل البادية ، فذكر الخصائص التي يألفها أهل البادية ، ويكونون بها أهل بادية. (14) هذا موجز كلام الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية. (15) لم أعرف قائله. (16) رواهما الفراء في معاني القرآن ، في تفسير الآية. وكان في المطبوعة: " ولو أفزت" ، وهو خطل محض ، وفي المخطوطة " ولو أفرت" ، غير منقوطة ، وهو تصحيف. و " الهجين" ، ولد العربي لغير العربية. و " أقوت الدار": أقفرت وخلت من سكانها. وظاهر هذا الشعر ، أن قائله يقوله في رجل من بني عبس ، كان هجينًا ، فمدح فقعسًا وذم قومه لخذلانهم إياه. فهو يقول له: لو فارقت عبس مكانها وأفردتك فيه ، لعرفت الذل عرفانًا يقينًا. (17) في المطبوعة والمخطوطة: " عرفانا به" ، وكأن الصواب ما أثبت. وفي الفراء: " عرفانًا يقينًا" ، بغير " له" ، وهو أجود. (18) في المطبوعة: " بما قبلهم من الأمم" ، والصواب من المخطوطة.
60ـ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ (2)
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قَدْ ذَكَرْتُ في الدَّرْسِ السَّابِقِ أَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَطَلَّعُ إلى الرُّجُولَةِ التي تُنَاصِرُهُ، وَقُلْتُ إِنَّ وَصْفَ الرُّجُولَةِ وَصْفٌ اتَّصَفَ بِهِ المُصْطَفَوْنَ الأَخْيَارُ، كَمَا قَالَ تعالى في سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾. فَالرُّجُولَةُ مَطْلَبٌ يَسْعَى للتَّجَمُّلِ بِخَصَائِصِهَا أَصْحَابُ الهِمَمِ العَالِيَةِ، وَيَسْمُو بِمَعَانِيهَا الرِّجَالُ الذينَ عِنْدَهُمُ الجِدُّ وَالعَزِيمَةُ عَلَى السَّيْرِ في طُرُقِ الكَمَالِ. سِمَاتُ الرُّجُولَةِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الرُّجُولَةُ وَصْفٌ لِرِجَالٍ مَا شَغَلَتْهُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَةِ، قَالَ تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾.