روي هذا عن ابن عباس، وعكرمة -حتى قال عكرمة: من جمع القرآن لم يرد إلى أرذل العمر. واختار ذلك ابن جرير. ولو كان هذا هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك؛ لأن الهرم قد يصيب بعضهم، وإنما المراد ما ذكرناه، كقوله: { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} [ العصر: 1 -3]. وقوله: { فلهم أجر غير ممنون} أي: غير مقطوع، كما تقدم. ثم قال: { فما يكذبك} يعني: يا ابن آدم { بعد بالدين} ؟ أي: بالجزاء في المعاد وقد علمت البدأة، وعرفت أن من قدر على البدأة، فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى، فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا؟
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور قال: قلت لمجاهد: { فما يكذبك بعد بالدين} عنى به النبي صلى الله عليه وسلم قال: معاذ الله! عنى به الإنسان. سورة النازعات تفسير. وهكذا قال عكرمة وغيره. وقوله: { أليس الله بأحكم الحاكمين} أي: أما هو أحكم الحاكمين، الذي لا يجور ولا يظلم أحدا، ومن عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه. وقد قدمنا في حديث أبي هريرة مرفوعا: "فإذا قرأ أحدكم { والتين والزيتون} فأتى على آخرها: { أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين".
- إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة النازعات- الجزء رقم17
- تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس – موسوعة صحتي الطبية
إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة النازعات- الجزء رقم17
ثم قال تعالى: ﴿فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡـَٔاخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰۤ (٢٥) إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّمَن یَخۡشَىٰۤ (٢٦) ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَاۤءُۚ بَنَىٰهَا (٢٧) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا (٢٨)﴾ صدق الله العظيم [النازعات ٢٥-٢٨] جعله الله عبرة لمن يعتبر، بعد ذكر هلاك الطاغية فرعون، تكلم عن قدرته في خلق المخلوقات، فذكر السماء، والأرض، وباقي المخلوقات. بعد ذلك ختم السورة بذكر أهوال يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ مَتَـٰعࣰا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٣) فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلطَّاۤمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ (٣٤) یَوۡمَ یَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ (٣٥) وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِیمُ لِمَن یَرَىٰ (٣٦)﴾ صدق الله العظيم [النازعات ٣٣-٣٦] الطامة: يوم القيامة.
( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) وهم الملائكة أيضا، تجتذب
الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار. ( وَالسَّابِحَاتِ) أي: المترددات في الهواء
صعودا ونزولا (
سَبْحًا)
( فَالسَّابِقَاتِ) لغيرها ( سَبْقًا) فتبادر لأمر الله، وتسبق
الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه. ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) الملائكة، الذين وكلهم الله
أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار،
والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار [ وغير ذلك]. ( يَوْمَ تَرْجُفُ
الرَّاجِفَةُ) وهي
قيام الساعة، (
تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) أي:
الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها، ( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ) أي: موجفة ومنزعجة من شدة ما
ترى وتسمع. ( أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ) أي: ذليلة حقيرة، قد ملك
قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف [ واستولت عليهم] الحسرة. يقولون
أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب: ( أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً) أي: بالية فتاتا. ( قَالُوا تِلْكَ إِذًا
كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ) أي:
استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا [ منهم] بقدرة
الله، وتجرؤا عليه.
تاريخ النشر: الثلاثاء 13 رجب 1424 هـ - 9-9-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 37051
129402
0
368
السؤال
أود أن أسأل عن مدى صحة الحديث الشريف القائل فيه صلى الله عليه وسلم: "اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس"؟ كما أود أن أعرف ما معنى كلمة: "العرق دساس"؟
وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذا الحديث قد ضعفه أكثر أئمة الحديث، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 24520. أما معنى العرق دساس، فقد فسره السفاريني في غذاء الألباب بقوله: وقوله: فإن "العرق دساس" أي دخّال بالتشديد، لأنه نزع في خفاء ولطف، ومعناه أن الرجل إذا تزوج من منبت صالح، جاء الولد يشبه أهل الزوجة في الأعمال والأخلاق وعكسه. تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس – موسوعة صحتي الطبية. انتهى. والله أعلم.
تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس – موسوعة صحتي الطبية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مقولة: العرق دساس.. مقولة منتشرة في مجتمعنا والبعض يعتقد أنها حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم..
لكن في هذا الموضوع توضيح للحقيقة الغائبة.. أسأل الله أن يجد الحق قبولاً في قلوبكم:
تخيروا لنطوفكم فان العرق دساس
أخي الكريم:
الحديث عند ابن ماجه وقد انفرد به عن اصحاب الكتب التسعة. 1958حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ).
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟
قَالَ: «المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ فِي المَنْبَتِ السُّوءِ». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. هَذِهِ الأَحَادِيثُ الضَّعِيفَةُ كُلُّهَا تُشِيرُ إلى انْتِقَاءِ المَرْأَةِ الصَّالِحَةِ، التي نَشَأَتْ في بَيْتٍ صَالِحٍ، وَرُبِّيَتْ عَلَى الصَّلَاحِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ».