يقول الناس اليوم» (لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن أهنته أهانك). لم يكن العرب غافلين عن دور الكلمة، وأنها أمانة في رقبة المتكلم؛ حتى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توجه بالنصح إلى معاذ قال: (يا معاذ: أنت سالم ما سكتَّ، فإذا تكلمت، فعليكَ، أو لك،.. أجل.. فإن كلامك من عملك: يشهد لك أو يشهد ضدك، إن الكلمة من قائلها بمعناها في نفسه، لا بمعناها في نفسها، وهو حين ينطق بها، فإنها تحكم عليه، أكثر مما يحكم هو عليها، وهي حين تكون محكومة معقولة، فإنها تجيء لتوضح حقاً، أو تدحض باطلاً، أو تنشر حكمة، أو تذكر نعمة، وأما حين تكون هوجاء طائشة فإنها قد تكشف عن جهل، أو تسبب ضراً، أو تذيع سراً، أو تتلف نفساً). وقديماً قال سقراط لشاب كان يديم الصمت: تكلمْ حتى أراكَ، وإلى هذا المعنى أشار الإمام علي - كرم الله وجهه - حين قال: تكلموا تُعرَفُوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه». إنه لا شيء أولىَ بطول حبس من لسان يقصر عن الصواب، ويسرع إلى الجواب، لا حاجة بالعاقل إلى التكلم إلا لعلم ينشره، أو غُنم يكسبه.. فمن أمانة الكلمة حُسن استخدامها.. فهي الدالة على ما يريده صاحبها.. صادقاً أو كاذباً.. جريدة الجزيرة|الرياضة - الاربعاء 19 رمضان 1443. محقاً أو مرائياً..
وقضية هامة تطل عليّ الآن.. لماذا اشتهر الشعراء وعلت مكانة الأدباء؟ هل بأسمائهم - بمكانتهم الاجتماعية؟ بما لهم؟ أبداً.. إنهم لم يشتهروا ويعيشوا عصرهم والعصور بعدهم إلا بكلماتهم التي أودعوا فيها مشاعرهم وأفكارهم.. وطرحوا بها آراءهم.. فإن قالوا حقاً فقد وعوا الأمانة.. وإن نافقوا فقد خانوها.
جريدة الجزيرة|الرياضة - الاربعاء 19 رمضان 1443
السبت 11 محرم 1437 هـ(أم القرى) - 24 اكتوبر 2015م - العدد 17288
آه لو تدري عن الليل وش سوى بي
ياحبيبٍ غيبتك بهذله وعقوبه
ليل موحش والقمر في غيابك غابي
واعذاب المبتلى بالهوى ودروبه
عايشٍ مع ذكرياتك ولايدرى بي
واجحد الفرقا وهي نارها مشبوبه
آتصبر لا اتهوّر واشق ثيابي
ومايلام اللي تحرّى وصل محبوبه
صبتني بعيونك النجل والاهدابي
ومانويت اغض طرفي واقول التوبه
واعذاب العاشق المغرم المنصابي
كن روحه من جفا صاحبه مسلوبه
دام خله كامل الزين ماينعابي
والدلع والملح في هرجته عذروبه
وانت من قفيت جفني جفى الاهدابي
والعيون من السهر كنها مضروبه
شفت صدك يامنى الروح وش سوى بي؟
اشهد ان البعد بلوى واذى وعقوبه
صور شاعرية
يا دار وين أحبابنا اليوم يا دار
يا دار وين الحب وين المحبين
يا دار كيف تحْولت جنتك نار
وتغيّرت الأحوال حينٍ بعد حين
هنا لوقفات المها باقي آثار
هنا لعبنا بالسواقي وبالطين
يا دار ما عينت مثلك ولا دار
اللّي ربابك صاحبي كامل الزين
لاجت هبوب الريح منهم بتذكار
أعوي عوى سرحان والناس ممسين
واليا ذكرته شب في ضامري نار
أنا أشهد إن أهل المحبه مساكين
شعر - على بن محمد القحطاني
من جملة الصفات العملية التي تتمتع بها السيدة الجليلة حديث هي الرواية الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة، بل أكثر من ذلك كانت الشيعة ترجع اليها في أمورهم بعد ما استشهد الإمام الحسن العسكري عليه السلام، فلا نستعظم تصدّيها لبيان أحكام الشرع الحنيف، فقد عاشت، وترعرعت في بيت العصمة والعلم والحكمة إضافة إلى ما حباها الله من الكمال والاصطفاء، فقد كانت إحدى الرواة التي حظيت بالتأييد والوثاقة من قبل المعصوم علیه السلام، وكيف لا تكون ذلك؟! وهي أم حجة الله على الخلق وجدة صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. قصص عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام - منتدى الكفيل. السيد محمد سبع الدجيل عليه السلام من أولادها:
ومن أولادها السيد محمد بن علي الهادي المعروف بسبع الدجيل صاحب المقامات والكرامات العالية، شخصية فذّه ترقّبتها الأنظار لخلافة أبيه؛ لسموّ شأنه وعظيم أخلاقه ومكانته عنده وعند أخيه الحسن العسكري عليه السلام. قدِم سامراء لزيارة أبيه إلا أن الأجل وافاه، ودفن في منطقة بَلد قرب سامراء. شكّك البعض في سبب وفاة السيد محمد عليه السلام، وأوعزوا باحتمال مقتله على يد العباسيين الذين أشخصوا رؤساء بني هاشم وساداتهم من البلدان، وفرضوا عليهم الإقامة الجبرية في سامراء.
الامام حسن العسكري بجدة
مما روي من أقوال في قصار المعاني عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام). 1- قَالَ (ع): لَا تُمَارِ فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ وَ لَا تُمَازِحْ فَيُجْتَرَأَ عَلَيْكَ. من أقوال الإمام الحسن العسكري (ع) - السيد محمود الموسوي. 2- وَقَالَ(ع): مَنْ رَضِيَ بِدُونِ الشَّرَفِ مِنَ الْمَجْلِسِ لَمْ يَزَلِ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقُومَ. 3- وَكَتَبَ (ع) إِلَى رَجُلٍ سَأَلَهُ دَلِيلًا:
مَنْ سَأَلَ آيَةً أَوْ بُرْهَاناً فَأُعْطِيَ مَا سَأَلَ ثُمَّ رَجَعَ عَمَّنْ طَلَبَ مِنْهُ الْآيَةَ عُذِّبَ ضِعْفَ الْعَذَابِ وَ مَنْ صَبَرَ أُعْطِيَ التَّأْيِيدَ مِنَ اللَّهِ وَ النَّاسُ مَجْبُولُونَ عَلَى حِيلَةِ إِيثَارِ الْكُتُبِ الْمُنَشَّرَةِ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّدَادَ فَإِنَّمَا هُوَ التَّسْلِيمُ أَوِ الْعَطَبُ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ.
الأمام حسن العسكري عليه السلام
ألقابه عليه السلام
للإمام الحسن العسكري عليه السلام ألقاب كثيرة جاءت بها النصوص المأثورة عن أهل بيت
العصمة عليهم السلام وألقاب أطلقها عليه الرواة عنه، كما وردت في كتب الرجال. ألقابه عند أهل البيت عليهم السلام
«العسكري، الرفيق، الزكي، الفاضل، الأمين، الميمون، النقي، الطاهر، الناطق عن الله،
المؤمن بالله، المرشد إلى الله، الصادق، الصامت، الأمين على سرّ الله، العلاّم، ولي
الله، سراج أهل الجنة، خزانة الوصيين». الامام حسن العسكري لمحاربة الإرهاب. العسكري
روى الحرّ العاملي عن الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة بسنده عن أبي خالد الكابلي،
قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين عليهما السلام وفي يده صحيفة، فقلت: ما هذه
الصحيفة؟ فقال: «هذه نسخة اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وفيه اسم الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و.... وابنه
الحسن العسكري... ». ألقابه المشهورة في الكتب
اشتهر أيضاً بألقاب شريفة، كلّ لقب يمثّل صفة بارزة من صفاته الحميدة عليه السلام:
كالهادي والمهتدي والمضيء والشافي، والمرضيّ، والخالص، والخاص والتقي والشفيع
والموفي والسخي والمستودع. النص على إمامته عليه السلام
روي عن الإمام علي الهادي عليه السلام في النص على إمامة ولده الحسن العسكري روايات
كثيرة منها:
1.
الامام حسن العسكري لمحاربة الإرهاب
فدع من ذهب يميناً وشمالاً ، فإن الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي ». كيف تنتصر على عدوك ؟
والانتصار على العدو في نظر الإمام عليه السلام ليس بالسلاح أو سوء الخلق ، بل يكون بالورع والكرم والحلم ، حيث يؤدي إلى كثرة الأصدقاء الذين يثنون عليك ، فالتقوى وحسن الطباع والسلم واللاعنف كلها سمات تسمو بالإنسان فتحبب الآخرين إليه ، وكلما ازداد حب الناس في المجتمع إليك زادت قوتك في وجه أعدائك.. إنه يقول: « من كان الورع سجيته ، والكرم طبيعته ، والحلم خلّته ، كثر صديقه والثناء عليه ، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه » ، وورد عنه أيضاً: « من كان الورع سجيّته والأفضال حليته ، انتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه ، وتحصّن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه ».
الامام حسن العسكري بالجنوب
البحار: ج 5، ص 308). حاله عليه السلام في حبس النحرير
وعنه عن الكليني عن علي بن محمد، عن جماعة من أصحابنا قالوا: «سُلّم أبو محمد عليه
السلام إلى نحرير، وكان يضيّق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتّق الله فإنّك لا
تدري من في منزلك. وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت: إنّي أخاف عليك منه، فقال: والله
لأرمينّه بين السباع، ثم استأذن في ذلك، فأذن له، فرمى به إليها فلم يشكّوا في
أكلها، له فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه السلام قائماً يصلي وهي
حوله، فأمر بإخراجه إلى داره(الإرشاد: ص 344، إعلام الورى: ص 360. البحار: ج 50، ص
309). حاله عليه السلام في حبس علي بن جرين
لما حبس المعتمد العباسي الإمام عند علي بن جرين في سنة ستّين ومائتين كان يسأل
عليّاً عن أخباره في كل وقت، فيخبره أنه يصوم النهار ويصلي الليل(مهج الدعوات: ص
275. البحار: ج 50، ص 313). صومه عليه السلام في السجن
وعن أبي هاشم الجعفري قال: كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر، أنا
والحسن بن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان إذ دخل علينا أبو محمد
الحسن وأخوه جعفر... الامام حسن العسكري بالجنوب. وكان الحسن عليه السلام يصوم النهار، فإذا أفطر أكلنا معه من
طعام كان يحمله مولاه إليه في جؤنة مختومة، وكنت أصوم معه(إثبات الهداة: ج 3، ص
416).
ثمّ قال: ( أنت يا فلان ، أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟) قال: نعم يا ابن رسول الله ، قال: ( فردّه). ثمّ قال: ( وأنت يا فلانة أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟) قالت: نعم ، قال: ( فردّيه). فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه حتّى ردّوا جميع ما أخذوه. الامام حسن العسكري بجدة. 2 - قال أبو هاشم الجعفري: إنّ أبا محمّد عليه السلام ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه ، فبينا نسير وهو قدّامي وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دين كان عليّ قد حان أجله ، فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه. فالتفت إلي فقال: ( يا أبا هاشم الله يقضيه) ، ثمّ انحنى على قربوس سرجه ، فخطّ بسوطه خطّة في الأرض ، وقال: ( انزل فخذ واكتم). فنزلت فإذا سبيكة ذهب ، قال: فوضعتها في خفي وسرنا ، فعرض لي الفكر ، فقلت: إنّ كان فيها تمام الدين وإلاّ فإنّي أرضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها. فالتفت إليّ ثمّ انحنى ثانية ، وخطّ بسوطه خطّة في الأرض مثل الأولى ، ثمّ قال: ( انزل فخذ واكتم). قال: فنزلت ، وإذا سبيكة فضّة فجعلتها في خفي الآخر ، وسرنا يسيراً ، ثمّ انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي ، فجلست فحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ، ثمّ وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ، ثمّ نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه ، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الاقتصاد ، بلا تقتير ولا إسراف ، ثمّ وزنت سبيكة الفضة ، فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت.