فهذه بعض نصوص في شأن إزالة الأقذار والنجاسات والملوثات من الطريق ومن البيت، وهي نصوص من الكثرة والقطعية في الثبوت والدلالة مما لا يترك للمسلم وجهًا من وجوه التفريط والإهمال، لا نقول: في تحري النظافة؛ بل في ترك إماطة الأذى والقعود عن تطهير الأرض. وهكذا سار المنهج الإسلامي فأثمر سلوكًا وطريقة حياة؛ فمن خلال النهي عن الإفساد فى الأرض قَطَع الإسلام طريق تلويثها، فكان المسلم أرأف الناس بالأرض، وأحرصهم على طهارتها وصيانتها من كافة وجوه وأنواع الفساد، ثُمَّ من خلال الحثِّ على إماطة الأذى أسهم المسلم في تطهير الأرض من الملوثات والأقذار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها (58) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأحمد (8913)، وابن حبان (166). [2] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من أخذ بالركاب ونحوه (2827)، وأحمد (8593). [3] البخاري: كتاب المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به (2340)، ومسلم: كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء (1914). [4] ابن ماجه: كتاب الأدب، باب إماطة الأذى عن الطريق (3682)، وصححه الألباني في التعليق على ابن ماجه.
- إماطة الأذى عن الطريق منتديات
- إماطة الأذى عن الطريق من :
إماطة الأذى عن الطريق منتديات
ملخص المقال
إماطة الأذى عن الطريق مقال للدكتور راغب السرجاني يتحدث فيه عن عناية الإسلام بإماطة الأذى عن الطريق وتطهير الأرض كما يبين أن إماطة الأذى علامة من علامات
بلغت العناية الإسلامية بأمر تطهير الأرض ونظافتها أن كانت الأعمال الصغيرة في هذا الباب -تلك التي لم تلتفت لها حضارة ولا فلسفة ولا منهج من قبل- قد بلغت أن تصبح جزءًا من قضية المسلم الكبرى؛ ألا وهي قضية الإيمان. فلقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ إماطة الأذى عن الطريق جزءٌ من الإيمان؛ فقال صلى الله عليه وسلم: " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ؛ فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ " [1]. وإماطة الأذى عن الطريق تعني تنحية وإبعاد كلِّ ما يُؤْذِي؛ من حجرٍ أو شوكٍ أو غيره، والعموم في قوله صلى الله عليه وسلم: " الأَذَى " لا ريب يدخل فيه كلُّ ما تمَّ اكتشاف خطورته أو ضرره على الصحة العامة. أجر مَن يُميط الأذى عن الطريق
وإماطة الأذى تساوي أجر صدقة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "... يُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " [2].
إماطة الأذى عن الطريق من :
معنى إماطة الأذى
هو إبعاد وإزالة كل ما يمكن أن يسبب أذى للمارة في الطريق، سواء كان هذا الأذى مادياً أو معنوياً، والحفاظ على نظافة الشوارع، بالإضافة إلى غض البصر عن النساء في الطرقات أو بداخل السيارات حتى لا يتسبب ذلك في أذى لهن.
[16] مسلم: كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا... (1298). [17] أبو داود: كتاب الصلاة، باب اتخاذ المساجد في الدور (456)، وأحمد (20196) واللفظ له، والترمذي (594)، وابن ماجه (759)، وابن حبان (1634) وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط البخاري. [18] أبو داود: كتاب الطهارة، باب في البول في المستحم (27)، والنسائي (36)، وابن ماجه (304)، وأحمد (20588)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7597)، ورواه البخاري ومسلم بلفظ: " لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ... ".