لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) ( لتستووا على ظهوره) أي: لتستووا متمكنين مرتفقين ( على ظهوره) أي: على ظهور هذا الجنس ، ( ثم تذكروا نعمة ربكم) أي: فيما سخر لكم ( إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) أي: مقاومين. ولولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه. قال ابن عباس ، وقتادة ، والسدي وابن زيد: ( مقرنين) أي: مطيقين.
تفسير سورة الزخرف - تفسير قوله تعالى وما كنا له مقرنين
قوله - تعالى -: وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. يعني - جل وعلا - أنه جعل لبني آدم ما يركبونه من الفلك التي هي السفن ، ومن الأنعام ليستووا ، أي يرتفعوا معتدلين على ظهوره ، ثم يذكروا في قلوبهم نعمة ربهم عليهم بتلك المركوبات ، ثم يقولوا - بألسنتهم مع تفهم معنى ما يقولون -: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وقوله: " سبحان " قد قدمنا في أول سورة " بني إسرائيل " معناه بإيضاح ، وأنه يدل على تنزيه الله - جل وعلا - أكمل التنزيه وأتمه ، عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله ، والإشارة في قوله: هذا راجعة إلى لفظ ما من قوله: ما تركبون وجمع الظهور نظرا إلى معنى ما; لأن معناها عام شامل لكل ما تشمله صلتها ، ولفظها مفرد ، فالجمع في الآية باعتبار معناها ، والإفراد باعتبار لفظها. [ ص: 87] وقوله: الذي سخر لنا هذا أي الذي ذلل لنا هذا الذي هو ما نركبه من الأنعام والسفن; لأن الأنعام لو لم يذللها الله لهم لما قدروا عليها ، ولا يخفى أن الجمل أقوى من الرجل ، وكذلك البحر لو لم يذلله لهم ويسخر لهم إجراء السفن فيه لما قدروا على شيء من ذلك. وقوله - تعالى -: وما كنا له مقرنين أي مطيقين.
دُعَاءُ الرُّكُوبِ - (( بِسْمِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ â سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ á الحَمْدُ لِلَّـهِ، الحَمْدُ لِلَّـهِِ، الحَمْدُ لِلَّـهِِ، اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ)) ( [1]). - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضى الله عنه. قوله: " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا" أي: أسبح الله الذي جعل هذا مسخراً مطيعاً لنا. قوله: " وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ " أي: مطيقين، وقيل: مالكين. قوله: " وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ " أي: راجعون إليه في الآخرة، والانقلاب الانصراف. قوله: (( إني ظلمت نفسي)) اعتراف بالتقصير والذنب. ( [1]) أبو داود (3/34) [برقم (2602)]، والترمذي (5/510) [برقم (3446)]، وانظر (( صحيح الترمذي)) (3/156). (ق).