تاريخ الإضافة: 12/9/2017 ميلادي - 21/12/1438 هجري
الزيارات: 12605
تفسير: (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)
♦ الآية: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (28). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ أَيْ: محنةٌ يظهر بها ما في النَّفس من اتِّباع الهوى أو تجنُّبه ولذلك مال أبو لبابة إلى قُريظة في إطلاعهم على حكم سعد لأنَّ ماله وولده كانت فيهم ﴿ وإنَّ الله عنده أجر عظيم ﴾ لمن أدى الأمانة ولم يخن. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التغابن - الآية 15. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾، قِيلَ: هَذَا أَيْضًا فِي أَبِي لُبَابَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَمْوَالَهُ وَأَوْلَادَهُ كَانُوا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ مَا قَالَ خَوْفًا عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: هَذَا فِي جَمِيعِ النَّاسِ.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التغابن - الآية 15
والإذن الإطلاق في الفعل ، تقول: يسمع بالإذن ، فهذا أصله ، ثم قد يتسع فيه بما يقارب هذا المعنى. ثم قال ( وإن تعفوا) يعني تتركوا عقابهم ( وتصفحوا) وتعرضوا عما كان منهم ( و تغفروا) أي تستروا ذنوبهم إذا تابوا وأقلعوا عنها ( فإن الله غفور) أي ستار على خلقه ( رحيم) بهم. ثم قال ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي محنة وابتلاء. وقال قتادة: يعني بلاء. والفتنة المحنة التي فيها مشقة تمنع النفس عما تدعو إليه الشهوة ( والله عنده أجر عظيم) أي ثواب جزيل على الصفح والعفو وغيرهما من الطاعات.
وقال الجمل: قال الحسن في قوله- تعالى-: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ أدخل- سبحانه- مِنْ للتبعيض، لأنهم كلهم ليسوا بأعداء، ولم يذكر من في قوله نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ، لأنهما لا يخلوان من الفتنة، واشتغال القلب بهما، وقدم الأموال على الأولاد، لأن الفتنة بالمال أكثر. وترك ذكر الأزواج في الفتنة، لأن منهن من يكن صلاحا وعونا على الآخرة. وقوله- سبحانه-: اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌمعطوف على جملةنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ. أى: والله- تعالى- عنده أجر عظيم، لمن آثر محبة الله- تعالى- وطاعته، على محبة الأزواج والأولاد والأموال. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم) يقول تعالى: إنما الأموال والأولاد فتنة ، أي: اختبار وابتلاء من الله لخلقه. ليعلم من يطيعه ممن يعصيه.