وهناك القصاص فيما هو اعتداء على النفس قتلا أو إيذاء، ولولي الدم أن يعفو أو يقتص بالمثل من المعتدي، وهناك التعزير، ويترك تقدير العقوبة لولي الأمر والقضاء، مع الانتباه لما يسمى بالحق العام للمجتمع في عقوبتي القصاص والتعزير. لا يمكن أن ننهض من دون عدالة والتزام بالقانون ومعرفة الحقوق: ما لك وما عليك. وكل منا راع ومسؤول عن رعيته، لا يجوز أن نمشي مكبين على وجوهنا، بل نمشي على صراط مستقيم واضح.
&Quot;ولا تزر وازرة وزر أخرى&Quot; - جريدة الغد
وروى الإمام أحمد: في مسنده (6) بسند جيد عن أبي بكر الصديق ا أنه خطب فقال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله ج يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". وفي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش ل أنها سألت رسول الله ج فقالت له: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث". والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وفيرة، يضيق المقام بذكرها وعرضها، والمقصود إزالة هذا الإشكال الذي قد يعرض لبعض القارئين في فهم هذه القاعدة القرآنية، والله سبحانه وتعالى أعلم. و قبيل أن أضع شباة القلم، أجره إلى قول المؤمل المحاربي:
قَد بَيَّنَ الله في الكتاب *** فلا وازِرَةٌ غَيرَ وِزرِها تزرُ
______________
(1) وقد نص على كونها قاعدة الإمام المجدد في تفسيره: (57). (2) ينظر: التحرير والتنوير لابن عاشور 5/293. (3) تفسير السعدي (318). (4) فتح الباري لابن حجر (13/4). القاعدة الثامنة: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) | موقع المسلم. (5) المسند 29/258 رقم (17720). (6) المسند 1/178.
العدل الإلهي: يقول عز وجل في القرآن الكريم :&Quot;ولاتزر وازرة وزر أخرى &Quot;
فالمفهوم المؤكد أن الإنسان المعتدي يتحمل مسؤولية ما اقترفت يداه، ولا علاقة لأي إنسان آخر به إلا إن كان شريكا له في جريمته. ونتذكر في هذا السياق قصة عمر رضي الله عنه لما بلغه مقتل أحد الناس في صنعاء واشترك في قتله أكثر من شخص فقال: "والله لو أن أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم أجمعين". وكم فرحت بما كان في بلدة الصريح قريبا، حين أعلن أهل المقتول بأن غريمهم هو القاتل وحده، ولا علاقة لأحد آخر بما فعل، بانتظار ما ينتج عن القضاء. العدل الإلهي: يقول عز وجل في القرآن الكريم :"ولاتزر وازرة وزر أخرى ". إذ هذا عين العقل والشرع؛ فما ذنب الناس أن يهَجَّروا ويتشتتوا ويتركوا أملاكهم ومصالحهم وشؤونهم؟ وما علاقة غير القاتل بما تم؛ أن يتهدده آخرون! ويبقى في قلق مستمر بأن دمه مهدور؟ كل ذلك ينبغي أن ينتهي دينيا ومجتمعيا وحضاريا. آن الأوان للدولة أن تتدخل مباشرة وتضع حدا لكل هذه التجاوزات، فغيرنا من البلدان ذات الطابع العشائري قد حُسم أمر القتل فيها بأن الأمر للقضاء، ولا يجوز لأي أحد أن يباشر إقامة العقوبة، فالأمر لولي الأمر، هكذا في الدين وفي منطق الأشياء، وإلا كانت الفوضى التي نشهد نماذج لها هنا في أردننا، وآن الأوان أن تتوقف. حري بكل أهل الخير والحكمة أن يساندوا ما تم، وأن يكون هناك ميثاق ديني عشائري بأن نعظم شرع الله وحرماته، وصدق الله: "لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ…" (الحج، الآية 30)، ويقول سبحانه: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج، الآية 32)، فلا بد من وقفة عامة من عشائرنا جميعا.
القاعدة الثامنة: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) | موقع المسلم
وهذا من عدله تعالى ، كما قال: ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى) [ فاطر: 18] ، وقوله ( فلا يخاف ظلما ولا هضما) [ طه: 112] ، قال علماء التفسير: فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ، ولا يهضم بأن ينقص من حسناته.
وحذف مفعول " تدع " لقصد العموم. والتقدير: وإن تدع مثقلة أي مدعو. وقوله " إلى حملها " متعلق بـ " تدع " ، وجعل الدعاء إلى الحمل لأن الحمل سبب الدعاء وعلته. ولا تزروا وازرة وزر اخرى بشرطة الجوف. فالتقدير: وإن تدع مثقلة أحدا إليها لأجل أن يحمل عنها حملها ، فحذف أحد متعلقي الفعل المجرور باللام لدلالة الفعل ومتعلقه المذكور على المحذوف. وهذا إشارة إلى ما سيكون في الآخرة ، أي لو استصرخت نفس من يحمل عنها شيئا من أوزارها ، كما كانوا يزعمون أن أصنامهم تشفع لهم أو غيرهم ، لا تجد من يجيبها لذلك. وقوله ولو كان ذا قربى في موضع الحال من " مثقلة " ، و " لو " وصلية كالتي في قوله تعالى فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به في سورة آل عمران. و الضمير المستتر في " كان " عائد إلى مفعول " تدع " المحذوف ، إذ تقديره: وإن تدع مثقلة أحدا إلى حملها كما ذكرنا ، فيصير التقدير: ولو كان المدعو ذا قربى ، فإن العموم الشمولي الذي اقتضته النكرة في سياق الشرط يصير في سياق الإثبات عموما بدليا. ووجه ما اقتضته المبالغة من " لو " الوصلية أن ذا القربى أرق وأشفق على قريبه ، فقد يظن أنه يغني عنه في الآخرة بأن يقاسمه الثقل الذي يؤدي به إلى العذاب فيخف عنه العذاب بالاقتسام.
بمعنى كل انسان الزمناه طائره في عنقه لا ذنب لامه او اخته او ابيه يوم يفر المرء من أخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه وكل نفس بما كسبت رهينة أي أنه لا تحمل نفس إثم نفس أخرى أي لا تتأثم نفس بما لنفس أخرى من الإثم فلا تؤاخذ نفس بإثم نفس أخرى.