السؤال: ما هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في صلاة المنفرد خلف الصف؟
الإجابة: قد اطلعت على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي أرفقته
بالرسالة وهو القول بصحة صلاة المنفرد خلف الصف للحاجة إذا لم يجد من
يصف معه، وهو قولٌ قويٌ بلا شك، ولكن الأصح منه والأوفق لظاهر السنة
عدم الصحة لأمور ثلاثة:
أولها: عموم قوله صلى الله عليه وسلم: " لا
صلاة لمنفرد خلف الصف " ولم يفصل. ثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم أمر من صلى خلف الصف وحده أن يعيد ولم
يستفصلِّ منه هل وجد أحداً أم لم يجد، ولو كان معذوراً عند عدم وجود
من يصف معه لاستفصله، ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز
عند أهل العلم. ثالثها: أن في ذلك سداً لذريعة التساهل بالصلاة خلف الصف منفرداً
بدعوى أنه لم يجد فُرجة في الصف، والغالب أنه لو لم يستعجل لوجد فرجة
في الصف أو تمكن من الوقوف عن يمين الإمام
وفق الله الجميع لما فيه رضاه. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - حكم صلاة المنفرد خلف الصف التام. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد
الثاني عشر. 2
1
13, 912
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - حكم صلاة المنفرد خلف الصف التام
ينظر: "فتح الباري" لابن حجر العسقلاني، (2/ 131، ط. دار المعرفة). فضل صلاة الجماعة وقد ذَكَر العلماء أَنَّ صلاة الجماعة هي شعار الإسلام؛ قال أبو عبد الله المواق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 396، ط. حكم صلاة المنفرد خلف الصفحة. دار الكتب العلمية): [قال ابن العربي: الصلاة في الجماعة معنى الدين، وشِعَار الإسلام] اهـ. وقال العلامة الدمياطي الشافعي في "إعانة الطالبين" (2/ 13، ط. دار الفكر): [الجماعة أولى؛ لأنها أكثر منه –الانفراد-.. وشِعَار الإسلام قائم بها] اهـ. والأصل في صلاة الجماعة أن يكون المأمومون صفوفًا متراصة تامة غير منقوصةٍ، وأَنْ لا يُشرع في صفٍّ حتى يَتم الذي قبله، فيبدأ بالصف الأول ثم الذي يليه، وهكذا إلى آخر الصفوف؛ فقد روى الإمام أبو داود في "سننه" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتِمُّوا الصفَّ الـمُقدَّم، ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِن نَقْصٍ فَليكُن فِي الصفِّ المؤخَّرِ». أحكام صلاة الجماعة فالمفهوم من الحديث أنَّه لا يُشرع في إنشاء صَفٍّ حتى يُتِمَّ ما قبله، فَيَبْدَأُ بإتمام الصَّفِّ الأول ثم الذي يَلِيهِ، وهكذا إلى آخر الصُّفُوفِ؛ قال البدر العيني في "شرحه على سنن أبي داود" (3/ 220-221، ط.
وأيضاً فإن أبا بكر لا يمكنه الرجوع إلى الصف. وأيضاً فإن من مصلحة الجماعة أن يكون إلى جنب النبي ليبلغهم تكبيره..
2- وفي تقدم المأموم الذي وجد الصف تاماً إلى جنب الإمام ، إيذاء للجماعة الذين سيتخطاهم ليصل إلى الإمام. 3- وفيه تفويت للمصافة لمن جاء بعده ؛ فإنه لو قام وحده وجاء آخر صار صفاً. وأما جذبه واحداً من المأمومين ليقف معه ففيه ثلاثة محاذير:
أحدها: فتح فرجة في الصف, والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالمراصة ونهى أن ندع فرجات للشيطان [ أحمد 5691 وأبو داود 666 ، وصححه الألباني في الصحيحة]. الثاني: أنه ظلم للمجذوب بنقله من المكان الفاضل إلى المكان المفضول. الثالث: أنه يشوش عليه صلاته, وربما ينازعه ويشاتمه إذا فرغ منها. حكم صلاة المنفرد خلف الصفحة الرئيسية. ولا يرد على هذا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن رآه يصلي وحده خلف الصف:
( ألا دخلت معهم أو اجتررت أحداً) فإنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة [ رواه الطبراني في الأوسط 8/374 وقال الهيثمي: ضعيف جدا). وأما تركه الجماعة وصلاته منفرداً ، فهو ترك لواجب الجماعة مع القدرة عليه ، فيكون وقوعاً في المعصية. وأما صلاته مع الجماعة خلف الصف فهو قيام بالواجب عليه بقدر المستطاع ؛ فإن المصلي مع الجماعة يلزمه أمران:
أحدهما: الصلاة في الجماعة.