كان قارون من قوم، هو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، وهو على قرابة من موسى عليه السلام، وقد أتاه الله من المال والكنوز ما تنأى الرجال عن حمله، فقال تعالى " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ "، وكان ظالما لقومه وبغى عليهم، حتى وصل الي التكبر عليهم فقد جعله فرعون ملكا على بنى اسرائيل. قارون من قوم بنى اسرائيل وهو من سلالة يعقوب عليه السلام، وكان هذا الاولى به ان يكون من المتقين وليس من المتكبرين المتغطرسين في الارض، فقد نهى الله عن التكبر حتى ان ابليس عليه لعنة الله طرد من الجنة بسبب تكبره، وبعد ان طغي وتجبر قارون خسف الله به الارض فقال في كتابه العزيز " فَخَسَفْنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٍۢ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ". السؤال: كان قارون من قوم الاجابة: كان قارون من قوم بنى اسرائيل
يعتبر قارون من قوم
إنا تبنا إليك سبحانك، فلك الحمد في الدنيا والآخرة. ولنعرج على تفسير ابن كثير لقوله:على علمٍ عندي…
فقد روي عن بعضهم أنه أراد: ( إنما أوتيته على علم عندي) إنه كان يعني علم الكيمياء الذي يعنى بتغير المعادن الرخيصة كالحديد والرصاص و النحاس إلى معادن ثمينة كالذهب والفضة والماس: وهذا القول ضعيف; لأن علم الكيمياء في نفسه علم باطل لأن قلب الأعيان لا يقدر أحد عليها إلا الله عز وجل ،
قال الله تعالى: ( يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له)[ الحج: 73] وفي الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " يقول الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ،
فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة ". وهذا ورد في المصورين الذين يشبهون بخلق الله في مجرد الصورة الظاهرة أو الشكل ، فكيف بمن يدعي أنه يحيل ماهية هذه الذات إلى ماهية ذات أخرى ، هذا زور ومحال ، وجهل وضلال. يعتبر قارون من قوم. وإنما يقدرون على الصبغ في الصورة الظاهرة ، وهو كذب وزغل وتمويه ، وترويج أنه صحيح في نفس الأمر ، وليس كذلك قطعا لا محالة. ولم يثبت بطريق شرعي أنه صح مع أحد من الناس من هذه الطريقة التي يتعاناها هؤلاء الجهلة الفسقة الأفاكون وأما ما يجريه الله تعالى من خرق العوائد على يدي بعض الأولياء من قلب بعض الأعيان ذهباً أو فضة أو نحو ذلك ، فهذا أمر لا ينكره مسلم ولا يرده مؤمن ، ولكن هذا ليس من قبيل الصناعات وإنما هذا عن مشيئة رب الأرض والسموات ، واختياره وفعله ،
كما روي عن حيوة بن شريح المصري ، رحمه الله ، أنه سأله سائل ، فلم يكن عنده ما يعطيه ، ورأى ضرورته ، فأخذ حصاة من الأرض فأجالها في كفه ، ثم ألقاها إلى ذلك السائل فإذا هي ذهب أحمر.
قارون كان من قوم
2022-01-29
قصص وحكايات
سر مال قارون
الثروة التي قتلت صاحبها: يروي لنا القرآن الكريم قصة قارون، وهو من قوم موسى. لكن القرآن لا يحدد زمن القصة ولا مكانها. فهل وقعت هذه القصة وبنو إسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج؟ أم وقعت بعد الخروج من مصر في حياة موسى؟ يحدثنا الله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء. فإذا كان حال مفاتيح الكنوز هكذا، فكيف كانت الكنوز ذاتها؟! سر مال قارون - حكاية مذهلة - موضوعي. سبحان الله!!! لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم ، أو ربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال ، كحق الفقراء في أموال الأغنياء ، أوربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب!!! ولكن يبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فقد حذروه من الفرح بما هو فيه من البطر الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال، ونصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال. وذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان ، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال ، حتى يرد الإحسان بالإحسان ، ولقد حذرونه من الفساد في الأرض ، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه ، فالله لا يحب المفسدين.
فلمَّا انتهتْ بقارون حالة البغْي والفخْر، وازَّيَّنت الدّنيا عنده، بغَتَه العذاب، فخسف اللهُ به وبدارِه الأرض، فما كان له من جَماعةٍ أو عصبة أو جنود ينصُرونه، فما نُصِر ولا انتصر، ثمَّ عرف الَّذين تمنَّوا مكانه بالأمس من الَّذين يريدون الحياة الدُّنيا أنَّ الله يضيق الرِّزْقَ على مَن يشاء ويبسطُه لمن يشاء، وعلموا أنَّ بسْطَه لقارون ليس دليلاً على محبَّته، وأنَّ الله منَّ عليْهِم فلم يُعاقبْهم على قولِهم، وإلاَّ أصبح حالُهم الهلاك كقارون - لعَنه الله. ولمَّا ذكر الله - تعالى - حالَ قارون وما صارتْ إليه عاقبةُ أمره، رغَّب في الدَّار الآخرة، وأخبرَ أنَّها دارُ الَّذين لا يريدون علوًّا؛ أي: رفعة وتكبُّرًا على عباد الله، ولا فسادًا، وهذا شامل لجميع المعاصي، وهؤلاء هم المتَّقون الَّذين لهم العاقبة الحميدة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِين ﴾ [الزخرف: 35] [1]. ومن فوائِد الآيات الكريمات:
أوَّلاً: أنَّ المال يكون وبالاً وحسْرة على صاحبِه إذا لَم يستخْدِمْه في طاعة الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36]، وقال تعالى: ﴿ فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 55].