قدِم جرير المدينة، فأتاه الشعراء وغيرهم وأتاه أشعب فيهم، فسلَّموا عليه وحادثوه ساعة ثم خرجوا، وبقي أشعب، فقال له جرير: أراك قبيحاً وأراك لئيم الحسب ففيم قعودك وقد خَرَجَ النَّاس؟ فقال: أصلحك الله؛ إنه لم يدخل عليك اليوم أحد أنفع لك مني. قال: وكيف ذلك؟ قال: لأني آخذ رقيق شعرك فأُزيِّنُهُ بحُسن صوتي، فقال له جرير: فقُل: فاندفع يغنيه:
يا أختَ نـاجيـة الســــــلام عليكــمُ.. قبــل الرحيل وقبل لوم العُذَّلِ لــو كُنتُ أعلــمُ أن آخــر عهـدكــم.. يــوم الرحيل فعلتُ ما لم أفعلِ
فاستخفَّ جرير جرير بن عطية الخطفي الطرب لغنائه بشعره، حتى زحَفَ إليه واعتنقه وقبَّلَ ما بين عينيه، وسأله عن حوائجه فقضاها له. أقوال العلماء فيه:-
قال ا بن خَلِّكان: "هو أشعر من الفرزدق عند أكثر أهل العلم بهذا الشأن، وأجمعت العلماء على أنه ليس في شعراء الإسلام مثل ثلاثة: جرير والفرزدق والأخطل". معلومات عن الشاعر جرير بن عطية. ابن خلكان صاحب "وفيات الأعيان"
قال أبو عبيدة عن جرير: ""كان مع حُسْنِ تشبيهه عفيفاً، وكان الفرزدقُ فاسقاً، وكان يقول: ما أحوجهُ إلى صلابة شِعري، وأحوجني إلى رِقَّة شِعره". قال محمد بن سلام الجمحي: سمعتُ يونس بن حبيب يقول: ما شهدتُ مشهداً قطّ وذُكِرَ فيه جرير والفرزدق فاجتَمَعَ أهلُ المجلسِ على أحدهما، وقال أيضاً: "الفرزدق أشعرُ خاصَّة وجرير أشعرُ عامَّة".
- جرير .. من أغزل الناس شعراً | تاريخكم
- جرير - مكتبة نور
- جرير | إحياء التراث الشعري
جرير .. من أغزل الناس شعراً | تاريخكم
هو الشاعر المشهور جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر بن سلم بن عوف بن كليب التميمي الخطفي، يكنى بأبي حزرة [1]، وهو من بنى كليب بن يربوع، وأمه أم قيس بنت معبد[2]، ولد في اليمامة سنة 28هـ= 640م[3]، وولدته أمه لسبعة أشهر[4.
جرير - مكتبة نور
وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم. وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس. وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال..
فهو إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة
وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية. جرير | إحياء التراث الشعري. جرير مفاخرًا هاجيًا:
كان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللذع والإيلام.. فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا، إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق. وقال في الهجاء:
فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فما هبت الفرزدق فد علمتم = وما حق ابن بروع أن يهابا
أعد الله للشعراء مني = صواعق يخضعون لها الرقابا
إذا غضبت عليك بنو تميم = حسبت الناس كلهم غضابا
وهناك التقى جرير بالفرزدق وأصبح بينهما منذ ذلك اليوم صولات وجولات في الهجاء والتي استمرت سنوات عديدة، لم تنتهي إلا بوفاة الفرزدق، والذي نعاه جرير قائلاً:
لعمري لقد أشجى تميما وهدها = على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفراق بنعشه = إلى جدث في هوة الأرض معمق
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي = إلى كل نجم في السماء محلق
ثم يقول:
عماد تميم كلها ولسانها = وناطقها البذاخ في كل منطق.
جرير | إحياء التراث الشعري
الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر موثوق بها. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. بحاجة لمصدر
يتميز اسلوبه بسهولة الألفاظ وهي ظاهرة في جميع شعره ، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل الذين كانت ألفاظهما أميل إلي الغرابة والتوعر والخشونة ، وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقي العذبة التي تشيع في شعره كله ، وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التوا.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا. جرير - مكتبة نور. إن اعتماد جرير علي الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلي سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه، إذ كان لشعره موسيقي تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص علي المعاني. ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء..
وكان لحياة جرير البدوية أثرها الكبير في شعره، كما كان لها أثرها في نفسه.. فتأثير النشأة البدوية واضح من جزالة ألفاظه ورقتها وسهولتها، إلا أن شعر جرير لم يخلص لأثر البادية وحدها، فقد كان للقرآن الكريم أثره في شعره، إذ لطف فيه من طابع البداوة، وكان له أثره في رقة ألفاظه وسهولة أسلوبه، كما كان له أثر في معانيه وأفكاره ، كما ان جرير لا يكثر من الصور البيانية في قصائدة.. ففي شعره يظهر الأسلوب البدوي، فهو قريب التناول جميل التعبير.
وَلا ذاتُ حَملٍ من نفاسٍ تَعَلَّتِ
هُوَ الوافِدُ المَجنُــورُ والحامِــلُ الذي.