وخسرت الليرة السورية قيمتها أكثر من 85 ضعفاً منذ مارس/آذار 2011، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي وقتها حوالي 50 ليرة سورية. وتعاني الأسر السورية من تدهور اقتصادي، حيث يبلغ معدل الراتب الشهري لموظفي الحكومة السورية حوالي 80 ألف ليرة سورية ما يعادل 20 دولارا أمريكيا، في حين كان متوسط الراتب عام 2011 حوالي 20 ألف ليرة سورية ما يعادل 400 دولار أمريكي.
- سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في المصرف المركزي ساما
سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في المصرف المركزي ساما
ويقول ل"المدن": "يدرك النظام أن ظهور الآثار السلبية لطرح عملة ذات قيمة مرتفعة يكون أسرع من التوسع في إصدار أوراق قديمة، إضافة إلى أن طباعة ورقة الألفي ليرة الجديدة بكميات كبيرة قادر على سد الحاجة من السيولة النقدية حالياً". ويرجح عزوز أن يواصل النظام طباعة الأوراق النقدية ذات الفئات العالية، لمعالجة التضخم والآثار التراكمية لقرارات النظام الأخيرة من زيادة كتلة الرواتب وغيرها، مع الفشل المتوقع لمشاريع تغطية عجز الموازنة، مشيراً إلى أن "هذا الأمر يحتاج الوقت واجراءات هو بغنى عنها، فضلاً عن الضرر الذي ستلحقه بالاقتصاد المحلي". وكان مشروع تغطية عجز الموازنة المقدر بنحو 5 آلاف و200 مليار ليرة لعام 2022، الذي أعلنت عنه وزارة المالية، قد أثار الشكوك في القدرة على تطبيقه، خاصة وأنه يعتمد على استقرار الإيرادات الاستثمارية وهي عبارة عن فوائض اقتصادية، ونجاح عملية تسويق سندات خزينة الدولة في ظل انهيار العملة المحلية. سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في المصرف المركزي ساما. التوسع في الإصدار النقدي
ويتخوف السوريون من مواصلة النظام زيادة ضخ الأموال وطرح فئة نقدية جديدة، لما تحمله من ارتدادات سلبية على الاقتصاد والعملة المحلية، مع تصاعد التحذيرات من أن تؤدي هذه الخطوة إلى وصول سعر صرف الليرة إلى ثمانية آلاف وأكثر، خاصة وأنهم عانوا تبعات قرار طرح فئة 5000 ليرة قبل عامين، والتي أفقدت الثقة في قيمة الليرة السورية.
وتحدث الأسد عن إنجازات حققتها حكومته بهذا المجال، "دون إمكانية حل المشكلة بشكل جذري"، على حد تعبيره. تلك التطورات جاءت في وقت يعاني فيه نظام الأسد من أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية، إلى جانب عدم قدرته على توفير مقومات الحياة الأساسية للمواطنين في مناطق سيطرته، من خبز وغاز وبنزين وكهرباء. حيث يحاول النظام من خلال إعفاء قرفول من منصبه ورفع سعر الصرف امتصاص الغضب في الشارع السوري، خاصة في سوق صرف الليرة السورية، الذي يشهد تفاوتاً كبيراً بين أسعار السوق السوداء والسعر الرسمي لـ "مصرف سورية المركزي"، وسط عجز النظام عن ضبط الوضع، إلى جانب التفاوت الكبير بين متوسط دخل الفرد وما يحتاجه من مصروف شهري.