يقول تعالى: مِنْ أَجْلِ قتل ابن آدم أخاه ظلما وعدوانا كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أي شرعنا لهم وأعلمناهم أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا أي من قتل نفسا بغير سبب من قصاص أو فساد في الأرض، واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية، فكأنما قتل الناس جميعا؛ لأنه لا فرق عنده بين نفس ونفس، وَمَنْ أَحْيَاهَا أي حرم قتلها واعتقد ذلك، فقد سلم الناس كلهم منه بهذا الاعتبار. الشيخ: الحمد لله على تيسيره وعلى العودة إلى مجالس العلم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياكم بذلك، وأن يوفقنا جميعًا للعلم النافع والعمل الصالح. يبين جل وعلا أن قتل ابن آدم لأخيه من الجرائم العظيمة التي رتب عليها الشر الكثير، ومن أجل ما في القتل ظلمًا من الفساد العظيم والشر الكبير حرم الله على بني إسرائيل أن تقتل نفس بغير حق، وأن قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعًا، وأن إحيائها كإحياء الناس جميعًا، وهذا كتب على بني إسرائيل، وهكذا جاءت به شريعة محمد ﷺ، هكذا جاءت شريعة محمد حرم الله فيها القتل بغير حق، وجعله من أكبر الجرائم، حتى نزل في ذلك قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93].
- ومن قتل نفسا بغير حق
- ومن قتل نفسا إلا وسعها
- ومن قتل نفسا اذا جاء اجلها
ومن قتل نفسا بغير حق
س: هل يقاس على طلب الإمارة طلب إمامة المسجد؟
الشيخ: الظاهر أنه ما يدخل في ذلك -إن شاء الله-؛ لأن عثمان بن أبي العاص قال للنبي: اجعلني إمام قومي قال: أنت إمامهم ولم ينكر عليه.
ومن قتل نفسا إلا وسعها
وقيل المعنى: فكأنما قتل الناس عند المقتول، ومن استنقذ نفساً من هلكة فكأنما أحيا الناس جميعاً عند المستنقذ. وقيل: المعنى: أن صاحب القتل يَصْلى النار، فهو بمنزلة من قتل الناس جميعاً، ومَن سَلِم مِن قتلها، فكأنما سلم من قتل الناس جميعاً. وقال مجاهد: معناه أنه يصير إلى جهنم بقتل نفس، كما يصير إليها بقتل جميع الناس. وقيل: المعنى (أنّ) من قتل نفساً، يجب عليه من القصاص والقَود، كما يجب على من قتل الناس جميعاً، قال ذلك ابن زيد عن أبيه. وقيل: معنى مَنْ أَحْيَاهَا: مَن عفا عمن يجب عليه القصاص، فهو مثل من عفا عن جميع الناس لو وجب (له عليهم قصاص). قال ابن زيد أيضاً: (مَنْ أَحْيَاهَا): من عفا عنها، أعطاه الله من الأجر مثل لو عفا عن الناس جميعاً. وعن مجاهد: من أحياها من غرق أو حرق أو هلكة. قال الحسن: وأعظم إحيائها: إحياؤها من كفرها وضلالتها. وقيل: المعنى يُعذَّب - كما يعذب قاتل الناس جميعاً - من قتل نفساً، ويُؤجَر من أحيا نفساً - أي: استنقذها - كما يؤجر من أحيا الناس جميعاً. 320 - (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ...) - عثمان الخميس - YouTube. وقيل: المعنى هو: في الجرأة على الله والإقدام على خلافه كمن قتل الناس جميعاً، تشبيهاً لا تحقيقاً، لأن عامل السيئة لا يجزي إلا بمثلها.
ومن قتل نفسا اذا جاء اجلها
تاريخ النشر: الثلاثاء 18 رجب 1439 هـ - 3-4-2018 م
التقييم:
رقم الفتوى: 374074
111183
0
129
السؤال
بالنسبة للآية 32 من سورة المائدة: مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32).
اهـ. وراجع الفتوى رقم: 2037. والله أعلم.