ومما يدل على أنهم قالوا ذلك كما وصفنا ، قول النخعي ومجاهد الذي: -
5534 - حدثنا به أحمد بن إسحاق الأهوازي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، ومجاهد قالا: كانوا يتكلمون في الصلاة ، يأمر أحدهم أخاه بالحاجة ، فنزلت " وقوموا لله قانتين " قال: فقطعوا الكلام. و " القنوت ": السكوت ، و " القنوت " الطاعة. فجعل إبراهيم ومجاهد " القنوت " سكوتا في طاعة الله ، على ما قلنا في ذلك من التأويل. وقد تكون الطاعة لله فيها بالخشوع ، وخفض الجناح ، وإطالة القيام ، وبالدعاء ، لأن كل [ ذلك] غير خارج من أحد معنيين: من أن يكون مما أمر به المصلي ، أو مما ندب إليه ، والعبد بكل ذلك لله مطيع ، وهو لربه فيه قانت. مفهوم قنت { وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } - الموقع الرسمي للباحث سامر إسلامبولي. و " القنوت ": أصله الطاعة لله ، ثم يستعمل في كل ما أطاع الله به العبد. فتأويل الآية إذا: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، وقوموا لله فيها مطيعين ، بترك بعضكم فيها كلام بعض وغير ذلك من معاني الكلام ، سوى قراءة [ ص: 237] القرآن فيها ، أو ذكر الله بالذي هو أهله ، أو دعائه فيها ، غير عاصين لله فيها بتضييع حدودها ، والتفريط في الواجب لله عليكم فيها وفي غيرها من فرائض الله.
مفهوم قنت { وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } - الموقع الرسمي للباحث سامر إسلامبولي
الاحابة
(وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) يعني أتركوا الكلام؛ لأنه كانوا في أول الإسلام يتكلمون في الصلاة، يُكلم الرجل من بجانبهِ في الصلاة حتى نزلت هذه الآية (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) فأُمرنا بالسكوت ونُهينا عن الكلام كما قال الصحابي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- راوي الحديث.
۞ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا-آيات قرآنية
وقالَ البَراءُ بْنُ عازِبٍ: «كُنّا نَقْرَأُ عَلى عَهْدِ النَبِيِّ ﷺ: "حافِظُوا عَلى الصَلَواتِ وصَلاةِ العَصْرِ"، ثُمَّ نَسَخَها اللهُ فَقَرَأْنا: ﴿حافِظُوا عَلى الصَلَواتِ والصَلاةِ الوُسْطى﴾، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: فَهي العَصْرُ؟ قالَ: "قَدْ أخْبَرْتُكَ كَيْفَ قَرَأْناها وكَيْفَ نُسِخَتْ»، واللهُ أعْلَمُ. ورَوى أبُو مالِكٍ الأشْعَرِيُّ، أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: " «الصَلاةُ الوُسْطى صَلاةُ العَصْرِ». موقع الشيخ صالح الفوزان. قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ:
وعَلى هَذا القَوْلِ جُمْهُورُ الناسِ، وبِهِ أقْوالٌ واللهُ أعْلَمُ. وقالَ قُبَيْصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: "الصَلاةُ الوُسْطى": صَلاةُ المَغْرِبِ لِأنَّها مُتَوَسِّطَةٌ في عَدَدِ الرَكَعاتِ، لَيْسَتْ ثُنائِيَّةً ولا رُباعِيَّةً، وأيْضًا فَقَبْلَها صَلاتا سِرٍّ، وبَعْدَها صَلاتا جَهْرٍ. وحَكى أبُو عُمَرَ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ البَرِّ في شَرْحِ بابٍ جامِعِ الوُقُوتِ وغَيْرِهِ، عن فِرْقَةٍ، أنَّ "الصَلاةَ الوُسْطى" صَلاةُ العِشاءِ الآخِرَةِ، وذَلِكَ أنَّها تَجِيءُ في وقْتِ نَوْمٍ، (p-٦٠١)وَهِيَ أشَدُّ الصَلَواتِ عَلى المُنافِقِينَ، ويُسْتَحَبُّ تَأْخِيرُها، وذَلِكَ شاقٌّ، فَوَقَعَ التَأْكِيدُ في المُحافَظَةِ عَلَيْها، وأيْضًا فَقَبْلَها صَلاتانِ وبَعْدَها صَلاتانِ.
موقع الشيخ صالح الفوزان
وقرأ حمزة والكسائي: " يعمل ، يؤتها " بالياء فيهما نسقا على قوله: " ومن يأت ، ويقنت " وقرأ الآخرون بالتاء ( وأعتدنا لها رزقا كريما) حسنا يعني الجنة. ) ﴿ تفسير الوسيط ﴾
هذا هو الجزاء في حالة ارتكابهن- على سبيل الفرض- لما نهى الله- تعالى- عنه، أما في حالة طاعتهن، فقد بين- سبحانه- جزاءهن بقوله: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ، وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً. والقنوت: ملازمة الطاعة لله- تعالى-، والخضوع والخشوع لذاته. ۞ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا-آيات قرآنية. أى: ومن يقنت منكن- يا نساء النبي- لله- تعالى-، ويلازم طاعته، ويحرص على مرضاة رسوله صلّى الله عليه وسلم، وتعمل عملا صالحا. من يفعل ذلك منكن، نؤتها أجرها الذي تستحقه مضاعفا، فضلا منا وكرما، وَأَعْتَدْنا لَها أى: وهيأنا لها زيادة على ذلك رِزْقاً كَرِيماً لا يعلم مقداره إلا الله- تعالى-. وهكذا نرى أن الله- تعالى- قد ميز أمهات المؤمنين، فجعل حسنتهن كحسنتين لغيرهن، كما جعل سيئتهن بمقدار سيئتين لغيرهن- أيضا- وذلك لعظم مكانتهن، ومشاهدتهن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما لا يشاهده غيرهن، من سلوك كريم، وتوجيه حكيم.
وأما أهل الكوفة، فقرأت ذلك عامة قرائها: (وَيَعْمَلْ) بالياء عطفا على يقنت، إذ كان الجميع على قراءة الياء. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان، ولغتان معروفتان في كلام العرب، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وذلك أن العرب ترد خبر " من " أحيانا على لفظها، فتوحد وتذكر، وأحيانا على معناها كما قال جل ثناؤه وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ فجمع مرة للمعنى ووحد أخرى للفظ. --------------------------------------------------------------------------------الهوامش:(1) من هنا إلى آخر الحديث ساقط من الأصل، وهو في الدر المنثور للسيوطي (5: 196). (2) البيتان: من الشواهد الفراء في (معاني القرآن مصورة الجامعة 256) قال: أنشدني بعض العرب. وعقر الدار: أصلها، وقيل وسطها، وهو محلة القوم. والجواء: الفرجة التي بين محلة القوم ووسط البيوت؛ ويقال: نزلنا في جواء بني فلان، وقد بين أبو جعفر الطبري موضع الشاهد في البيت، ناقلا له عن الفراء، ولم يذكر قائل البيتين.
(وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)
كتبه/ إبراهيم بركات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن مِن سعادة العبد أن يقيمه الله على طاعته ويسدده، ويجعل له مِن أمره يسرًا. وإن مِن ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء: الاجتماع وعدم الفرقة، والتعاون على البر والتقوى، والحق مع أهل السُّنة والجماعة، والباطل بكل صورة مع أهل البدعة والاختلاف والفرقة. والقيام لله -عز وجل- وتفعيل أعمال الإيمان للفرد وللأمة لا بد أن يكون على منهجٍ واضح المعالم، وإدارة تتقي الله فيما استرعاهم ربهم عليه مِن أفرادٍ تفوح في جنبات معسكرهم عطر المحبة والثقة، والتعاون على البر والتقوى، ونسائم الحنو والحنان، والبشاشة وحسن الظن. وحسن الخلق يرفع سقف بيتهم المليء بالتواصل والتراحم، والحياة على الإيمان، وتعظيم شعائر الله مع روح التربية الحية، والتزكية العقدية، وهذا ما كان عليه سلف الأمة الصالح يوم أن كنا خير أمة! والقيام لله -عز وجل- هو حال أهل الإيمان دائمًا: ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (آل عمران:113). وكذلك هو موعظة الله لخلقة: ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) (سبأ:46).
وقال أبو العتاهية:
إذا كنت عن أن تحسن الصَّمت عاجزًا
فأنت عن الإبلاغ في القول أعجزُ
يخوض أناس في المقال ليُوجزوا
ولَلصمتُ عن بعض المقالات أوجزُ [2328] ((الظرف والظرفاء)) لأبي الطيب الوشاء (ص 6). وقال آخر:
قد أفلح الصَّامتُ السَّكوت
كلامُ راعي الكلامِ قوتُ
ما كلُّ نطقٍ له جوابُ
جوابُ ما يُكرهُ السُّكوتُ [2329] ((تاريخ بغداد وذيوله)) (2/ 34). انظر أيضا:
معنى الصمت لغةً واصطلاحًا. الفرق بين الصمت والسكوت. شعر الإمام الشافعي - قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم - عالم الأدب. أسماء مرادفة للصمت. الترغيب في الصمت.
شعر الإمام الشافعي - قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم - عالم الأدب
وقال آخر: إذا كنتُ لا أعفو عن الذنبِ مِن أخٍ *** وقلتُ أُكافيه فأينَ التفاضلُ فإن أقطعِ الإخوانَ في كلِّ عسرةٍ *** بقيتُ وحيدًا ليس لي من أُواصلُ ولكنني أُغضي جُفوني على القذَى *** وأصفحُ عمَّا رابني وأُجامِلُ (العقد الفريد؛ لابن عبد ربه: [3/80]). المصدر: الدرر السنية
38
22
228, 059
معلومات عن الإمام الشافعي
الإمام الشافعي
العصر العباسي
poet-al-shafie@
متابعة
130
قصيدة
25
الاقتباسات
935
متابعين
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه،...
المزيد عن الإمام الشافعي