و ( أشقاها): أشدها شقوة ، وعني به رجل منهم سماه المفسرون قدار ( بضم القاف وتخفيف الدال المهملة) بن سالف ، وزيادته عليهم في الشقاوة بأنه الذي باشر الجريمة وإن كان عن ملأ منهم وإغراء. والفاء من قوله: ( فقال لهم رسول الله) عاطفة على ( كذبت) فتفيد الترتيب والتعقيب كما هو الغالب فيها. ويكون معنى الكلام: كذبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحداهم بآية الناقة وحذرهم من التعرض لها بسوء ومن منعها شربها في نوبتها من السقيا ، وعطف على ( فكذبوه) أي: فيما أنذرهم به فعقروها بالتكذيب المذكور أول مرة غير التكذيب المذكور ثانيا ، وهذا يقتضي أن آية الناقة أرسلت لهم بعد أن كذبوا ، وهو الشأن في آيات الرسل ، وهو ظاهر ما جاء في سورة هود. ويجوز أن تكون الفاء للترتيب الذكري المجرد وهي تفيد عطف مفصل على مجمل ، مثل قوله تعالى: ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) فإن إزلالهما إبعادهما وهو يحصل بعد الإخراج لا قبله. ما اعراب ناقة الله وسقياها - إسألنا. وقوله: ( وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا) [ ص: 374] فيكون المعنى: ( كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها). ثم فصل ذلك بقوله: ( فقال لهم رسول الله) إلى قوله: ( فعقروها) والعقر عند انبعاث أشقاها ، وعليه فلا ضرورة إلى اعتبار الظرف وهو ( إذ انبعث أشقاها) مقدما من تأخير.
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها- الجزء رقم17
- ما اعراب ناقة الله وسقياها - إسألنا
- التحذير والإغراء - ديوان العرب
- شرح الآية 40 من سورة التوبة - موضوع
- تفسير الآية 40 من سورة التوبة
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها- الجزء رقم17
وأعيدت عليهم ضمائر الجمع باعتبار أنهم جمع وإن كانت الضمائر قبله مراعى فيها أن ثمود اسم قبيلة. وانتصب ( ناقة الله) على التحذير ، والتقدير: احذروا ناقة الله. والمراد: التحذير من أن يؤذوها ، فالكلام من تعليق الحكم بالذوات ، والمراد: أحوالها. وإضافة ( ناقة) إلى اسم الجلالة لأنها آية جعلها الله على صدق رسالة صالح - عليه السلام - ولأن خروجها لهم كان خارقا للعادة. والسقيا: اسم مصدر سقى ، وهو معطوف على التحذير ، أي: احذروا سقيها ، أي: احذروا غصب سقيها ، فالكلام على حذف مضاف ، أو أطلق السقيا على الماء الذي تسقى منه إطلاقا للمصدر على المفعول ، فيرجع إلى إضافة الحكم إلى الذات. والمراد: حالة تعرف من المقام ، فإن مادة سقيا تؤذن بأن المراد التحذير من أن يسقوا إبلهم من الماء الذي في يوم نوبتها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. والتكذيب المعقب به تحذيره إياهم بقوله: ( ناقة الله) تكذيب ثان وهو تكذيبهم بما اقتضاه التحذير من الوعيد والإنذار بالعذاب إن لم يحذروا الاعتداء على تلك الناقة ، وهو المصرح به في آية سورة الأعراف في قوله: ( ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم). وبهذا الاعتبار استقام التعبير عن مقابلة التحذير بالتكذيب مع أن التحذير إنشاء ، فالتكذيب إنما يتوجه إلى ما في التحذير من الإنذار بالعذاب.
ما اعراب ناقة الله وسقياها - إسألنا
*ناقةَ الله وسقياها* - YouTube
التحذير والإغراء - ديوان العرب
ومع ذلك، ولقطع الشكّ باليقين، نورد للاستئناس - لا للحصر - آيتين تدلاّن على ذلك هما:] يعلم ما في أنفسكم فاحذروه [ (البقرة 2/235)، و] إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّاً لكم فاحذروهم [ (التغابن 64/14). ففي الآيتين استعمالٌ لمادّةِ [حذر - يحذر]، ومع ذلك ليس فيهما أسلوب تحذير. ولقد كنا عرضنا في مطلع هذه النماذج، لقوله تعالى] ناقةَ الله وسقياها [ وقلنا: إنّ مما يفرّق بين التحذير وأسلوب التحذير، أنّ التحذير يكون بذكر الفعل، وأما أسلوب التحذير فيكون بذكر المفعول به وحده، لا بالفعل. وهذا ضابط كالشمس في رائعة النهار، ولكنّ كتب الصناعة تهمل ذكره!! · قال الشا عر: اِتّقِ الأحْمَقَ، أنْ تَصحَبَهُ إنما الأحْمَقُ كالثوب الخَلَقْ كلَما رقَّعْتَ منهُ جانباً حَرَّكتْهُ الريحُ وهْناً فانخرَقْ وفي قوله: [اتّقِ الأحمقَ]، تحذير واضح، ومادّة الفعل هنا، هي نفسها، مادة [قُوْا] في الآية المتقدم ذكرها آنفاً. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها- الجزء رقم17. وكلّ ما قيل هناك يقال هو نفسه هنا، فلا نكرر، ولكن ندعو إلى التأمل، ونوجّه النظر، إلى أن التحذير شيء، وأسلوب التحذير شيء. والفرق بين الاستعمالين لا لقاء معه أبداً!! * * * عودة | فهرس 1- أخواته: [إ يّاكِ - إيّاكما - إيّاكم - إيّاكنّ].
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
الثلاثاء ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم
– أولاً: التحذير، وهو أسلوبٌ تُنَبِّه به مَن تخاطبه ليحترز. وهو نوعان:
– آ: أن تحذّر المخاطَب بضمير النصب المنفصل: [إيّاك]، وأخواته [ 1] ، نحو:
إيّاك النارَ، [وإذا أكّدت كرّرت: إيّاك إيّاك النارَ]. إيّاك والنارَ. إيّاك من النارِ. – ب: أنْ تحذِّر المخاطَبَ بلفظ المحذَّر منه، نحو:
النارَ!! [وإذا أكّدت كررت: النارَ النارَ]. النارَ والغرقَ!! [وذلك إذا حذَّرتَ من شيئين فتعطف بالواو، دون غيرها]. ثانياً: الإغراء، وهو دعوة المخاطَب إلى الأخذ بما يُرغَب فيه. وليس للإغراء أحكامٌ خاصّة به، بل أحكامه هي أحكام التحذير نفسها المذكورة آنفاً في الفقرة [ب]. وعلى ذلك تقول:
الوفاءَ!! [وإذا أكّدت كررت: الوفاءَ الوفاءَ]. الوفاءَ والأمانةَ!! [وذلك إذا أَغريتَ بشيئين. فتعطف بالواو، دون غيرها]. ملاحظة:
تقول كتب الصناعة: إنّ المحذَّر منه، والمغرى به، هما صنفان من صنوف المفعول به، يُنصَبان بفعل مضمَرٍ وجوباً [ 2] معناه التحذير في الأول، والإغراء في الثاني. التحذير والإغراء - ديوان العرب. نماذج فصيحة مِن التحذير والإغراء
– [ناقةَ الله وسُقْياها] (الشمس 91/13)
في الآية أسلوب تحذير. يدل عليه استعمال كلمة [ناقة] منفردةً، قائمةً برأسها، منصوبة بغير ناصب يُرى.
[١١]
وفي الزّمن الحالي يُمكن نصرة النبيّ من خلال إنشاء المواقع والمراجع التي تتحدّث عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بشكلٍ صحيحٍ، بالإضافة إلى المشاركة في الحوارات الدينيّة الهادفة؛ بقصد نشر التعريف بالسنّة النبويّة الشريفة والتشريع الإسلاميّ القويم، ومن خلال إنشاء القنوات الفضائية التي من شأنها الحديث عن الشرع والسنّة النبوية بلغاتٍ وأساليب مختلفة. [١٢]
المراجع
↑ سورة التوبة، آية: 40. ↑ محمد المقدم، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 16، جزء 73. بتصرّف. ↑ عبد الله النّسفي (1998م)، مدارك التنزيل وحقائق التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار الكلم الطيّب، صفحة 680، جزء 1. شرح الآية 40 من سورة التوبة - موضوع. بتصرّف. ↑ ابن جزي الكلبي (1416هـ)، التسهيل لعلوم التنزيل (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 338، جزء 1. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن حبنّكة الميداني (1992م)، صراع مع الملاحدة حتى العظم (الطبعة الخامسة)، سوريا - دمشق: دار القلم، صفحة 446. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3856، صحيح. ↑ علي الصّلاّبي (2009م)، الإنشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكرٍ الصديق (الطبعة الثانية)، بيروت - لبنان: دار ابن كثير، صفحة 34.
شرح الآية 40 من سورة التوبة - موضوع
[٩]
كيفية نصرة النبي عليه الصلاة والسلام
ينبغي على الفرد المسلم نصرة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في جميع جوانب حياته، فعلى مستوى الفرد؛ يجب على المسلم الاقتداء بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في القول والعمل، وأن يتعلّم جميع الأحكام الواردة عنه، وأن يستحضر محبّته على الدوام، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِين) ، [١٠] بالإضافة إلى الحرص على القراءة في سيرته العطرة للتمكّن من اتباع سنّته على الوجه الصحيح. [١١]
أمّا على مستوى الأسرة والمجتمع؛ فيجب على الآباء تربية أبنائهم على محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتشجيعهم على حفظ الأذكار النبويّة، بالإضافة لتخصيص وقتٍ معيّنٍ لعقدِ درسٍ في السيرة تجتمع فيه العائلة، كما ويجب على الدعاة وطلبة العلم تصحيح المفاهيم الخاطئة عند الناس حول السيرة النبويّة ، وعمل حلقاتٍ أسبوعية للتعريف بسنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المساجد ودور العبادة، ويجدر بمسؤولي القطاعات التعليميّة تخصيص مادّةٍ للسيرة النبويّة ضمن المناهج التعليميّة، حتى ينشأ الجيل الجديد على سيرة خير البشر سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
تفسير الآية 40 من سورة التوبة
(الفاء) استئنافيّة (انزل) مثل نصر {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع (سكينة) مفعول به منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(أنزل) والضمير في {عليه} يعود على أبي بكر (الواو) عاطفة (أيّد) مثل نصر و(الهاء) ضمير مفعول به ويعود إلى الرسول عليه السلام (الجنود) جارّ ومجرور متعلّق بـ {أيّد} ، (لم) حرف نفي وجزم (تروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و(ها) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة {جعل} مثل نصر، والفاعل هو {كلمة} مفعول به منصوب {الذين} موصول في محلّ جرّ مضاف إليه {كفروا} مثل الأول {السفلى} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة. (الواو) استئنافيّة {كلمة} مبتدأ مرفوع {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {هي} ضمير فصل، {العليا} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الواو) استئنافيّة {اللّه عزيز} مثل اللّه قدير، {حكيم} خبر ثان مرفوع. جملة: {إلّا تنصروه... وجملة: {قد نصره اللّه} لا محلّ لها تعليليّة لجملة الجواب المحذوفة، والتقدير إلّا تنصروه فسوف ينصره اللّه لأنّ اللّه قد نصره. وجملة: {أخرجه الذين... وجملة: {كفروا... } لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) تفسير الآيتين 1و2:ـ أي: هذه براءة من اللّه ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاهدين، أن لهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض على اختيارهم، آمنين من المؤمنين، وبعد الأربعة الأشهر فلا عهد لهم، ولا ميثاق. وهذا لمن كان له عهد مطلق غير مقدر، أو مقدر بأربعة أشهر فأقل، أما من كان له عهد مقدر بزيادة على أربعة أشهر، فإن الله يتعين أن يتمم له عهده إذا لم يخف منه خيانة، ولم يبدأ بنقض العهد. ثم أنذر المعاهدين في مدة عهدهم، أنهم وإن كانوا آمنين، فإنهم لن يعجزوا اللّه ولن يفوتوه، وأنه من استمر منهم على شركه فإنه لا بد أن يخزيه، فكان هذا مما يجلبهم إلى الدخول في الإسلام، إلا من عاند وأصر ولم يبال بوعيد اللّه له.