أيها المسلمون: تضرعوا إلى الله وتذللوا بين يديه يصلح لكم جميع أحوالكم، ويسعدكم بدنياكم وآخرتكم؛ فإن من تضرع إليه أكرمه وحباه وأسعده في الدارين ونجاه. اللهم إنا نسألك الذلة بين يديك والإخبات إليك. اللهم ارحم ضعفنا وذلنا بين يديك، واجعل في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك، ووفقنا لكل عمل صالح نتقرب به إليك يا رب العالمين. اللهم اجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقرهم إليك، واجعلنا في أمورنا نتوكل عليك، اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك، واجعل لنا قلبًا يخشاك. احتفالات بأحد الشعانين في كنائس البقاع الشمالي. اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين. وصلوا وسلموا على البشير النذير؛ حيث أمركم بذلك العليم الخبير؛ فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
حان الآن موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة | فيديو
فياليت كل واحد منا يخبر أهله وأصحابه بأن نتفق كلنا فنتضرع. ولا ينفع أن يتضرع واحد منا فقط، بل الأفضل أن نفعل ذلك معاً. نريد همة سيدنا يونس نفسها. لو استبدل الكثير منا الحسرة على ما يحدث بتضرع إلى الله، ولنقلد سيدنا يونس بدعائه: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، فبالتأكيد سيتغير الوضع. وكما جاء في الآية (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ) (الأنبياء/ 88)، وكان هذا نتيجة لتضرعه. انظر إلى النبي، والحديث الذي يرويه كل من سيدنا عمر بن الخطاب وأبي بكر رضي الله عنهما، يقولان: نظرنا إلى النبي ينظر إلى الكفار، فإذا هم ألف إلا خمسين، وينظر إلى المسلمين فإذا هم ثلاثمئة، (فالمعركة غير متوازنة). فما العمل؟ فبدأ النبي (ص) يرفع يديه ويتضرع إلى الله ويقول "يارب، يارب، ويكررها مرات عدة"، ويدعو حتى سقط رداؤه، وبدا بياض إبطيه، حتى إن سيدنا أبا بكر أشفق على النبي وقال له: خفف عنك يا رسول الله، فإنّ الله منجزك وعده. فهل يمكننا نحن أن نقلد النبي (ص)؟. التضرع الى ه. والأكثر من ذلك، أنّ التضرع ليس فقط عند المصائب والشدائد، بل أيضاً سبيل الأنبياء في كل وقت وحين. يقول النبي (ص) حديث رواه الترمذي: "إنّ الله عرض عليّ أن يجعل لي بطحاء مكة ذهباً فقلت لا يارب، ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، إذا جعت تضرعت إليك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك".
احتفالات بأحد الشعانين في كنائس البقاع الشمالي
إلهي أحب طاعتك وعبادتك وإن قصرت عنها، وأبغض معصيتك وإن ارتكبتها، فإن تعفو فأنت العزيز الحكيم، تفضل علينا بالجنة وإن لم نكن أهلًا لها، وقنا عذاب النار وإن استوجبناها. اللهم إنا نشكو إليك قسوة قلوبنا، وفساد أعمالنا، وكثرة ذنوبنا ومعاصينا؛ فانصرنا على أنفسنا، ولا تكلنا إلى غيرك، إياك نسأل فلا تردنا ولا تخيبنا. اللهم إني أسألك يا مالك الدنيا والآخرة
اللهم إني أسألك يا مالك الدنيا والآخرة، يا من إحسانه فوق أي إحسان، أن تمدني من كرمك وفضلك ولطفك وامتنانك بلا حد يا أرحم الراحمين، اللهم يسر لي رزقًا من عندك واغنني بفضلك عمن سواك، وبحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك. اللهم يا أكرم الأكرمين، يا ذا الرحمة الواسعة، أسألك فيضة من فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وكرمًا من بحر كرمك وعطائك؛ فهب لنا ما تقر به أعيننا، فإنك كثير الجود واسع الكرم. التضرع الى الله بالدعاء. اللهم أصلح ذات بيننا، واغفر ذنوبنا، وألّف بين قلوبنا في طاعتك، وأصلح أعمالنا، وحسّن أخلاقنا، وبارك اللهم لنا في ديننا وجوارحنا وعلومنا وأخلاقنا، اللهم إني ببابك أقف فلا تطردني، وإياك أسأل فلا تخيبني، اللهم آمن خوفنا، واختم بالسعادة أعمارنا، وتوفنا وأنت راضً عنا. اللهم بسر هذه الدعوات المستجابات اقض لنا جميع الحاجات، ونجنا من الأهوال، وارفعنا في أعلى الدرجات، وبلغنا أقصى الغايات وطهرنا من جميع السيئات.
فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ. صحيح مسلم برقم/4687
لم يكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحده من يتضرع إلى الله تعالى في وقت الشدة والمحنة والنوازل, بل كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يتضرعون إلى الله تعالى أيضا ويستغيثون به ، ويسألونه النصر والتأييد, وكتاب الله تعالى يؤكد ذلك ويؤيده: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِين} الأنفال/9, قال الطبري رحمه الله: ومعنى قوله: { تستغيثون ربكم}: تستجيرون به من عدوكم ، وتدعونه للنصر عليهم. حان الآن موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة | فيديو. تفسير الطبري 13/409
وإذا استعرضنا سيرة خلفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, وجدنا أن التضرع إلى الله تعالى كانت السمة البارزة في خلواتهم في الشدائد والنوازل, ويكفي أن نذكر في هذا المقام حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة, فمع اتخاذه كافة التدابير الكفيلة بإنهاء المجاعة واحتوائها, من خلال استنفار عماله في الأمصار والكتابة إليهم ليرسلوا إلى المدينة الطعام والميرة, والإشراف بنفسه على إطعام الناس ومواساتهم..... أضاف إلى هذه الأسباب المادية الضرورية شدة تضرعه إلى الله أن يكشف ما نزل بالمسلمين من محنة في ليله وخلوته.
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها قال العلماء: جعل الله المؤمنين صنفين ، صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم في قوله وإذا ما غضبوا هم يغفرون. وصنف ينتصرون من ظالمهم. ثم بين حد الانتصار بقوله: وجزاء سيئة سيئة مثلها فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي. قال مقاتل وهشام بن حجير: هذا في المجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره من سب أو شتم. وقاله الشافعي وأبو حنيفة وسفيان. قال سفيان: وكان ابن شبرمة يقول: ليس بمكة مثل هشام. وتأول الشافعي في هذه الآية أن للإنسان أن يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه من غير علمه ، واستشهد في ذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهند زوج أبي سفيان: خذي من ماله ما يكفيك وولدك فأجاز لها أخذ ذلك بغير إذنه. وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في ( البقرة) وقال ابن أبي نجيح: إنه محمول على المقابلة في الجراح. وإذا قال: أخزاه الله أو لعنه الله أن يقول مثله. تفسير: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت). ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بكذب. وقال السدي: إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به ، يعني كما كانت العرب تفعله. وسمي الجزاء سيئة لأنه في مقابلتها ، فالأول ساء هذا في مال أو بدن ، وهذا الاقتصاص يسوءه بمثل ذلك أيضا ، وقد مضى هذا كله في ( البقرة) مستوفى.
فصل: المسألة الرابعة: (في قوله: {جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا}):|نداء الإيمان
توهم تناقض القرآن بشأن جزاء السيئة (*)
مضمون الشبهة:
يتوهم بعض المشككين وجود تناقض بين قوله سبحانه وتعالى:) وجزاء سيئة سيئة مثلها ( (الشورى: ٤٠)، وقوله سبحانه وتعالى:) يضاعف لهم العذاب ( (هود: ٢٠). ويتساءلون: كيف يثبت القرآن في الموضع الأول أن جزاء السيئة سيئة مثلها، ويقرر في الموضع الآخر أن جزاء السيئة مضاعف؟! ويرمون من وراء ذلك إلى التأكيد على وجود تناقض بين آيات القرآن؛ ليثبتوا زعمهم أن القرآن الكريم ليس من عند الله. فصل: المسألة الرابعة: (في قوله: {جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا}):|نداء الإيمان. وجه إبطال الشبهة:
لا تعارض بين الآيتين؛ إذ إن:
· الموضع الأول يتحدث عن جواز القصاص في الدنيا، مع أفضلية العفو والصفح. · الله - عز وجل - يضاعف العذاب للذين يصدون عن سبيله؛ لضلالهم وإضلالهم. التفصيل:
لا تعارض بين الآيتين:
التوهم القائل: إن هناك تناقضا بين قول الله سبحانه وتعالى:) وجزاء سيئة سيئة مثلها ( (الشورى: ٤٠)، وبين قوله سبحانه وتعالى:) أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون (20) ( (هود) ليس صحيحا؛ إذ إن الموضعين ذكرا تعليقا على موقفين مختلفين:
1. الموضع الأول يتحدث عن جواز القصاص في الدنيا، مع أفضلية العفو والصفح:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستبان ما قالا على البادئ ما لم يعتد المظلوم» [1].
تفسير: (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت)
وقال الشذي في قوله سبحانه وتعالى:) وجزاء سيئة سيئة مثلها ( (الشورى: ٤٠): إذا شتمك فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي [2] ، فمثلا: إذا قال أحد لغيره: أخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله دون أن يعتدي أو يزيد، ومع جواز القصاص في الدنيا، رغب الله - سبحانه وتعالى - ورسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - في العفو والصفح عمن أساء. وعن الحسن البصري قال: "أفضل أخلاق المسلمين: العفو". وبهذا اتضح لنا أن المراد من الموضع الذي بين أيدينا: جواز القصاص في الدنيا ممن سب أو شتم، مع أفضلية العفو والصفح، فيكون الأجر عند الله عز وجل. معنى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح ... - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام. 2. المراد في الموضع الثاني أن الله - عز وجل - يضاعف العذاب للذين يصدون عن سبيله؛ لضلالهم وإضلالهم:
بين الله - سبحانه وتعالى - في الموضع الآخر أن الكفار الذين يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجا، يضاعف لهم العذاب يوم القيامة؛ لأنهم يعذبون على ضلالهم، ويعذبون أيضا على إضلالهم غيرهم، كما أوضحه الله - سبحانه وتعالى - بقوله:) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون (88) ( (النحل) [3]. ويزيد الشيخ الشعراوي هذا الأمر وضوحا فيقول: وقول الحق سبحانه وتعالى) يضاعف لهم العذاب ( (هود: ٢٠)، لا يتناقض مع قوله الحق:) ولا تزر وازرة وزر أخرى ( (الأنعام:١٦٤)؛ لأن هؤلاء الذين صدوا عن سبيل الله ليس لهم وزر واحد، بل لهم وزران: وزر الضلال في ذواتهم، ووزر الإضلال لغيرهم؛ ولذلك تجد بعضا من الذين أضلوا يقولون يوم القيامة:) ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (29) ( (فصلت)، ويقولون أيضا:) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا (67) ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا (68) ( (الأحزاب).
معنى: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح ... - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
وقيل: ليست بزائدة، والتقدير: مقدر بمثلها أو مستقر بمثلها. وقيل: محذوف، فقدّره الحوفي: لهم جزاء سيئة قال: ودل على تقدير لهم قوله: {للذين أحسنوا الحسنى} حتى تشاكل هذه بهذه. وقدره أبو البقاء جزاء سيئة بمثلها واقع، والباء في قولهما متعلقة بقوله: {جزاء} ، والعائد من هذه الجملة الواقعة خبرًا عن الذين محذوف تقديره: جزاء سيئة منهم، كما حذف في قولهم: السمن منوان بدرهم، أي منوان منه بدرهم. وعلى تقدير الحوفي: لهم جزاء يكون الرابط لهم.
وفي قوله «فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين» فنّ رفيع وهو التهذيب أيضا فإن الانتصار لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء خصوصا في حالة الفوران والغليان والتهاب الحمية وفي هذا جواب لمن يتساءل ما معنى ذكر الظلم عقب العفو مع أن الانتصار ليس بظلم. ومن هذا الديباج الخسرواني قوله تعالى «وإذا أذقنا الإنسان منّا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم فإن الإنسان كفور» فلم يقل فإنه كفور ليسجل على هذا الجنس أنه موسوم بكفران النعم كما سيأتي قريبا، ومنه أيضا «وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم» فوضع الظالمين موضع الضمير الذي كان من حقه أن يعود على اسم إن فيقال ألا إنهم في عذاب مقيم فأتى هذا الظاهر تسجيلا عليهم بلسان ظلمهم وهذا من البديع الذي يسمو على طاقات المبدعين. * الفوائد:
حذف الفاء الرابطة: قد تحذف الفاء الرابطة في الندرة كقوله صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب لما سأله عن اللقطة: فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها، أخرجه البخاري، أو في الضرورة كقول حسان بن ثابت:
من يفعل الحسنات الله يشكرها... والشر بالشرّ عند الله مثلان
أراد فالله يشكرها، وعن المبرد أنه منع ذلك مطلقا ولكنه وارد كثيرا كقوله:
ومن لا يزل ينقاد للغي والصبا... سيلفى على طول السلامة نادما
أراد فسيلفى.