وهو أصل أصيل في رعاية أهل الذمة، والمعاهدين، أو الأقليات غير الإسلامية التي تخضع لسيادة الدولة وسلطان المسلمين.. فلهم –إذا خضعوا للدولة– حق النصرة على من رامهم أو اعتدى عليهم بغير حق سواء من المسلمين أو من غير المسلمين، من داخل الدولة أو من خارجها..
سادسا: الأمن الاجتماعي وضمان الديات:
"وإنه من اعتبط[12] مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول (بالعقل)، وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه"[13]. وبهذا أقر الدستور الأمن الاجتماعي، وضمنه بضمان الديات لأهل القتيل، وفي ذلك إبطال لعادة الثأر الجاهلية، وبين النص أن على المسلمين أن يكونوا جميعًا ضد المعتدي الظالم حتى يحكم عليه بحكم الشريعة..
"ولا شك أن تطبيق هذا الحكم ينتج عنه استتباب الأمن في المجتمع الإسلامي منذ أن طبق المسلمون هذا الحكم"[14]. صحيفة المدينة - ويكيبيديا. سابعا: المرجعية في الحكم إلى الشريعة الإسلامية:
"وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله –عز وجل- وإلى محمد…
"وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله، وإلى محمد رسول الله، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره"[15]. ثامنا: حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر مكفولة لكل فصائل الشعب:
"وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، ومواليهم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه وأَثِم فإنه لا يوتغ[16] إلا نفسه وأهل بيته" [17].
- وثيقه المدينه المنوره السنه 2 متوسط
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو- الجزء رقم6
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو - الجزء رقم2
- ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو - للدكتور عصام الروبي - #ويسألونك_عن - YouTube
وثيقه المدينه المنوره السنه 2 متوسط
[8] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/260، وابن كثير: السيرة النبوية 2/ 321، ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 501 [9] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/260، وابن كثير: السيرة النبوية 2/ 321، ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 502 [10] ابن القيم: زاد المعاد 3/ 108 [11] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/260، وابن كثير: السيرة النبوية 2/ 321، ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 502 [12] أي قتله دون جناية أو سبب يوجب قتله. [13] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/260، وابن كثير: السيرة النبوية 2/ 322، ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 502 [14] عبد العزيز بن عبد الله الحميدي: التاريخ الإسلامي مواقف وعبر، 3/49 [15] ابن سيد الناس: عيون الأثر 1/261، و ابن كثير: السيرة النبوية 2/ 322، ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 503 [16] يعني: يُهلك.
خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده"[2]. ومن ثم تعالوا نقف وقفات سريعة على أهم معالم القيم الحضارية التي نراها جلية في دستور المدينة:
أولاً: الأمة الإسلامية فوق القبلية:
قال الدستور في ذلك:
"إنهم [أي الشعب المسلم] أمة واحدة من دون الناس"[3]. وبهذا البند اندمج المسلمون على اختلاف قبائلهم وأنسابهم إلى جماعة الإسلام، فالانتماء للإسلام فوق الانتماء للقبيلة أو العائلة، وبهذا نقل رسول الله العرب من مستوى القبيلة إلى مستوى الأمة. ثانيًا: التكافل الاجتماعي بين فصائل الشعب:
وفي هذه القيمة كُتبت البنود التالية:
"المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين"[4]. وثيقه المدينه المنوره السنه 2 متوسط. "وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين"[5].
ولا يخفى أن الذي يصلح للتفكر هو الحكم المنوط بالعلة وهو حكم الخمر والميسر ثم ما نشأ عنه قوله ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو. ويجوز أن تكون الإشارة بقوله كذلك لكون الإنفاق من العفو وهو ضعيف ، لأن ذلك البيان لا يظهر فيه كمال الامتنان حتى يجعل نموذجا لجليل البيانات الإلهية وحتى يكون [ ص: 354] محل كمال الامتنان وحتى تكون غايته التفكر في الدنيا والآخرة ، ولا يعجبكم كونه أقرب لاسم الإشارة ، لأن التعلق بمثل هاته الأمور اللفظية في نكت الإعجاز إضاعة للألباب وتعلق بالقشور. وقوله لعلكم تتفكرون غاية هذا البيان وحكمته ، والقول في لعل تقدم. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو- الجزء رقم6. وقوله في الدنيا والآخرة يتعلق بتتفكرون لا بيبين ، لأن البيان واقع في الدنيا فقط. والمعنى: ليحصل لكم فكر أي علم في شئون الدنيا والآخرة ، وما سوى هذا تكلف.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو- الجزء رقم6
الكاف حرف جرّ وتشبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي تبيّنا كذلك واللام للبعد والكاف للخطاب (يبيّن) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن)، (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجي و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تتفكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل. جملة: (يسألونك) عن الخمر لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (قل... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (فيهما إثم) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (إثمهما أكبر) في محلّ نصب حال- أولا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (يسألونك (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسألونك الأولى. وجملة: (ينفقون) مفعول به ل (يسألون) المعلّق بالاستفهام. وجملة: (قل (الثانية) لا محلّ لها استئناف بياني. يسألونك ماذا ينفقون قل العفو. وجملة: (أنفقوا) العفو) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (يبيّن اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لعلّكم تتفكرون) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (تتفكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (الخمر)، اسم للمشروب المسكر، سميت بذلك لأنها تخامر العقل أي تخالطه أو تستره وتغطيه، لأن الخمر في اللغة الستر، وزنه فعل بفتح فسكون.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو - الجزء رقم2
أي: يسألك - يا أيها الرسول - المؤمنون عن أحكام الخمر والميسر, وقد كانا مستعملين في الجاهلية وأول الإسلام, فكأنه وقع فيهما إشكال، فلهذا سألوا عن حكمهما، فأمر الله تعالى نبيه, أن يبين لهم منافعهما ومضارهما, ليكون ذلك مقدمة لتحريمهما, وتحتيم تركهما.
ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو - للدكتور عصام الروبي - #ويسألونك_عن - Youtube
ولعل تأخير بيان أن المحثوث عليه من النفقة إنما هو الفضل إلى هذا المحل ليحمل أهل الدين الرغبة فيه مع ما كانوا فيه من الضيق على الإيثار على النفس من غير أمر به رحمة لهم، ومن أعظم الملوحات إلى ذلك أن في بعض الآيات الذاكرة له فيما سلف {وآتى المال على حبه} [البقرة: 177]. قال الأصبهاني: قال أهل التفسير: كان الرجل بعد نزول هذه الآية إذا كان له ذهب أو فضة أو زرع أو ضرع ينظر ما يكفيه وعياله لنفقة سنة أمسكه وتصدق بسائره، فإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه وعياله يومه ذلك وتصدق بالباقي حتى نزلت آية الزكاة فنسختها هذه الآية.
سؤال: لم قرن اسم الإشارة بعلامة البعد؟ الجواب: قرن اسم الإشارة بعلامة البعد تعظيمًا لشأن المشار إليه لكماله في البيان، إذ هو بيان للحكم مع بيان علته حتى تتلقاه الأمة بطيب نفس، وحتى يلحقوا به نظائره، وبيان لقاعدة الإنفاق بما لا يشذ عن أحد من المنفقين، ولكون الكاف لم يقصد بها الخطاب بل مجرد البعد الاعتباري للتعظيم لم يؤت بها على مقتضى الظاهر من خطاب الجماعة فلم يقل كذلكم على نحو قوله: {يبين الله لكم}. من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {كذلك يبين الله لكم الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ في الدنيا والآخرة}:. قال البقاعي: لما بيّن الأحكام الماضية في هذه السورة أحسن بيان وفصل ما قص من جميع ما أراد أبدع تفصيل لاسيما أمر النفقة فإنها بينها مع أول السورة إلى هنا في أنواع من البيان على غاية الحكمة والإتقان كان موضع سؤال: هي يبين لنا ربنا غير هذا من الآيات كهذا البيان؟ فقال: {كذلك} أي مثل ما مضى من هذا البيان العلي الرتبة البعيد المنال عن منازل الأرذال {يبين الله} الذي له جميع صفات الكمال {لكم} جميع {الآيات} قال الحرالي: فجمعها لأنها آيات من جهات مختلفات لما يرجع لأمر القلب وللنفس وللجسم ولحال المرء مع غيره- انتهى.
من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو}:. قال الفخر: اعلم أن هذا السؤال قد تقدم ذكره فأجيب عنه بذكر المصرف وأعيد هاهنا فأجيب عنه بذكر الكمية، قال القفال: قد يقول الرجل لآخر يسأله عن مذهب رجل وخلقه ما فلان هذا؟ فيقول: هو رجل من مذهبه كذا، ومن خلقه كذا إذا عرفت هذا فنقول: كان الناس لما رأوا الله ورسوله يحضان على الإنفاق ويدلان على عظيم ثوابه، سألوا عن مقدار ما كلفوا به، هل هو كل المال أو بعضه، فأعلمهم الله أن العفو مقبول. اهـ.. قال ابن عاشور: {وَيَسْئلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو} كان سؤالهم عن الخمر والميسر حاصلًا مع سؤالهم {ماذا ينفقون} ، فعطفت الآية التي فيها جَوابُ سؤالهم {ماذا ينفقون} على آية الجواب عن سؤال الخمر والميسر، ولذلك خولف الأسلوب الذي سلف في الآيات المختلفة بجمل {يسألونك} بدون عطف فجيء بهذه معطوفة بالواو على التي قبلها. ومناسبة التركيب أن النهي عن الخمر والميسر يتوقع منه تعطل إنفاق عظيم كان ينتفع به المحاويج، فبينت لهم الآية وجه الإنفاق الحق.. قال البقاعي: وفي تخصيص المنفق بالعفو منع لمتعاطي الخمر قبل حرمتها من التصرف، إذ كان الأغلب أن تكون تصرفاته لا على هذا الوجه، لأن حالة السكر غير معتد بها والتصرف فيها يعقب في الأغلب عند الإفاقة أسفًا وكذا الميسر بل هو أغلظ.