يظن البعض أن هناك فضل قراءة سورة الواقعة كل يوم، ولهذا يداومون على قراءتها كل يوم لينالوا فضلها كما يعتقدون، وهو ما نوضحه خلال السطور التالية من هذا التقرير، الذي يقدم معلومات هامة حول تلك السورة المكية، التي يبلغ عدد آياتها ست وتسعون آية قرآنية، وهي السورة السادسة والخمسون بحسب ترتيب المصحف العثماني الشريف. لم يثبت أن هناك فضل محدد من قراءة سورة الواقعة كل يوم، وما ورد عن فضلها هو حديث واحد حديث صحيح، وهو ما رواه الترمذي والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت. وفيما يخص تفسير هذا الحديث النبوي الشريف، ولماذا شيبت الرسول سورة الواقعة والسور الأخرى المذكورة في الحديث؛ هو أن السبب في ذلك هو ما ورد في تلك السور من أخبار الساعة وأهوالها وأحوالها، إلى جانب توضيح العذاب الذي نزل على الأمم السابقة التي كذبت للرسل عليهم السلام. أي أنه ذلك الشيب، وهو الشعر الأبيض الذي ظهر قبل أوانه، وظهر في رأسِ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ولحيته، وهو عدد محدود من الشعر الأبيض؛ كان نتيجة الخوف المنبعث من الرسول عليه الصلاة والسلام، من الإشفاق والخوف على أُمته.
- فضل سورة الواقعة للرزق
فضل سورة الواقعة للرزق
ورد هناك العديد من الأحاديث والآثار في فضل سورة الواقعة ومنها ما سنسرده الان:
حديثُ عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله: "من قرأ كل ليلة (إذا وقعت الواقعة) لم يصبه فقرٌ أبداً، ومن قرأ كل ليلة (لا أقسم بيوم القيامة) لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر". أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 444) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس عن عمرو بن يزيد عن محمد بن الحسن عن منذر الأفطس عن وهب بن منبه عن ابن عباس. حديثُ عثمان بن عفان لابن مسعود: ألا آمر لك بعطائك ؟ قال: لا حاجة لي به. قال: يكون لبناتك. قال: إني قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "من قرأ كل ليلة أو قال في كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقةٌ أبداً" قال السَّرِيّ بن يحيى -أحد رواة الحديث-: وكان أبو فاطمة -مولىً لعلي؛ ويُروى أبو طيبة وأبو ظَبْيـَة- لا يدعها كل ليلة. حديثُ أنس بن مالك قال: قال رسول الله:"علِّموا نساءكم سورة الواقعة؛ فإنها سورة الغنى". ذكره الديلمي في مسند الفردوس (3/ 10) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (6/ 153) إلى ابن مردويه في تفسيره بلفظ:"سورة الواقعة سورة الغنى؛ فاقرؤوها وعلموها أولادكم".
تفسير سورة الواقعة
تشتمل هذه السورة الكريمة على أحوال يوم القيامة وتصف الأهوال التي تحدث في هذا اليوم العظيم، وما يكون بين يدي الساعة من أحداث، وانقسام الناس إلى ثلاثة أصناف؛ وهم أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والسابقين، وقد بينت السورة الكريمة مآل كل فريق، وما أعده الله تعالى لهم من الجزاء العادل يوم الحساب، كما أقامت الدلائل والحجج على وجود الله تعالى وكمال قدرته ووحدانيته في بديع خلقه وصنعه في خلق الإنسان ، وإنزال الماء، وإخراج النبات، وما أودعه الله تعالى من القوة في النار، ثم نوهت بذكر القرآن الكريم، وأنه تنزيل من رب العالمين، وكذلك ما يلقاه الإنسان عند الاحتضار من أهوال وشدائد.