فاخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر ، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها: وتدعو بهذا الدعاء(أي دعاء الإفتتاح)
في كل ليلة من شهر رمضان ، فان الدعاء في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه ، وهو:
((دعاء الإفتتاح))
((اللهم إني افتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك ، وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة ،
وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة ، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة. المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) - دعاء - اللهم اهل الكبرياء والعظمة - بصوت المرجع اليعقوبي (دام ظله). اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك ، فاسمع يا سميع مدحتي ، واجب يا رحيم دعوتي ،
وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا الهي من كربة قد فرجتها ، وهموم ( 2) قد كشفتها ، وعثرة قد أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها. إلخ:............... ))
الدعاء طويل سأذكر مقدار الحاجة منه:
وممكن مراجعته كاملا في كتاب/إقبال الأعمال/السيد ابن طاووس /ج1/ص 138. أوالكتاب الشهير/مفاتيح الجنان/للقمي/رحمه الله:
فتوجد في دعاء الأفتتاح الشريف مضامين إيمانية عقدية وسلوكية يرسمها الإمام المهدي/ع/ بصورة تتفق قيميا مع منهاجية القرآن الكريم في تربية الإنسان المؤمن والتي هي اليوم تمثل ضرورة
معنوية وإيمانية تشدُ الإنسان الى عالم الغيب والقدرة الحقة.
المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) - دعاء - اللهم اهل الكبرياء والعظمة - بصوت المرجع اليعقوبي (دام ظله)
((وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة. )) وهذه المفردة الثالثة هي الأخرى تضع عند الإنسان القاريء والمدرك لها وعيا جديدا بأنّ خالقه أعظم من غيره مطلقا وترفده بطمئنة بأنه يعبد رباً قويا وملكاً جبارا قاهر كل شيْ
مما تقوي من عزيمة وحركة الإنسان في مناشطه ومع أشيائه البشرية. ((منهاجيَّة دعاء الإفتتاح إنموذجا)) ::القسم الأول:: - منتديات أنا شيعـي العالمية. فلاخوف من الظالمين والمتجبرين لطالما جبار السموات والأرض هو أعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة. وعند ما تقرأ هذه العبارة::
((اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك ، فاسمع يا سميع مدحتي ، واجب يا رحيم دعوتي ،
وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا الهي من كربة قد فرجتها ، وهموم ( 2) قد كشفتها ، وعثرة قد أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها))
تجد أنّ الإمام المهدي/ع/ يُريدُ لنا كما يُريدُ الله تعالى ذلك منا أيضا في أن نتحرك في سيرنا نحوالله تعالى بصورة الدعاء والإستعانة واللتان هما بابان من أبواب الله المفتوحة دوما للسائرين إليه تعالى
فلاينبغي للفرد المؤمن أن يتكل على نفسه ناسيا ربه وغير داعيا له. فهذه المفردة تبث الثقة بالله تعالى في نفس المؤمن مُذكّرةً الإنسان بأنّ الله تعالى هو القادر لوحده
على إقالة ودفع العثرات البشرية في حركتها نحو ربها (وأقل يا غفور عثرتي)
ومَن غير الله تعالى يقدر على ذلك؟
إلاّ هو سبحانه.
((منهاجيَّة دعاء الإفتتاح إنموذجا)) ::القسم الأول:: - منتديات أنا شيعـي العالمية
وسنشرع إن شاء الله تعالى في إستنطاق مفردات الدعاء وإستظهار دلالالتها الراقية بصورة وجيزة
تنفع المتلقي في ضرورة الأخذ بها في شهر رمضان شهر الأنفتاح على الله تعالى. فأول فقرة يبدأ بها الإمام المهدي/ع/ هي قوله /ع/
((أللهم إني افتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك ، وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة ، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة ، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة. وأقل يا غفور عثرتي ، فكم يا الهي من كربة قد فرجتها ، وهموم ( 2) قد كشفتها ، وعثرة قد أقلتها ، ورحمة قد نشرتها ، وحلقة بلاء قد فككتها. ))
ومفردة
((وأيقنت انك ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة))
هي مفردة مُساوقة قيميا لقوله تعالى
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}طه8
وقوله/ع/:
((وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة))
هي الآخرة واحدة من ثلاثية إيمانية تنص على ضرورة الحذر من الله تعالى وإدراك أنه سبحانه يُعاقب
من يخترق حرمته وحقوقه تعالى. فالإنسان غالبا ما يستغل حلم الله (مع المسامحة في التعبير) وينسى أنّ الله تعالى بقدر ما هو حليم هو عز وجل شديد العقاب في حال تجري الإنسان على مناطق الحرام العقدية والشرعية كالكفر وأو إستحلال ما حرّم الله تعالى. وهذه حقيقة بينها الله تعالى في كتابه الحكيم فقال:
{اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}المائدة98
فلاحظوا أحبتي مدى التوازن الحقوقي والقيمي والنظامي في تعاطي الله تعالى في حسابه وجزاءه مع الناس. فالأمام المهدي/ع/ نبه على هذه الحقيقة وأدغمها قيمة سرمدية في دعاءه الشريف (دعاء الإفتتاح)
فليلتفت الإنسان المؤمن الى تلك الحقيقة فقراءة الدعاء ليست هي نطق بصوت حسن لكلمات عابرة لا بل هي وعي وفهم وإدراك لما وراء الألفاظ من معاني وقصود يُنشئها المعصوم/ع/ في كيفية تعاطيه مع ربه سبحانه.