في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الجهاد نشاطا مستمرا، وكان النصر حليف جند الله في الجملة على وتيرة تتعاقب فيها "الحكمة" الإلهية المدبِّرة و "القدرة" الاستثنائية. كانت الكرامات والمعجزات ظواهر شائعة دون أن يؤدي شيوعها إلى إخلال بواجب إعداد القوة. كانت تثبيتا من الله وتذكيرا بأن النصر من عنده سبحانه وحده، بسبب أو بخرق السبب.
وما النّصرُ إلّا من عند الله | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية
والله لا يحب الذين ظلموا أنفسهم، وقعدوا عن القتال في سبيله، فالله تعالى يربي أمة محمد بالأقدار، وصنوف الابتلاءات والاختبارات، وجاء في تفسير الظلال: " إن السياق القرآني الكريم يكشف لنا عن الحكمة الكامنة وراء الأحداث في تربية الأمة المسلمة وتمحيصها وإعدادها لدورها الأعلى، لتكون أداة من أدوات قدر الله عز وجل في محق الكافرين، وستارا لقدرته في هلاك المكذبين، {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}. والتمحيص عملية تتم في داخل النفس، وفي مكنون الضمير، إنها عملية كشف لمكنونات الشخصية، وتسليط الضوء على هذه المكنونات، تمهيدا لإخراج الدخل والدغل والأوشاب، وتركها نقية واضحة مستقرة على الحق؛ بلا غبش ولا ضباب. وما النّصرُ إلّا من عند الله | كتاب عمون | وكالة عمون الاخبارية. وكثيرا ما يجهل الإنسان نفسه؛ ومخابئها ودروبها ومنحنياتها، وكثيرا ما يجهل حقيقة ضعفها وقوتها، وحقيقة ما استكن فيها من رواسب لا تظهر إلا بمثير، وفي هذا التمحيص الذي يتولاه الله سبحانه؛ بمداولة الأيام بين الناس؛ بين الشدة والرخاء، يعلم المؤمنون من أنفسهم ما لم يكونوا يعلمونه قبل هذا المحك المرير؛ محك الأحداث والتجارِب والمواقف العملية الواقعية. إنه الابتلاء والتمحيص الذي يمضي على سنن لله ثابتة، وقضاء نافذ، وقدر غالب، وحكمة بالغة، فما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه، حتى يميز الخبيث من الطيب، والقوي من الضعيف، وحتى يعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، (الم• أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون• ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) العنكبوت 1-3 ، وقال تعالى: { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين}العنكبوت10.
أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس – وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ – رسالة بوست
والعهن: هو الصوف المصبوغ الملون. (46) الأثر: 7790- "أحمد بن يحيى الصوفي" روى عن محمد بن بشر ، ومحمد بن عبيد وزيد بن الحباب ، وكتب عنه أبو حاتم ، وقال: "ثقة" ، وروى عنه أبو عوانة الكوفي. مترجم في ابن أبي حاتم 1 / 1 / 81. و "عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي". روى عن أبيه. روى عنه البخاري في الأدب ، وأبو كريب. وما النصر الا من عند ه. قال أبو حاتم: "واهن الحديث" ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ". (47) هو أسيد بن عنقاء الفزاري. (48) سلف تخريجه وشرحه في 5: 594 ، 595. (49) انظر تفسيره "السيما" فيما سلف 5: 594. (50) انظر تفسير "سوم" فيما سلف 5: 251 - 257.
7785- حدثنا محمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " مسومين " ، معلمين. 7786- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين " ، فإنهم أتوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، مسوِّمين بالصوف، فسوَّم محمد وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف. 7787- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان قال، حدثنا هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة قال، نـزلت الملائكة في سيما الزبير، عليهم عمائم صفر. أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس – وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ – رسالة بوست. وكانت عمامة الزبير صَفراء. 7788- حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: " مسومين " ، قال: بالصوف في نواصيها وأذنابها. 7789- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة قال: نـزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق، عليهم عمائم صفر. وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء. 7790- حدثني أحمد بن يحيى الصوفي قال، حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال، حدثنا أبي قال، حدثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير: أنّ الزبير كانت عليه مُلاءة صفراء يوم بدر، فاعتم بها، فنـزلت الملائكة يوم بدر على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم معمَّمين بعمائم صفر.
وأما النصب فقد يجوز فيه من وجهين: أحدهما: الذم, والآخرُ: القطع من " الهاء والميم " اللتين في " تركهم ", أو من ذكرهم في لا يُبْصِرُونَ. وقد بيّنا القولَ الذي هو أولى بالصواب في تأويل ذلك. والقراءةُ التي هي القراءةُ، الرفعُ دُون النصب (21). صم بكم عمي فهم لا يرجعون آیه. لأنه ليس لأحد خلافُ رسوم مَصَاحف المسلمين. وإذا قُرئ نصبًا كانتْ قراءةً مخالفة رسم مصاحفهم. قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن المنافقين: أنهم باشترائهم الضلالة بالهدى لم يكونوا للهدى والحقّ مهتدين, بل هم صُمٌّ عنهما فلا يسمعونهما، لغلبة خِذلان الله عليهم, بُكمٌ عن القيل بهما فلا ينطقون بهما - والبُكم: الخُرْسُ, وهو جِماعُ أبكم - عُميٌ عن أن يبصرُوهما فيعقلوهما، لأن الله قد طبع على قلوبهم بنفاقهم فلا يهتدون. وبمثل ما قلنا في ذلك قال علماء أهل التأويل: 398- حدثنا محمد بن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " صمٌّ بكم عُميٌ" ، عن الخير. 399- حدثني المثنى بن إبراهيم, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: حدّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: " صم بكم عُمي" ، يقول: لا يسمعون الهدى ولا يُبصرونه ولا يعقلونه.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يرجعون- الجزء رقم1
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) ثم ضرب لهم تعالى مثلا كما قال تعالى: ( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء) [ النحل: 60] فقال: ( ومثل الذين كفروا) أي: فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يقال لها ، بل إذا نعق بها راعيها ، أي: دعاها إلى ما يرشدها ، لا تفقه ما يقول ولا تفهمه ، بل إنما تسمع صوته فقط. هكذا روي عن ابن عباس ، وأبي العالية ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة ، وعطاء الخراساني والربيع بن أنس ، نحو هذا. وقيل: إنما هذا مثل ضرب لهم في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا ، اختاره ابن جرير ، والأول أولى; لأن الأصنام لا تسمع شيئا ولا تعقله ولا تبصره ، ولا بطش لها ولا حياة فيها. صم بكم عمي فهم لا يرجعون دعای زبان بند. وقوله: ( صم بكم عمي) أي: صم عن سماع الحق ، بكم لا يتفوهون به ، عمي عن رؤية طريقه ومسلكه ( فهم لا يعقلون) أي: لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه ، كما قال تعالى: ( والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) [ الأنعام: 39].
وذلك من التأويل دعوى بَاطلة [[في المخطوطة"دعوى ناظر"، وصوابها"دعوى باطل" بالإضافة. ]] ، لا دلالة عليها من ظاهر ولا من خبرٍ تقوم بمثله الحجة فيسلم لها.
[15] قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..} إلى قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
٤٠١- حدثنا بشر بن مُعاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة، قوله"صم بكْم عُمْي": صمٌّ عن الحق فلا يسمعونه، عمي عن الحق فلا يبصرونه، بُكم عن الحق فلا ينطقون به [[هذه الأخبار ٣٩٨ - ٤٠١: تتمة ما مضى في تفسير صدر الآية، بالأرقام: ٣٨٦، ٣٨٧، ٣٨٨، ٣٩٠. ]]. * * *
القول في تأويل قوله: ﴿فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٨) ﴾
قال أبو جعفر: وقوله"فهم لا يرجعون"، إخبارٌ من الله جل ثناؤه عن هؤلاء المنافقين - الذين نعتهم الله باشترائهم الضلالة بالهدَى، وَصممِهم عن سمَاع الخير والحق، وَبكمَهم عن القيل بهما، وعَماهم عن إبصارهما - [[سياقه: "إخبار من الله عز وجل.. أنهم لا يرجعون.. ". [15] قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..} إلى قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ]] أنهم لا يرجعون إلى الإقلاع عن ضلالتهم، ولا يتُوبون إلى الإنابة من نفاقهم. فآيَس المؤمنين من أن يبصرَ هؤلاء رشدًا، أو يقولوا حقًّا، أو يَسمعوا داعيًا إلى الهدى، أو أن يذَّكَّروا فيتوبوا من ضلالتهم، كما آيس من تَوبة قادة كفّار أهل الكتاب والمشركين وأحبارهم، الذين وَصَفهم بأنه قد ختم على قلوبهم وعلى سَمعهم وغشَّى على أبصارهم. وبمثل الذي قُلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
٤٠٢- حدثنا بشر بن مُعاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة:"فهم لا يَرجعون"، أي: لا يتوبون ولا يذَّكَّرون.
كتاب: الجدول في إعراب القرآن. إعراب الآية رقم (18): {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)}. الإعراب: (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع الفاء عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يرجعون) مضارع مرفوع والواو فاعل. جملة: (هم صمّ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (هم لا يرجعون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية وترتبط معها برابط السببيّة. وجملة: (لا يرجعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثاني. الصرف: (صمّ) جمع أصمّ صفة مشبّهة من صمّ يصمّ باب فتح وزنه أفعل، وصمّ وزنه فعل بضمّ فسكون. وهكذا كلّ صفة على وزن أفعل جمعه القياسيّ على وزن فعل بضمّ الفاء. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة البقرة - قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يرجعون- الجزء رقم1. (بكم)، جمع أبكم صفة مشبّهة من بكم يبكم باب فرح وزنه أفعل، وبكم وزنه فعل بضمّ فسكون. (عمي)، صفة مشبّهة من عمي يعمى باب فرح وزنه أفعل، وعمي وزنه فعل بضمّ فسكون. البلاغة: 1- هل يسمى ما في الآية الكريمة استعارة؟ في الواقع مختلف فيه. والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لان المستعار له مذكور وهم المنافقون. والاستعارة إنما تطلق حيث يطوى ذكر المستعار له، ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به المنقول إليه لولا دلالة الحال أو فحوى الكلام.. إعراب الآية رقم (19): {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)}.
تفسير: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)
فبينما هو كذلك إذ كفر فصار لا يعرف الحلال من الحرام ولا الخير من الشر. وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال أما النور فهو إيمانهم الذي كانوا يتكلمون به وأما الظلمة فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا يتكلمون به وهم قوم كانوا على هدى ثم نزع منهم فعتوا بعد ذلك. وقال مجاهد; "فلما أضاءت ما حوله" أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى. تفسير: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون). وقال عطاء الخرساني في قوله تعالى "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب. وقال ابن أبي حاتم; ورُوي عن عكرمة والحسن والسدي والربيع بن أنس نحو قول عطاء الخرساني وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب. وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى "مثلهم كمثل الذي استوقد نارا" إلى آخر الآية.
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة.. أعطانا وصفا آخر من صفات المنافقين هو أن أدوات الإدراك التي خلقها الله جل جلاله معطلة عندهم.. ولذلك فإن الإصرار على هدايتهم وبذل الجهد معهم لن يأتي بنتيجة.. لأن الله تبارك وتعالى بنفاقهم وظلمهم عطل وسائل الهداية التي كان من الممكن أن يعودوا بها إلى طريق الحق.