معاشر المسلمين: كونوا دعاة إلى الخير، واعملوا في ذلك بما تستطيعون. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمه وآلائه، له الحمد في الأولى والآخرة وله الحُكمُ وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً. فضل الدعوه الي الله العريفي يوتيوب. أما بعد: فاتقوا الله -أيها المسلمون-، وكونوا دعاة إلى هذا الدين بما تستطيعون وبما بلغكم من علم؛ فالدعوة لا تكون إلا بالعلم لا بالجهل. ومن الأمور المهمة التي ينبغي على الداعية إلى الله: الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في تبليغ الدعوة تعليماً ونصحاً وإرشاداً وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر؛ فالله -تعالى- سخَّر هذه الوسائل الإعلامية، فينبغي استغلالها الاستغلال الأمثل؛ فإنَّها تصل إلى مشارق الأرض ومغاربها بلا كثير عناء، والعناية بترجمة ذلك إلى جميع اللغات قدر المستطاع؛ ليصل بلاغ العلم والدعوة إلى جميع الناس، وإنَّ مما يبهج النفس أن كثيرا من الدروس العلمية والمحاضرات الإرشادية تنقل مباشرة عبر تلك المواقع، فينتفع بها خلق كثير وهم في بلدانهم.
فضل الدعوة إلى ه
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]. ولما عرف الصالحون شرف هذه المهمة حرصوا عليها، فلم يسيروا إليها مشيًا بل سعوا لها سعيًا، قال تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾ [يس: 20]. فضل الدعوة إلى الله. روى مسلم في صحيحه من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال لعلي لما أرسله لقتال اليهود في خيبر "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" [1]. وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" [2] ، فتأمل أخي هذا الفضل العظيم، فإن الداعي إلى الله يجري له ثواب من أهتدى بدعوته وهو نائم في فراشه، أو مشتغل في مصلحته؛ بل إن ذلك يجري له بعد موته، لا ينتهي ذلك إلى يوم القيامة. وبعد ما تقدم أذكر نفسي وإخواني ببعض الوصايا، التي أرجو أن تكون علامات يستنيرون بها في طريق الدعوة إلى الله.
اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخِرة. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غثيا هنيئا مريئا مريعاً، سحَّا غدقاً، نافعا غير ضار، اللهم أحي بلدك الميت، وأسق بهائمك، وأسق عبادك، وأنبت لنا الزرع وأدرَّ لنا الضرع، اللهم أرسل السماء علينا مدراراً، وأنزل علينا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود وسدد رميهم وثبت أقدامهم، واحفظ بلادنا وولاة أمرها وعلماءها وأهلها ورجال الأمن فيها، وزدها قوة وأمناً ورخاء، وانصرها على من عاداها، واكفها شر كلَّ ذي شر، واجمع بها كلمة المسلمين على الحق. أهمية الدعوة إلى الله ومقامها في الإسلام وفضلها وحكمها. ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة:201]. ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات:180-182].
ما زلنا مع سورة المائدة المباركة المدنية الميمونة، ومعنا هذه الآية المباركة الكريمة، هيا نتلو هذه الآية متأملين فيما تحمله من هدى ونور. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة:32].
فيديو- إنقاذ الناس.. وزير الأوقاف يشرح العظمة فى قوله تعالى: ومن أحياها | مبتدا
الأحد 1 ذي القعدة 1436 هـ - 16 اغسطس 2015م - العدد 17219
ربما كان من السهل تصور الأمر الحسي، بينما يصعب -على البعض- تصور الأمر المعنوي، ومن استطاع المقارنة والتصور بين الأمرين انفتحت له أبواب من التأمل والمعرفة والحكمة. فيديو- إنقاذ الناس.. وزير الأوقاف يشرح العظمة فى قوله تعالى: ومن أحياها | مبتدا. فالحياة ربما نتصورها بمفهومها الحسي، ولكن كيف لنا أن نتصورها بمفهومها المعنوي، ولكي نقرب الصورة أكثر لنستمع لقوله تبارك وتعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا... "، هذه الآية فيها من الوعيد الشديد لمن استحل قتل واحد لكونه سوف يستحل دم غيره، ولو تصور القاتل أنه بقتل نفس كأنما قتل الناس جميعا لما قتل! وكيف يظن القاتل بعد قتله للناس جميعا أن يبقى له عمل ينجيه من النار! وفيها من الحث على تعظيم النفوس وحفظها، وأن من تسبب ببقاء نفس واحدة بنهي قاتلها أو استنقاذها من أسباب الهلاك فكأنما أحيا الناس جميعا، بل ينال أجر كل عمل صالح تعمله تلك النفس من صلاة وصوم وزكاة وطاعة وذكر، بل حتى بقاء نسله العابد لله عز وجل، ولذا كان على الناس كلهم شكره.
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.. الآية التي استشهد بها السيسي اليوم في احتفال المولد النبوي
وكمثال على تلك الوسوسة تم تحريف عنوان مؤتمر السلم في البيت الابراهيمي من عنوان مستنبط من مصطلح علمي سياسي إلى الافتراء بأنه ديانة جديدة ، قال تعالى: " وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ". لم يكتفي التكفيريين باتهام المسلمين بالرجوع عن دينهم بل افتروا على أهل الكتاب رجوعهم عن دينهم بالتعبد بالعبادات الإسلامية. إن أساليب هذا التكفير الجديد ، لهو مستنبط من أفكار وأساليب حادثة الافك. ومايثلج الصدور ويبعث الطمانية في النفوس وعده تعالى لأصحاب المكر السيء ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾.
وسيتواصل المسير على طريق الأنبياء والدعاة إلى الله الذين عانوا من أذية وافتراء اعوان الشيطان ، ولم يزدهم ذلك إلا اصرارا " (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). ولو لم تكن دعوة السلم على حق لخالفت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:(الإثم ماحاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس). جميع دعوات السلم نظمت في منتديات كانت الشمس في كبد السماء وتنادت لها وفود ومنظمات وروابط وجماعات بمختلف مشاربها من مشارق الأرض ومغاربها، جمعتهم دعوة صادقة لتدارس انجع السبل لتتمتع الأمة الإسلامية بالسلام.
من احياها فكأنما احيا الناس جميعا
مرحباً، اسمي حسين علي، طالب في الصف السادس.