وهنا، يكذبون على الناس لأنهم يكذبون على أنفسهم أولا، أو هم يكذبون على أنفسهم لأنهم يريدون أن يُصَدِّروا "كذبا مقنعا" للناس! بين هؤلاء وهؤلاء تعرّت الساحة الثقافية/ ساحة صناعة الوعي العام في العالم العربي من أهم عناصر الرؤى التنويرية. وهنا ظهرت "نغمة العداء للغرب" كمؤشر دال على انحسار المد التنويري المتواضع؛ إذ الغرب الليبرالي هو الممثل الشرعي لإرث التنوير، هو امتداده في الراهن، هو نموه الأكمل؛ والمتكامل أبدا. وقد انخرط كثيرون في هذا المسار الضدي تجاه الغرب، الذي هو مسار ضدي تجاه التنوير، ولو يبق متماسكا إلا القلة القليلة التي لن تستطيع التأثير في المدى القريب. ما يعني أن المستقبل سيبقى مفتوحا على المجهول.
- حادثة الإفك! – مدرسة أهل البيت عليهم السلام
- حادثة الإفك
- حادثة الإفك.لماذا اتهمت السيدة عائشة وكيف برءها الله من فوق سبع سماوات - YouTube
سادساً: جواب محمد رشيد رضا صاحب المنار: أن الألفاظ الثلاثة وردت بمعانيها في أصل اللغة موافقة لاصطلاح العلماء؛ ففي الآية الأولى كان الكلام في التشريع وإنزال الكتاب مشتملاً على الهدى والنور والتزام الأنبياء وحكماء العلماء العمل والحكم به، والوصية بحفظه، وختم الكلام ببيان أن كل معرض عن الحكم به؛ لعدم الإذعان له، رغبة عن هدايته ونوره، مُؤْثِراً لغيره عليه، فهو الكافر به، وهذا واضح، لا يدخل فيه من لم يتفق له الحكم به، أو من ترك الحكم به عن جهالة، ثم تاب إلى الله، وهذا هو العاصي بترك الحكم، الذي لا يذهب أهل السنة إلى القول بتكفيره. والآية الثانية لم يكن الكلام فيها في أصل الكتاب، الذي هو ركن الإيمان وترجمان الدين، بل في عقاب المعتدين على الأنفس، أو الأعضاء بالعدل والمساواة، فمن لم يحكم بذلك، فهو الظالم في حكمه، كما هو ظاهر. وأما الآية الثالثة فهي في بيان هداية الإنجيل، وأكثرها مواعظ وآداب وترغيب في إقامة الشريعة على الوجه الذي يطابق مراد الشارع وحكمته، لا بحسب ظواهر الألفاظ فقط، فمن لم يحكم بهذه الهداية، ممن خوطبوا بها، فهم الفاسقون بالمعصية، والخروج من محيط تأديب الشريعة.
أما الآية الثالثة فإن (من) فيها شرطية، وهي آية عامة تتعلق بكل من لم يحكم بما أنزل الله، فهو فاسق؛ فكانه قيل: من لم يحكم بما أنزل لله منا تقصيراً وتهاوناً، إنه لا يبلغ منزلة الكفر، وإنما يوصف بالفسق، فلذلك قال: فأولئك هم الفاسقون؛ لأنه تقدم قوله تعالى: { وليحكم} وهو أمر، فناسب ذكر الفسق؛ لأن من يخرج عن أمر الله تعالى يكون فاسقاً كما قال تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} (الكهف:50) أي: خرج عن طاعة أمره تعالى. وقد وافق ابن الزبيرُ الإسكافيَّ في توجيه الآيتين الأوليين، بينما خالفه وانتقده في توجيه الآية الثالثة، حيث رأى أن الآيات الثلاثة خطابها عام كما تقدم. ثالثاً: جواب الكرماني: ذكر الكرماني أربعة أقوال في توجيه الاختلاف بين الآيات الثلاثة:
أولها: أن الآية الأولى خُتمت بقوله: { فأولئك هم الكافرون} لأنها نزلت في حكام المسلمين. وختمت الآية الثانية بقوله: { فأولئك هم الظالمون} لأنها نزلت في حكام اليهود. وخُتمت الآية الثالثة بقوله: { فأولئك هم الفاسقون} لأنها نزلت في حكام النصارى. ثانيها: أن (الكفر) و(الفسق) و(الظلم) كلها بمعنى واحد، وهو (الكفر) عبر عنه بألفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار.
والمثقفون الذين جنوا على التنوير هنا ـ خيانة مبطنة أو عدوانا صريحا ـ نوعان:
1ـ مثقفون مزيفون، هامشيون. ولكنهم إعلانيون شعاراتيون، يأخذون بشعارات التنوير لهذا الأمر أو ذاك؛ دون أن يكون لديهم وعي بالتراث التنويري ومساراته وتحققاته، بل ودون أن يكون لديهم قناعة حقيقية بالشعارات التنويرية التي يرفعونها ويتاجرون بها ماديا ومعنويا. وهؤلاء إذ لا يفهمون التنوير ولا يعون اشتراطاته ولوازمه، وإذ لا يؤمنون بمبادئه حقا، يُصدِّرونه لعموم الناس على هذا الأساس من التفاهة ومن الاستهانة؛ فيصبح ـ في هذا الوعي العمومي المُجَهَّل ـ كلُّ شيء قابلا لأن يكون تنويرا، وبالمقابل، يصبح كلُّ تنوير مجرد شعار عابر لا يستحق الاحترام؛ فضلا عن الالتزام. 2ـ مثقفون بحق، على علم بإرث التنوير وبمساراته وبتحققاته، وهم على قناعة بمبادئه وبدورها الإيجابي الحاسم. ولكنهم يخونون التنوير ويبيعونه سريعا. ومشكلة هؤلاء أن أقدامهم تزلّ عند أول بارقة طمع، بل وربما عن أتفه بارقة طمع. الضعف النفسي عند هؤلاء يجعلهم يدخلون في دوامة المصالح الذاتية أو شبه الذاتية، فلا يرون ـ حينئذٍ ـ التنوير ذاته؛ فيما لو أرادوا رؤيته حقا، إلا من خلال هذه المصالح.
ملخص المقال
حادثة الإفك هي الحادثة التي اهتزت لها المدينة وآلمت قلب النبي.. حادثة الإفك! – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. فما قصتها؟
حادثة الإفك
لقد استغلَّ المنافقون حادثة وقعت لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي في طريق العودة من غزوة بني المصطلق ؛ حين نزلت من هودجها لبعض شأنها، فلمَّا عادت افتقدت عقدًا لها، فرجعت تبحث عنه، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنَّها فيه. وحين عادت لم تجد الرَّكْب، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها، وصادف أن مرَّ بها أحد أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه، فحملها على بعيره، وأوصلها إلى المدينة..
فاستغلَّ المنافقون هذا الحادث، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة، وتولَّى ذلك عبد الله بن أُبَي بن سلول، وأوقع في الكلام معه ثلاثة من المسلمين: هم مسطح بن أثاثة ، و حسان بن ثابت ، و حمنة بنت جحش.. فاتُّهِمت أم المؤمنين عائشة بالإفك والبهتان. وقد أوذي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بما كان يُقال إيذاءً شديدًا، وصرَّح بذلك للمسلمين في المسجد؛ حيث أعلن ثقته التامَّة بزوجته وبالصحابي ابن المعطل السلمي، وحين أبدى سعد بن معاذ استعداده لقتل من تسبَّب في ذلك إن كان من الأوس، أظهر سعد بن عبادة معارضته؛ بسبب كون عبد الله بن أبي بن سلول من قبيلته، ولولا تدخل النبيِّ صلى الله عليه وسلم وتهدئته للصحابة من الفريقين، لوقعت الفتنة بين الأوس والخزرج.
حادثة الإفك! – مدرسة أهل البيت عليهم السلام
وتوالت الآيات بعد ذلك تكشف مواقف الناس من هذا الافتراء وتبين عقاب المنافقين الذين خاضوا في عرض أمنا عائشة رضي الله عنها، وتعلن -بجلاءٍ ووضوح- براءتها، وقد أكرمها الله فمنحها الجائزة والتعويض لصبرها على محنتها، وأنزل في براءتها آياتٍ من القرآن الكريم تُتلى إلى يوم الدين. المقال السابق:
المقال التالي:
عدد الزيارات: 7528
حادثة الإفك
والإجابة على هذا التساؤلات لا يعلمها يقينًا إلا الله سبحانه وتعالى، لكن ونحن نقرأ القرآن وندرس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نحاول أن نفهم لنطبق ولنعمل بآيات القرآن الكريم ، وباختصار شديد الحكمة من هذه الحادثة تدريب المؤمنين عمليًا على موضوع خطير يكفي لهدم الأمة، وتفريق وحدتها ونشر الفاحشة فيها. حادثة الإفك.لماذا اتهمت السيدة عائشة وكيف برءها الله من فوق سبع سماوات - YouTube. إنها الكلمة والكذب والبهتان والاتهام بالباطل بدون دليل قاطع، وخاصة في الأعراض وهي تلك القضية التي تناولتها الآيات، ونقف على هذه الحكمة من قوله تعالى: { وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، أي كان من المفترض أن لا تتكلموا بما ليس لكم عليه دليل قاطع، ثم جاء الأمر وهو الدرس من الحادثة: لا تعودا لمثل هذا الصنيع أبدًا إن كنتم فعلاً مؤمنين بالله.. ثم يوضح الله سبحانه في قوله: { وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، أي ويبين الله لكم الآيات المشتملة على أحكامه ومواعظه، وهو عليم بحالكم وما يفيدكم وما يضركم، وهو سبحانه حكيم فيما صنع لتربية الأمة وتدريبها على خطورة هذا الأمر.
حادثة الإفك.لماذا اتهمت السيدة عائشة وكيف برءها الله من فوق سبع سماوات - Youtube
بعد ذلك أنزل الله الوحي على رسوله الكريم صلّ الله عليه وسلم لتبرئة السيدة الطاهرة عائشة رضي الله عنها ؛ أنزل الله تعالى تسع آيات مُحكمات لبيان براءة وعفاف السيدة عائشة رضي الله عنها ؛ وكشف كيد المنافقين.
الحكمة والغاية من حادثة الإفك: لقد أشير في تضاعيف هذه القصة إلى جملةٍ من الحِكم والأسرار التشريعية فيها، مثل استشارته عليه الصلاة والسلام لعلي وأسامة رضي الله عنهما، وتوقفه عليه الصلاة والسلام في شأن هذه الحادثة، وتأخر نزول الوحي. واختصروا على ما يتعلق بحدّ القذف، وهو إيراده رحمه الله تعالى عدداً من الوجوه في أن يجاوبوا عن هذا السؤال، ألا وهو: لماذا لم يقيم رسول الله الحدّ على عبد الله ابن أبي؟ الجواب: قيل لأن الحدود هي تخفيف على أهلها وكفارةً، والخبيثُ ليس أهلاً لذلك، لأن الله تعالى وعده بالعذاب العظيم في الآخرة فيُغنيه ذلك عن إقامة الحد عليه. ويقال أيضاً، إن الحدّ لا يُثبت بالإقرار أو البينة، وهو لم يقر بالقذف ولا شهد به عليه أحد؛ فإنه إنما كان يذكره بين أصحابه، ولم يشهدوا عليه، ولم يكن يذكروه بين المؤمنين. حادثة الإفك. وقيلَ: أن حدّ القذف هو حقٌ لآدمي لا يكتمل إلا بطلبه، حتى وإن قيل أنه حقٌ لله، فلا بد من مطالبة المقذوف وعائشة لم تطالب به ابن أبي. وقالوا البعض: ترك إقامة الحد لمصلحةٍ، هي أعظمُ من إقامته، كما تُرك قتله مع ظهور نِفاقه وتكلمه بما يوجب قتله مراراً، وهي تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام؛ فإنه كان مطاعاً فيهم رئيساً عليهم فلم تؤمن إثارة الفتنة في حدّه.