نبذة عن الخطيب هو زياد بن أبيه, كان كاتباً لأبي موسى الأشعري ونبغ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وفي عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب تولى زياد ولاية فارس وكرمان والبصرة، وفي عهد الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان ولاه البصرة والكوفة وكان ذلك سنة 44 هـ مناسبة الخطبة اختار معاوية بن أبي سفيان زيادًا واليًا على البصرة، وكانت معقلاً للخارجين على الخلافة الاموية ولهذا فقد كانت الفتن والثورات على بني أمية تنبع منها. فلما وصل زياد إلى البصرة صعد المنبر وألقى هذه الخطبة سبب تسميتها بالبتراء لأنه لم يبدأ بحمد الله والثناء عليه وهو الأسلوب الدارج في استهلال الخطب.
- زياد إبن أبيه
- كلمة وزير التعليم امس
زياد إبن أبيه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا- يجب أن تعرف أنَّ هذه المسألة لا تنحصر بزياد بن أبيه فقط، وإنما هناك العديد ممّن ولّاهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم تكن عاقبتهم إلى خير، كمقصلة بن هبيرة والمنذر بن الجارود والقعقاع بن شور والنعمان بن العجلان ويزيد بن حجية، فقد أغراهم المال فاغتروا به، وهربوا بما كسبوا إلى معاوية. ثانيا - لا يخفى عليكم أنَّ الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) كانوا مأمورين بالتعامل مع الناس بحسب ظواهرهم وبحسب المصالح العامّة الخارجية، كما هو الحال في إرسال رسول الله (صلى الله عليه وآله) خالد بن الوليد على قيادة الجيش، أو إرسال الوليد الفاسق لجمع الصدقات، أو تأمير عمرو بن العاص. ثالثا- كان زياد بن أبيه بحسب ظاهر أيام امير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً إدارياً مخلصاً في عمله ونصيحته، حتى أنّه عندما أولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) بلادَ فارس أرسل إليه معاوية كتاباً يستميله إليه تارة، ويهدّده أخرى، فقام زياد في الناس خطيباً وقال: (العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق، يتهددني وبيني وبينه ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج سيدة نساء العالمين وأبو السبطين وصاحب الولاء والمنزلة والإخاء في مائة ألف من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان.
وإذا علمنا أن ولاية البصرة كانت تشمل فيما تشمل إقليم فارس وأنه يتبعها إدارياً، نعرف سبب تولي زياد على فارس عندما حدثت فيه الفتنة، فإنَّ الإمام (عليه السلام) استشار ابن عباس، الوالي على البصرة والتي تتبعها فارس، في الرجل المناسب الذي تستقيم فارس له، ويخمد الفتنة، فأشار عليه بتعيين زياد، لما رآه منه من كفاءة إدارية وفصاحة رأي، فقام الإمام (عليه السلام) وحفظ لابن عباس وظيفته الإدارية واستقلاله الاعتباري بالقرار عندما ولّى زياد على فارس. رابعا- من الممكن أن يكون أحد الوجوه في تولية أمثال زياد هو إقامة الحجّة عليهم وعلى الناس، ورفع شبهة أنّ الإمام لا يأتي إلا بمن حوله من الناس ومن هم من جماعته. وفي المقابل، فهو عليه السلام يعمل على مراقبتهم ومحاسبتهم باستمرار واقرارهم على عملهم ما داموا يقومون به على الوجه الصحيح والاعلان عن البراءة منهم ومن عملهم فور وقوع الخيانة منهم. خامسا- محاولة المقايسة بين أفعال زياد في زمن معاوية بأفعاله في زمن علي (عليه السلام) ومحاولة تخطئة علي (عليه السلام) بالنظر إلى المستقبل فهذا هو الجور والحيف والمعاقبة على جريمة لم ترتكب بعد. وهذا لا يعني أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان لا يعرف عاقبة زياد، بل أن ظاهر بعض الروايات الإشارة إلى ما يكون عليه مستقبلاً، ولكن ذلك لا يمنع من تحصيل المصلحة للمسلمين ان كانت موجودة ولا تلازم بينها وبين عاقبته المستقبلية.
يُعدّ يوم الاثنين الموافق لـ 24/1/1428هـ يوماً خالداً في تاريخ مسيرة تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية؛ حيث احتضن نموذجاً من اهتمام القيادة الرشيدة في المملكة بالتعليم بصدور الموافقة السامية الكريمة ـ على البدء بتنفيذ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير)، وتخصيص ميزانية مستقلة له, هي الأضخم من نوعها في تاريخ تطوير التعليم العام. ومع صدور هذه الموافقة التي احتوت رؤية واضحة لقيادة حكيمة, تسعى إلى تحقيق الطموح في شعب يتطلع إلى التقدم والازدهار؛ فإن المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات التنفيذية تزداد فخراً, والدافعية تزداد حيوية في سباق مع الزمن لتحقيق أهداف المشروع باحترافية عالية, وأداءِ غير تقليدي. إن تحقيق التنمية المستدامة في بلادنا يعتمد ــ بعد توفيق الله تعالى ــ على المهارات والمعارف والاتجاهات التي يملكها المواطن السعودي, والتعليم الجيد المنافس هو الأداة المُثلى للاستثمار في رأس المال البشري. كلمة وزير التعليم امس. وطلابنا يمثلون المورد الأكثر استدامة من خلال الرفع من جودة تعليمهم وتطويره بصورة تنمي إبداعاتهم, وترعى مواهبهم, وتشجع ابتكاراتهم, وهو ما سيؤدي إلى الرفع من الكفاءة في رسم مستقبلهم ومواجهة تحديات الحياة, وتعزيز قدرة بلادنا التنافسية ووضعها في مصافّ الدول المتقدمة.
كلمة وزير التعليم امس
وألقت المعلمة مناير عبدالرحمن الحامد نيابة عن زملائها وزميلاتها المعلمين والمعلمات كلمة عبّرت فيها عن شكر وتقدير المعلمين والمعلمات لوزارة التعليم؛ لحرصها المستمر على رعاية ودعم المتميزين؛ انطلاقاً من عملها الدؤوب في تحقيق المستهدفات الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، من خلال برامج نوعية داعمة لقطاع التعليم العام؛ لتطوير منسوبيه؛ حتى يكونوا في مستوى المنافسة العالمية. مفهوم التميز:
وأكدت في سياق كلمتها على دور وزارة التعليم في تعزيز مفهوم التميّز فكراً وممارسةً في القطاع التعليمي، ونشر ثقافته، ومن خلال الجهود التي تعكس تصميم الوزارة على تعزيزه في المجتمع التعليمي؛ لتحفيز المعلمين والمعلمات والمدارس ومكاتب وإدارات التعليم، وحثهم على مواصلـة الأداء المتميز، سواء في الرخـص المهنية، أو الاختبارات الدولية. وتهدف الاحتفالية إلى تعزيز الاستفادة من العناصر التعليمية، في ظل إجراء وزارة التعليم مقارنات مرجعية مع بعض الأنظمة العالمية، وذلك باستثمار دوافع التعلّم والتميّز الموجودة لدى الكوادر البشرية، وكذلك استعدادات التطوير في البيئات التعليمية، كما تسهم المشاركة في اختبارات الرخص المهنية والاختبارات الدولية بإمكانية مقارنة البيئة التعليمية بالمملكة مع أنظمة تربوية متباينة في خلفياتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مما يدعم التقدّم في مؤشرات التنافسية العالمية، وكذلك المساهمة للوصول إلى أهم وأفضل الوسائل المؤدية إلى تجويد نواتج التعلّم، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
يولي الإسلام أهمية هائلة للتربية والتعليم فقد قال تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"، ودعا إلى الاستزادة من العلم بلا حدود، وطلب منا أن نتوجه إليه بالدعاء فنقول: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، وما هذا إلا لما للتربية والتعليم من أثر هائل في تقدم الأمم والشعوب ورقيها، بل وقربها إلى الله؛ فقد قال تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ".