من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين | " فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة " للحاج فؤاد الهجرسى
" فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة "
لدين الله تعالى.. ولعباده المؤمنين به.. الحريصين على نشر الدين على العالمين. أعداء مصرون على الصد عن الإيمان بالله والدين. أولئك الأعداء ، عموا عن الهدى وسدروا. في الضلال ، وهم يبذلون قصارى جهدهم ، وينفقون كل أموالهم في سبيل ذلك ، ولن يصلوا إلى اقل القليل مما يأملون. ألا ترى أنهم يحاربون الله..!. والله يريد لعباده ، كل عباده ، الخير والهداية إلى سواء السبيل ، وهم يريدون غير ما يريد ، فهل يطيقون الوقوف في وجه الإرادة العليا.. إرادة الله تعالى ، ولن يطيقوا بل يصعقون. وهذه صورة من سحق الله لأمثالهم واضحة جلية.. يقول تعالى:" إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " 36 – الانفال
تأمل هذه الإشارات في الآية: فهي تصفهم بالكفر ، وتبين أن هدفهم هو الصد عن سبيل الله ، وتقول انهم سينفقون الأموال كلها ، وعما قريب تفرغ أيديهم من الأموال ؛ لان أداة التسويف هي السين التي تدل على القرب ، وتأتي ( ثم) التي تفيد التراخي ؛ فهم بعد فراغ المال من أيديهم في حيرة من الأمر.. .. فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة. ماذا يفعلون ؟ ويطول زمان الحيرة ، ويلسعهم حس الخيبة ويعضون أصابع الندم على ذهاب الأموال وضياع الآمال.
- سبب نزول " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " | المرسال
- .. فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة
- الوحي والسياسة: فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
- اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى
- وقال فرعون ذروني اقتل موسى تحميل
- اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى mp3
- وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه
- وقال فرعون ذروني اقتل موسي خالد الجليل
سبب نزول &Quot; إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله &Quot; | المرسال
تاريخ الإضافة: 13/9/2017 ميلادي - 22/12/1438 هجري
الزيارات: 16276
♦ الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾. الوحي والسياسة: فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. ♦ السورة ورقم الآية: الأنفال (36). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إنَّ الذين كفروا ﴾ نزلت في المُنفقين على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيَّام بدرٍ وكانوا اثني عشر رجلاً قال تعالى: ﴿ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ﴾ بذهاب الأموال وفوات المراد. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾، أَيْ: لِيَصْرِفُوا عَنْ دِينِ اللَّهِ. قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي الْمُطْعِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ وَكَانُوا اثَّنَى عَشَرَ رَجُلًا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، وَنَبِيهٌ وَمُنَبِّهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ هِشَامٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَأُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المطلب، وكلهم من قريش وكان يُطْعِمُ كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كُلَّ يَوْمٍ عَشْرَ جُزُرٍ.
ففعلوا. قال: ففيهم- كما ذكر عن ابن عباس- أنزل الله- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.. الآية. وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: نزلت في أبى سفيان بن حرب، استأجر يوم غزوة أحد ألفين من الأحابيش من بنى كنانة، فقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم:وروى عن الكلبي والضحاك ومقاتل أنها نزلت في المطعمين يوم بدر، وكانوا اثنى عشر رجلا من قريش.. كان كل واحد منهم يطعم الناس كل يوم عشر جزر. قال ابن كثير: وعلى كل تقدير فهي عامة وإن كان سبب نزولها خاصا. أى: أن الآية الكريمة تتناول بوعيدها كل من يبذل أمواله في الصد عن سبيل الله، وفي تأييد الباطل ومعارضة الحق. سبب نزول " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله " | المرسال. المعنى: إن الذين كفروا بالحق لما جاءهم يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لا في وجوه الخير، وإنما ينفقونها لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أى: ينفقونها ليمنعوا الناس عن الدخول في الدين الذي يوصلهم إلى رضا الله وإلى طريقه القويم. واللام في قوله: لِيَصُدُّوا لام الصيرورة، ويصح أن تكون للتعليل لأن غرضهم منع الناس عن الدخول في دين الله الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يرونه دينا مخالفا لما كان عليه الآباء والأجداد فيجب محاربته في زعمهم.
.. فسيُنفقونها ثم تكون عليهم حسرة
أخيرا نسأل السودانيين الذين ثاروا على عمر البشير وساهموا في إسقاطه: كيف ترون بلدكم يُساق إلى التطبيع الذليل، ثم تلزمون صمتا مطبقا؟!
أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْولَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ * وَلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال:36-37]. أيها المسلمون: هذه الآية الكريمة من سورة الأنفال، وهي مدنية، ولها سبب نزول، فقد ذكرت كتب التفسير ما حصل قبل بدء معركة بدر، فإن اثني عشر رجلاً من قريش -ومنهم أبو جهل- قد كان الواحد منهم يقدم عشراً من الإبل، أي في كل يوم ينحرون مائة وعشرين جملاً، بهذا الإسراف والتبذير كان أهل قريش يتباهون للوقوف في وجه الدعوة الإسلامية. وماذا كانت النتيجة؟ لقد كان ما قدموه ندامة وأسفاً لفوات هذه الأموال من غير فائدة، وفي غير محلها. أي كانت أموالهم عليهم حسرة لأنهم قصدوا الصد عن سبيل الله وقصدوا محاربة المسلمين، والحسرة كما يقول علماء اللغة هي أشد درجات الندم والغم على ما فات. أيها المسلمون: هل الأموال والثروات والطاقات التي بأيدي الكفار والظُـلّام والمتكبرين والمتغطرسين، هل هي نعمة لهم أم نقمة عليهم؟ وما الحكمة في أن الله يرزقهم أرزاقاً متعددة ومتنوعة يسيطرون بها على العالم؟.
الوحي والسياسة: فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
وهذا يحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة ، كما قال تعالى: ( ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم) [ يونس: 28] ، وقال تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) [ الروم: 14] ، وقال في الآية الأخرى: ( يومئذ يصدعون) [ الروم: 43] ، وقال تعالى: ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون) [ يس: 59]. ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا ، بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين ، وتكون " اللام " معللة لما جعل الله للكفار من مال ينفقون في الصد عن سبيل الله ، أي: إنما أقدرناهم على ذلك
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [ الأنفال: 36]
سورة: الأنفال - Al-Anfāl
- الجزء: ( 9)
-
الصفحة: ( 181) ﴿ Verily, those who disbelieve spend their wealth to hinder (men) from the Path of Allah, and so will they continue to spend it; but in the end it will become an anguish for them. Then they will be overcomed. And those who disbelieve will be gathered unto Hell. ﴾
حسرة: ندما و تأسّفا
إن الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله ينفقون أموالهم فيعطونها أمثالهم من المشركين وأهل الضلال، ليصدوا عن سبيل الله ويمنعوا المؤمنين عن الإيمان بالله ورسوله، فينفقون أموالهم في ذلك، ثم تكون عاقبة نفقتهم تلك ندامة وحسرة عليهم؛ لأن أموالهم تذهب، ولا يظفرون بما يأمُلون مِن إطفاء نور الله والصد عن سبيله، ثم يهزمهم المؤمنون آخر الأمر. والذين كفروا إلى جهنم يحشرون فيعذبون فيها. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الأنفال Al-Anfāl الآية رقم 36, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
وذو سحر مبين جثم الجهل على قلوبهم وجثت الظلمة على أبصارهم وأعماهم الشيطان الرجيم. قال لهم فرعون ذرونى واتركونى أقتل موسى ولينادى ويدع ربه الذى يقول به ليمنع قتلى له. أم ماذا تأمرون؟ { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}. { قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}. ضعف وعجز فرعون وموعظة الرجل الصالح لهم أصبح فرعون ضعيفاً عاجزاً ولم يصبح آمراً بعد أن كان يدّعى أنه ربهم وإلههم. صار يستجدى الطلب والأمر منهم وأصبح هامان وحاشيته وبطانته هم الآمرين له والناهين. يلا خبر | معجزات سيدنا موسى مع فرعون وضلال فرعون لقومه وعجزه وما هو يوم الزينة - يلا خبر. كما أيأمرونه بقتل موسى أم يأمرونه أن يجمع له السحرة. كما جاءهم رجلاً منهم كان مستخفياً بإيمانه عنهم وجد أنه قد وجب عليه أن يجهر ويعلن بما يسرّه ويكتمه. حيث بين لهم طريق الهدى والرشاد من طريق الضلال والفساد وقال لهم. كيف تقتلون رجلاً قد أتاكم بآيات بينات من الله إن كان غير صادقاً فيما يدعوكم إليه من وحدانية الله فاتركوه ودعوته. وإن تؤمنوا بما جاءكم به وتصدقوه فستكون لكم به النجاة من عذاب الله الذى وعدكم به.
اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى
دور مؤمن آل فرعون الذي بقي يكتم إيمانه:
الآن وقد جاء دور المؤمن الذي بقي يكتم إيمانه للحظة التي علم فيها أن فرعون جاد في قتل موسى، فنهض لكي يعترض على جريمة فرعون التي يريد أن يرتكبها بحق موسى عليه السلام، هل سيقتل نبي الله، فقال تعالى: "وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ" غافر:28. فقال الرجل المؤمن ما هي جريمة موسى، فقط لأنه يقول ربي الله، وكان متيقن هذا الرجل المؤمن أن فرعون ومن حوله أنه في داخل أنفسهم يعلمون أن ربهم هو الله تعالى، فقد جحدوا بها واستيقنت فيها أنفسهم، ولذلك أراد أن يبين للقوم بأن هذا الذي تتهمون به موسى جميعكم تؤمنون به، فما هي الجريمة التي ارتكبها، فقط لأنه قال الله ربي وخالقي. ولكن الناس جميعهم من شدة خوفهم من فرعون استجابوا لأمره وظلوا صامتين، أما الرجل المؤمن أظهر شجاعته ولم يستطع الصمت فقال لفرعون: كيف تقتلون موسى الذي جاءكم بآيات العصى وآية اليد، أولم يأتيكم الطوفان فدعا ربكم ونجاكم منه، أو لم دعا الله عندما جاءتكم الضفادع فنجاكم منها، أو لم يبتليكم الله بالقمل فنجاكم أيضاً منها، وابتلاكم بالدم ودعا ربه فنجاكم من كل ذلك فماذا تريدون أكثر من تلك البينات التي جاء بها إليكم، فصارت حاشية فرعون ينظرون إلى هذا الرجل ويقولون: كيف تَجرأ هذا الفتى وقال هذا الكلام أمام فرعون، ومنذ متى يتكلم هذا الرجل مثل هذا الحديث.
وقال فرعون ذروني اقتل موسى تحميل
وخلاصة الأمر أن الفساد والإفساد مناهجُ قديمة تتكرر، وخططٌ سابقةٌ يُعاد بعثها، وهي مترافقة مع الإفقار والتفريق والتخريب، وقلَّما يأتي على أثرها منافع دائمة خالية من المنغصات والآثام والعثرات، والقائمون عليها شجعان في المخازي، جبناء في المصاعب، كرماء عند الرذائل، أشحة مع الفضائل.
اية وقال فرعون ذروني اقتل موسى Mp3
تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴾ (غافر: 41، 42). حتى قال لهم:﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ (غافر: 44). فكانت الخاتمة ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ (غافر: 45). فهذا والله ما تنصل عن تحمل مسئولية هذا الدين، وما ألقاها بالكلية على موسى -عليه السلام-، فهذا بلسان الحال قال: أنا لها، أنا مسئول عن دين الله -تعالى-. وقال فرعون ذروني أقتل موسي وليدع ربه. أفتعجز أيها الحبيب أن تكون مثله؟ الصورة الثالثة: ليست صورة من بني آدم ولكنها من الجن، فلسان حالهم قال: أنا مسئول عن دين الله، وعن الهتاف بهذا الدين، لنُسمع كل الدنيا. ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.
وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه
- ثم جعل يرهبهم من عذاب الآخرة، إذ لا ينفع الاتباع ولا المتبوعين في الباطل بعضهم بعضا: ( وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ. يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ). وقال فرعون ذروني اقتل موسي خالد الجليل. الوقفة الثالثة: أهمية التوكل والاحتساب في سبيل الدعوة إلى الله: - وهذا ظاهر من موقف المؤمن في مواجهة تهديداتهم ووعيدهم له. - الرجل المؤمن يتحول إلى داعية محتسب ينشر دعوته في قومه، لاسيما بعد عناد الفرعون وتشغيبه على كلامه أكثر من مرة: قال -تعالى-: ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ. وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ). - ثم جعل يرقق قلوبهم ويطمعهم فيما عند الله لعلهم يستجيبون: ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ. مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وقال فرعون ذروني اقتل موسي خالد الجليل
قلم التحرير
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه،
وبعد:
شاء الله بحكمته ألَّا يخلو عصرٌ أو مكانٌ من مصلحين ومفسدين، وجعل التدافع سُنَّة
باقية فيما بينهم بل في داخلهم أحياناً؛ حتى تستمرَّ الحياة، ويجاهدَ المؤمنون
المصابرون المرابطون على الثغور لإقامة مطلوب الله فوق الأرض بعد إحيائه في القلوب
وإزالة أيِّ عائق أمامه. ومن الطبيعي أن يكون لكلِّ فريق منهم سمات وطبائع تميِّزهم
وتدمغ أعمالهم، ومن فضل الله علينا أن أصبح القرآن العزيز شاهداً على الصنفين،
ومبيِّناً لكثير من دوافعهم وصفاتهم ومآلاتهم في آيات مُحْكَمة لا يأتيها الباطل
أبداً. وسوف يكون الحديث مقتصراً على أهل الفساد والإفساد من باب البيان والتحذير، ولأن
شرورهم في هذه الأزمنة تتزايد مع خفاءٍ ومَكْرٍ حيناً، وباستعلاءٍ وإعلانٍ قبيحٍ
أحياناً أخرى، تحت ستار من قوة ظاهرها أكبر من حقيقتها، وحقيقتها لا تتجاوز محض
الهشاشة وسهولة التلاشي والزوال لو اجتمع الضعفاء على صدِّها ومنعها مرة واحدة فقط
كي يشاهدوا تساقطها السريع المذهل؛ بَيْد أن الخنوع أذلَّ الأعناق وزاد الرَّهَق
والبلاء، ومكَّن للشر أن يستطيرَ ويستطيلَ.
الصورة الأولى: صاحب ياسين: فلقد قص الله -تعالى- علينا من حكايته: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾ (يس: 20- 25). فهل تعرف أيها الحبيب ما اسمه وما سمعته وما هي حرفته، فالقرآن قال لنا بأنه رجل؟ فهل تراه تقاعس أن يقوم بواجبه في الدعوة لدين الله -تعالى- وتحمل مسئوليته تجاه ذلك الدين؟ هل تراه قال من أنا أمام رسل الله -تعالى-، الذين بعثهم إلى هؤلاء القوم؟! وما تأثير كلامي أمام كلامهم، وهم مؤيدون من قبل الله -تعالى-؟ هل تراه قال مثل ذلك؟! لا والله، إنه علم أن عليه مسئولية أمام هذا الدين، فقام وأدى الواجب الذي عليه. طبائع الفساد والإفساد - طريق الإسلام. ولتعلم أيها المسلم الحبيب أن قومه ما تركوه، ولكن قاموا بقتله، فما حمل في قلبه البغضاء ولا الحقد على قومه، ما حمل لهم في قلبه إلا الرأفة والشفقة.