وجه الدَّلالة: أنَّ الخَمرَ لو كانتْ نَجِسةً لَمَا أراقُوها في طرُقِ المُسلمينَ؛ ولما أقرَّهم الشَّارِعُ على ذلك؛ فإنَّ طُرُقاتِ المُسلمينَ لا يجوزُ أن تكونَ مكانًا لإراقةِ النَّجاسةِ ((تفسير القرطبي)) (6/288)، ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (11/192). 2- عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رجلًا أهْدَى لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم راويةَ خمْرٍ، فقال له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هل عَلِمْتَ أنَّ اللهَ قد حرَّمَها؟ قال: لا، فسارَّ إنسانًا، فقال له رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بِمَ ساررْتَه؟ فقال: أمرتُه بِبَيعِها، فقال: إنَّ الذي حرَّم شُربَها حرَّم بَيعَها، قال: ففتَح المزادةَ حتَّى ذهَبَ ما فيها)) رواه مسلم (1579). وجهُ الدَّلالة: أنَّه لو كانَتِ الخَمرُ نَجِسةً نجاسةً حِسيَّةً، لأمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صاحِبَ الرَّاويةِ أن يغسلَ راوِيَتَه، كما كانت الحالُ حين حُرِّمَت الحُمُرُ عامَ خَيبرَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أهْريقُوها واكسِرُوها- يعني: القُدورَ- فقالوا: أو نُهريقُها ونغسِلُها؟ فقال: أو ذاك)) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/258).
- حكم الخمر مع الدليل التوثيقي للطلاب المتفوقين
- حكم الخمر مع الدليل الاسترشادي
- حكم الخمر مع الدليل الوطني
- سورة تبارك الذي بيده الملك
حكم الخمر مع الدليل التوثيقي للطلاب المتفوقين
تاريخ النشر: الإثنين 16 ذو القعدة 1433 هـ - 1-10-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 187619
10518
0
262
السؤال
أسعدك الله يا شيخ لدي سؤال عن أمر قاله زميل لي حين سأله المدرس ماذا ستفعل لو كنت رئيس دولة؟ فقال سأجعل الخمر قانونيا فأنكرت عليه ذلك وقلت له إن استباحة الحرام ليست مجال مزاح ونصحته بأن يذهب ويسأل عن حكم ما قال، ولا أدري هل ذهب وسأل أو لا، وأظن أنه لا يعلم وبال أمره, فبماذا تنصحوني تجاهه؟ وجزاكم الله تعالى خيرا.
حكم الخمر مع الدليل الاسترشادي
وننبه قبل الجواب إلى أن حرمة الخمر معلومة من دين الإسلام بالضرورة، من أنكرها كفر، وخرج من ملة الإسلام، وعلى الحاكم المسلم أن يستتيبه ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل.
حكم الخمر مع الدليل الوطني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثالث عشر -
كتاب مكروهات الصلاة
محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
135
24
224, 396
وقال في "السياسة الشرعية" (ص92): " والحشيشة المصنوعة من ورق القِنَّب حرام أيضا يُجلد صاحبها كما يجلد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج ، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد. والخمر أخبث من جهة أنها تفضي إلى المخاصمة والمقاتلة ، وكلاهما يصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة. وقد توقف بعض الفقهاء المتأخرين في حدها ورأى أن آكلها يعزر بما دون الحد ، حيث ظنها تغير العقل من غير طربٍ بمنزلة البنج. ولم نجد للعلماء المتقدمين فيها كلاما ، وليس كذلك بل آكلوها ينشَون عنها ويشتهونها كشراب الخمر وأكثر ، وتصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة إذا أكثروا منها ، مع ما فيها من المفاسد الأخرى من الدياثة والتخنث وفساد المزاج والعقل وغير ذلك. حكم الخمر مع الدليل الوطني. ولكن لما كانت جامدة مطعومة ليست شرابا تنازع الفقهاء في نجاستها على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره ، فقيل: هي نجسة كالخمر المشروبة ، وهذا هو الاعتبار الصحيح ، وقيل: لا ؛ لجمودها. وقيل: يفرق بين جامدها ومائعها. وبكل حال فهي داخلة فيما حرمه الله ورسوله من الخمر والمسكر لفظا أو معنى. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: البتع وهو من العسل ينبذ حتى يشتد ، والمِزر وهو من الذرة والشعير حتى يشتد قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتيمه فقال: ( كل مسكر حرام) متفق عليه في الصحيحين " انتهى.
♦ ثانيًا: هي سبب في الشفاعة ومغفرة الذنوب؛ يدلُّ على ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: ((إنَّ سورةً من القرآن ثلاثون آيةً، شفعت لرجل حتى غُفر له، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك)) [3]. ♦ ثالثًا: تُنجي من عذاب القبر؛ فقد كان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "مَن قرأ ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك: 1] كلَّ ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم نُسمِّيها المانعة، وإنها في كتاب الله، سورة مَن قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب" [4]. تبارك الذي بيده الملك الشيخ حسن. ♦ رابعًا: تُرسِّخ في قلب المسلم صفتين من صفات الكمال التي يتَّصف بها سبحانه؛ فهو مالك الملك، وهو القادر المقتدر المتصرِّف في ملكه وعبيده بما يشاء؛ فقد افتُتحت بقوله تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ [الملك: 1]. ومن يوقن أن الله تعالى هو مالك الملك، القدير على كل شيء، اطمأنَّ قلبه، وهدأت نفسه، وانصبَغَ بأنوار الرضا أيَّما انصباغ! ♦ خامسًا: تُخبرنا عن سبب وجودنا في هذه الحياة، وهو سؤال طالما سأل عنه الإنسان، فجاء الجواب بقوله سبحانه: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].
سورة تبارك الذي بيده الملك
2 - النظام والانضباط، فهم يأوون إلى أماكنِهم ومكامنهم قبل الغروب، وينتشرون في الصباح الباكر. 3 - الاستقامة: وهم لا يُغيِّرون عوائدهم في المبيت، ولا سعيهم على أرزاقهم في النهار، ولا هجرتهم في المواسم. 4 - الذَّوق؛ إذ إن الطير تَبتعِد في الليل عن مواطن السكن! 5 - الألفة فيما بينهم؛ فهم يتجمعون في أمكنة معيَّنة، ويتآلفون! 6 - النوم مبكِّرًا ، والاستيقاظ قبل الفجر. 7 - العمل بروح الفريق، ويستفاد ذلك من قوله تعالى: ﴿ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ﴾ [النور: 41]، ويلاحظ ذلك في تجمُّعهم عند النوم، وانتشارهم في جو السماء، وغير ذلك. 8 - التوكُّل على الله تعالى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا، وتروح بطانًا)) [11]. من آيات الثناء على الله في القرآن - مصلحون. وكأن الله تعالى يقول لنا: يا عبادي، ما عليكم إلا أن تمشوا في اﻷرض، ثم تتوكَّلوا عليَّ، وأنا سوف أرزقكم كما أرزق الطير؛ تغدو في الصباح وهي جائعة، وترجع في المساء وقد امتلأت بطونها.
العدد 149 - السنة الثالثة عشرة – جمادى الآخرة 1420هـ – تشرين الأول 1999م
1999/10/24م
المقالات
5, 621 زيارة
يقول الله تعالى: ( إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) ، ويقول عز من قائل: ( ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) ، ويقول، وهو أصدق القائلين: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) ويقول جلت قدرته: ( إن الحكم إلاّ لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) ويقول جل وعلا: ( إن الحكم إلاّ لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون) ويقول تبارك وتعالى: ( فالحكم لله العلي الكبير) ، ويقول رب العرش العظيم: ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) صدق الله العظيم. الله خالق كل شيء، وهو مالك الملك، ولا يحدث في ملكه شيء إلا بإذنه، ولذلك فحكمه وأمره هما اللذان يجب أن ينفذا في كل شيء، ولا يصح أن يكون الناس إلا عباداً لخالقهم العلي القدير، ولا أن يحتكموا إلا لربهم العزيز الحكيم؛ ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ، فالله هو الحاكم، والحاكمية لله وحده، ولا يصح بعد هذا اليقين أن يُحتكم إلى غير الله ورسوله في الكتاب الكريم والسنة المطهرة. ولهذا يثبت علماء الأصول أن لا حكم قبل ورود الشرع، فالشارع هو الذي يصف الأشياء والأفعال بالحسن والقبح، لأن هذين الوصفين ليسا نابعين من ذات الأشياء والأفعال، وإنما هما وصفان خارجان عن ذاتهما، أي ليس الحسن والقبح، كالنعومة والخشونة يمكن إدراكهما عن طريق اللمس، أو كالسخونة والبرودة يتعرف إليهما عن طريق الحواس، وإنما هما وصفان يتعلق بهما الثواب والعقاب، ولذلك كان الذي يحق له هذا الحكم هو خالق الأشياء والإنسان، وهو ( مالك يوم الدين) ، الذي بيده الثواب والعقاب، ويقضي ويفصل بين الناس.