وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: (( كُلُّ شَرَابٍ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)).
مطوية عن المخدرات
ثانيًا: تعريف المخدرات:
المخدرات هي كلمة من اللغة العربية، حيث إن أصلها المادة المخدرة، والتي جاءت أيضًا من كلمة التخدير، وفي الأصل في اللغة فإن كلمة التخدير تأتي من الستر، وتم إطلاق عليها ذلك لأنها تأتي من الخدر، وهو الشعور بالكسل وأيضًا الخمول الذي يشعر به الشخص بعد تناول بعض المواد الكحولية، والتخدير هو تعطيل أجهزة الجسم المختلفة عن القيام بالعديد من الوظائف المسئولة عنها، كما أنها تقوم بتعطيل الشعور وأيضًا الإحساس بشكل كامل. وفيما يلي يمكننا أن نقول أن المخدرات هي عبارة عن المكونات والتي ينتج عنها حالة من إدمان الشخص لها، كما أنها تؤدي إلى حدوث تسمم في منطقة الجهاز العصبي، ولذلك فإنها من المواد التي يحظر على أي شخص زراعتها أو استخدامها، وجعلت الحكومات زراعتها وتعاطيها جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، ويوجد منها العديد من الأنواع المختلفة والتي من بينها الأفيون، وأيضًا الحشيش، وكذلك بعض الأقراص الخاصة للهلوسة، ومادة الكوكايين، وأيضًا المنشطات. أنواع المخدرات:
هناك العديد من أنواع المخدرات المختلفة، والتي يمكن أن ايتم تقسيمها إلى قسمين مختلفين، ومن بين تلك الأقسام الآتي:
أولًا: المواد المخدرة الطبيعية:
هي عبارة عن مجموعة من المواد الطبيعية والتي يمكن الحصول عليها من خلال الطبيعة عن طريق زراعتها، والتي من بينها الأفيون، والذي يتم استخراجه من ثمار الخشخاش، وأيضًا الحشيش والذي يتم الحصول عليه من القنب الهندي، وأيضًا البانجو يمكن استخراجه من القنب الهندي، وذلك بعد أن يتم تجفيفه، وكذلك نبات القات، وأيضًا الكوكا.
ولجميع من حوله ، وللصحة النفسية بشكل كبير ، فقد أطلقت العديد من الدول حول العالم العديد من الحملات الدعائية لتثقيف الكبار والأطفال والشباب بشكل خاص حول مخاطر تعاطي واستخدام المواد المخدرة ، وتثقيفهم حول هذا الأمر. ، وأن المخدرات قادرة على تدمير جيل بأكمله. وهناك وليمة من الأساليب الدعائية التي تنشر هذا الوعي مثل التليفزيون والإذاعة وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية وإعداد اللقاءات والنقاشات وإنشاء جمعيات للتوعية بمخاطر المخدرات ، وتشمل هذه الأساليب أيضًا الكتيبات ، والتي تعتبر من أنجح الوسائل التي تؤثر على الناس ، حيث نجدها في معظم الأماكن ، كالمدارس والجامعات والمستشفيات ودور التعليم المختلفة ، وفي الدوائر الحكومية. حيث أنها تلعب دورها في حل المشكلات المجتمعية المختلفة ، وهذا هو الحال مع المخدرات ، نجدها تنشر الوعي الثقافي بشكل متكامل ، وحل المشكلات التي تؤدي إلى اللجوء إلى المخدرات بأنواعها. تحريم المخدرات في القرآن الكريم هناك العديد من الآيات القرآنية التي تدل على النهي القاطع للمخدرات وجميع المسكرات التي تؤدي إلى فقدان العقل ، وهذه الآيات: قال تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر. قل فيهم إثم عظيم ومنافع للناس وخطيتهم أكبر} [البقرة من الآية:9].
* ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ): أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه.
الآيات 1-6 | هدى القرآن
التفسير والشرح:
القول في تأويل قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
ومعنى الكلام: أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها، من بني إسرائيل، فِرَقًا يستضعِف طائفة منهم (وَ) نَحْنُ( نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ) استضعفهم فرعون من بني إسرائيل ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ) قال: بنو إسرائيل. قوله: ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) أي: ولاة وملوكا. وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل. الآيات 1-6 | هدى القرآن. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) أي: ولاة الأمر. وقوله: ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) يقول: ونجعلهم ورَّاث آل فرعون يرثون الأرض من بعد مهلكهم. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة (وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ): أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه.
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) - هوامير البورصة السعودية
• وقد كان رسول الله وصحبه الأوائل من المستضعفين في الأرض، وفجأة حضرتهم المنة، وجاء الإحسان، وتحقق البرهان... ﴿ {وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ} ﴾ [الأنفال: ٢٦]. • وكم من أمم وأقوام، استُضعفوا ونيل منهم، ونُهبت حقوقهم، ثم أبدل الله خوفهم أمنا، وبلّغهم سعادتهم، ومكنهم دينا ودعوة وصلاحا، بسبب ثباتهم واستعصامهم بدينهم ورفضهم التبديل ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّ هُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنّ َهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾ [النور: ٥٥]. (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) - هوامير البورصة السعودية. • وكم من عالم صبور، وعابد وقور، أتاه الامتنان بعد مراحل من الصبر والاحتساب، واحتساء النكبات ، لعلمه بأن ذلك هو الطريق، وأنه مسار المصلحين عبر التاريخ، ولا انفكاك عنه، أو مناص عن سلوكه..! • وإذا آلمتك الحياة بقضّها وقضيضها، ومرها وشرها، فعش مع مثلك تلك النصوص، واستلهم منها العظة، واستطعم العبرة، واملأ قلبك باليقين، والتفاؤل، والعمل، وضم لها السيرة النبوية، وقصص الذين عانوا ولاقوا، ثم كانت لهم العافية والعاقبة، فانهل منها وتعلم ، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون...!
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 5
مرة أخرى، فالمستضعفون هنا هم بنو إسرائيل، والآية عامة لا يقيدها سبب النزول ولا السياق، فهي سنته تعالى في أن ينصر المستضعفين ويهزم المستكبرين، ولو بعد حين، ولكن المستضعفين نوعان؛ منهم من استُضعِف كراهة، حيث بطش الظالمين، ومنهم من يرضى لنفسه الاستضعاف والعبودية، يحنّ للعبودية ويعشقها كما يعشق الأحرار حريتهم وإرادتهم، فهؤلاء المستضعفون باختيارهم أنّى أن تنطبق عليهم سنة نصر المستضعفين، فهم مع الظالمين، وهم الذين يسّروا لهم سبل الاستكبار والظلم. هذا فرعون استخف قومه فأطاعوه، ووصفهم الله بأنهم قوم فاسقون، فالأصل في العقلاء أن يرتدوا إلى إنسانيتهم، والإنسان خُلق حرا مريدا، والأصل في المجتمع أن يحيي في النفوس هذا الحق على وجه التحديد، أنه حرٌّ مكرَّم، ولو كان الناس في كل مجتمع أحرارا لما كان الطغيان والاستكبار والاستهتار، ولكنه ذل بعض الناس الذي يثبّط قيم الإنسانية عند الآخرين، ولا يلبث أن ينتشر شيئا فشيئا، إلى أن يصبح ثقافة وأمرا عاديا، وهكذا يسقط المجتمع كله في أوحال الاستعباد والذل والاستضعاف. شاء الله لبني إسرائيل أن يستضعفهم فرعون ومن معه، فسفك دماء الأبناء واستحى النساء، ولذلك كانت رسالة موسى وهارون عليهما السلام بعد الدعوة إلى التوحيد أن يرسل معهما بني إسرائيل، وإسرائيل هو يعقوب، وقصة يوسف عليه السلام واضحة في قدوم يعقوب وأبنائه إلى مصر حين كان يوسف عزيز مصر، فبقوا هناك وتناسلوا وكثروا، إلى أن كان عصر الفراعنة، والقرآن دقيق في وصف عصر يوسف بأنه عصر الملوك، بينما في عصر موسى فهم الفراعنة، وهي لفتة إعجازية تاريخية.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 5
إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا، يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إنه كان من المفسدين. ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة، ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون..
وهكذا يرسم المسرح الذي تجري فيه الحوادث، وتنكشف اليد التي تجريها. وتنكشف معها الغاية التي تتوخاها. وانكشاف هذه اليد، وبروزها سافرة بلا ستار منذ اللحظة الأولى مقصود في سياق القصة كلها، متمش مع أبرز هدف لها. ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض. ومن ثم تبدأ القصة هذا البدء. وذلك من بدائع الأداء في هذا الكتاب العجيب. ولا يعرف على وجه التحديد من هو الفرعون الذي تجري حوادث القصة في عهده، فالتحديد التاريخي ليس هدفا من أهداف القصة القرآنية; ولا يزيد في دلالتها شيئا. ويكفي أن نعلم أن هذا كان بعد زمان يوسف - عليه السلام - الذي استقدم أباه وإخوته. وأبوه يعقوب هو " إسرائيل " وهؤلاء كانوا ذريته. وقد تكاثروا في مصر وأصبحوا شعبا كبيرا. فلما كان ذلك الفرعون الطاغية علا في الأرض وتكبر وتجبر، وجعل أهل مصر شيعا، كل طائفة في شأن من شئونه. ووقع أشد الاضطهاد والبغي على بني إسرائيل؛ لأن لهم عقيدة غير عقيدته هو وقومه; فهم يدينون بدين جدهم إبراهيم وأبيهم يعقوب; ومهما يكن قد وقع في عقيدتهم من فساد وانحراف، فقد بقي لها أصل الاعتقاد بإله واحد; وإنكار ألوهية فرعون والوثنية الفرعونية جميعا.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
ويجوز أن تكون حالا من فاعل { يَسْتَضْعِفُ} بتقدير مبتدأ. أى: ونحن نريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض.. والأول أولى. والمعنى: لقد طغا فرعون وبغى ، ونحن بإرادتنا وقدرتنا { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ} ونتفضل على بنى إسرائيل ، الذين استضعفوا فى الأرض ، بأن ننجيهم من ظلمه ، وننقذهم من قهره وبغيه. { وَنَجْعَلَهُمُ الوارثين} للأرض المباركة ، التى نعطيهم إياها متى آمنوا وأصلحوا ، كما قال - تعالى -: { وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرض وَمَغَارِبَهَا التي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحسنى على بني إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} وقوله - تعالى -: { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض} أى: ونجعلهم أقوياء راسخى الأقدام فى الأرض التى نورثهم إياها ، بعد القوم الظالمين. { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} أى: ونطلع فرعون وهامان - وهو وزير فرعون - وجنودهما التابعين لهما { مِنْهُمْ} أى: من بنى إسرائيل المستضعفين فى الأرض { مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ} أى ما كانوا يحاولون دفعه واتقاءه ، فقد كان فرعون وجنده يقتلون الذكور من بنى إسرائيل ، خوفا من ظهور غلام منهم يكون هلاك فرعون على يده.
ومنها: ما رواه الكليني في الكافي بسنده عن أبي الصباح الكناني قال: نظر أبو جعفر (ع) إلى أبي عبدالله (ع) يمشي فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزَّ وجلَّ ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ ( 9). وروايات أخرى عديدة قريبة في مفادها من هذه الروايات، ومقتضاها جميعًا انَّ أئمة أهل البيت (ﻉ) هم مِمَّن جعل اللهُ لهم الإمامة على الناس، وأمَّا وراثتهم وتمكينهم في الأرض فهو حتمي الوقوع ولو بعد حين، عندها يقوم قائم آلِ محمد فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً ويبير العتاة وجَحَدَة الحق ويقطع دابر المتكبرين ويجتثُّ أصول الظالمين. ثم إنَّ الظاهر من مفاد هذه الروايات هو انَّها لم تكن بصدد التفسير للآيات المذكورة كما انَّها ليست بصدد بيان سبب نزولها وانَّما هي بصدد الإخبار عن انَّها مؤولة في أهل البيت (ﻉ)، وذلك هو ما يُعبَّر عنه بالجري والتطبيق. 1 - سورة القصص آية رقم 5. 2 - سورة القصص آية رقم 4-7. 3 - تفسير العياشي- محمد بن مسعود العياشي- ج2 ص204، بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار- ص223، وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج27 ص196، كتاب الغيبة- محمد بن إبراهيم النعماني- ص133.