قال: وقال الشافعي: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته ،
ثم غلَّظ القول فيه فقال: وهو دياثة. قال ابن الجوزي: وإنما جعل صاحبها سفيها فاسقا لأنه دعا الناس إلى الباطل ، ومن
دعا إلى الباطل كان سفيها فاسقا " انتهى. هل صوت المراة حرام است. بل إن الشريعة جاءت بلزوم خفض المرأة صوتها في العبادة ، فجعلت لمن نابه أمر في
صلاته من الرجال أن يسبح ، وأما المرأة فلا تسبح ، كي لا يسمعها الرجال ، وإنما جعل
لها التصفيق اللطيف باليدين ، وكذا الشأن في التلبية والأذان ورد السلام ، وهذه
نقول عن فقهاء المذاهب الأربعة:
وفي "حاشية الطحطاوي" (1/161) من كتب الحنفية:
" قال في الفتح: الخلاف في الجهر بالصوت فقط ، لا في تمطيطه وتليينه "
انتهى. يعني: أن صورة التمطيط والتليين ممنوعة بلا خلاف. وقال كمال الدين السيواسي في "شرح فتح القدير" (1/260):
" صرّح في النوازل بأنّ نغمة المرأة عورة ، وبنى عليه أن تعلمها القرآن من المرأة
أحب إلي من الأعمى ، قال: لأنّ نغمتها عورة ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (
التسبيح للرجال والتصفيق للنساء) فلا يحسن أن يسمعها الرجل "
وجاء في "شرح مختصر خليل" للخرشي (1/276) من كتب المالكية:
" ونصُّ الناصر: رفع صوت المرأة التي يخشى التلذذ بسماعه لا يجوز من هذه الحيثية ،
لا في الجنازة ولا في الأعراس ، سواء كانت زغاريت أو لا ، وأما القواعد من النساء
فلا يحرم سماع أصواتهن " انتهى.
هل صوت المراة حرام است
السؤال:
أنا منشدة فلسطينية، أنشد أناشيدَ وطنيةً عن وطني حبيبي الذي لم أره يوماً.. فهل النشيد بزيٍّ مُلْتَزِم أمام جمهور الرجال والنساء حرام؟
علماً بأني لا أُنشد أمام الرجال إلا ما ندر.. هل صوت المراة حرام تروح. ولكني أشعر بِتَأَثُّرِهِم. الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل أن صوت المرأة ليس بعورة، ولا يَحْرُمُ سَماعُه ما لم يصاحِبه تليين وترقيق وتمطيط وتكسير وأمن الافتتان به؛ لقوله تعالى: { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32]، ولا شك أن ترقيق الصوت وتنغيمه بالأناشيد وترجيعها أبلغ في إثارة الفتنة وإيقاظ الغرائز من مجرد الخضوع في القول. قال أبو حامد الغزالي في "الإحياء": "وصوت المرأة في غير الغناء ليس بعورة، فلم تزل النساء في زمن الصحابة رضي الله عنهم يكلمن الرجال في السلام والاستفتاء والسؤال والمشاورة وغير ذلك، ولكن للغناء مزيد أثر في تحريك الشهوة. وللأستاذ سيد قطب كلام ماتع ذكره في الظِّلال - عند قوله تعالى: { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32]- يقول: "ينهاهن حين يخاطبن الأغراب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع الليِّن الذي يثير شهوات الرجال، ويُحَرِّك غرائزهم ويُطمِع مرضى القلوب ، ويُهَيِّجُ رَغَائِبَهُم!
هل صوت المراة حرام حرام
ومَنْ هُنَّ اللواتي يُحَذِّرهن اللهُ هذا التحذير؟ إنهن أزواج النبيصلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يَرِفُّ عليهن خاطر مريض، فيما يبدو للعقل أول مرة، وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار.. ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول، وتترقق في اللفظ، ما يُثِيرُ الطَّمَعَ في قلوب، ويُهَيِّجُ الفتنةَ في قلوب، وأن القلوب المريضة التي تُثَارُ وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين. المرأة - صوت المرأة - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). وأنه لا طهارة من الدَّنَس، ولا تَخَلُّص من الرِّجس، حتى تَمْتَنِع الأسباب المثيرة من الأساس. فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش اليوم فيه، في عصرنا المريض الدَّنِس الهَابِط، الذي تَهِيجُ فيه الفتن وتَثُورُ فيه الشهوات، وتَرِفُّ فيه الأطماع؟ كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يُثِيْرُ الفتنة، ويُهَيِّجُ الشَّهوة وينبه الغريزة، ويوقظ السُّعَار الجِنْسِيِّ المحموم؟ كيف بنا في هذا المجتمع في هذا العصر، في هذا الجو، ونساء يَتَخَنَّثْنَ في نَبَراتِهِنَّ، ويَتَمَيَّعْنَ في أصواتهن، ويجمعن كل فتنة الأنثى، وكل هِتَافِ الجنس، وكل سُعَارِ الشَّهْوَةِ ثم يطلقنه في نبراتٍ ونغماتٍ!
فليتق الله أولئك الذين يتحملون في رقابهم أوزار مجتمعات كاملة ، ويجترؤون على نشر
أصوات الفتيات بالغناء والنشيد " الديني " باسم الإسلام ، وباسم الدعوة إلى الفضيلة
وأحيانا إلى المقاومة! ونحن نتساءل إن كانت الفضيلة والمقاومة تفتقر إلى صوت ناعم
جميل وفتاة فاتنة ؟!! وهل عدمنا كل وسيلة للدعوة إلى الخلق والقيم والفضيلة إلا أن
نجلس إلى الفتيات المنشدات ، أو أن نستمع إليهن عبر المسجلات والفضائيات ؟!! هل زيارة القبور في العيد حلال أم حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل وتوضح الحكم الشرعي لزيارة المقابر في الأعياد. ولعلنا نقترح هنا طريقة يتحاكم كلٌّ إليها ، ثم ينظر بها وجه الحق والصواب:
لو تخيلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يعيش بين أظهرنا ، ثم قامت فينا شابة جميلة
تنشد بصوتها الرقيق ألحان الغناء والنشيد ، واصطحبت معها أنواع المعازف وآلات الطرب
، واجتمع إليها الشباب والرجال يستمعون وينظرون ، فهل يتصور أحد عرف شريعة النبي
صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيقع منه موقع الرضا والقبول ، وهو الذي لوى عُنُقَ ابن
عمه الفضل بن العباس كي لا ينظر إلى الشابة الخثعمية وقال: ( رَأَيْتُ شَابًّا
وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا) رواه الترمذي (885) وقال حسن صحيح. وحسنه
الألباني في صحيح الترمذي. يقول ابن الجوزي في "تلبيس إبليس"
(277):
" أخبرنا أبو القاسم الحريري عن أبي الطيب الطبري قال: أما سماع الغناء من المرأة
التي ليست بمحرم فإن أصحاب الشافعي قالوا: لا يجوز سواء كانت حرة أو مملوكة.
الزيارات: 4417 زائراً. تاريخ إضافته: 17 صفر 1433هـ
نص السؤال: ماحكم من يقول: صلوا في رحالكم في صلاة الجمعة وذلك إذا كان في ذلك اليوم مطر أو برد شديد ؟
نص الإجابة: لا بأس في ذلك ، وقد ورد أيضا في الجمعة نفسها ، وأنا أنصح الإخوة المستمعين ومن سمع الشريط باقتناء كتاب أخينا الفاضل الشيخ أسامة بن عبد اللطيف القوصي فهو كتاب لم يؤلّف مثله في الآذان ، أنصح باقنائه ، فقد ذكر فيه أنّه في يوم جمعة مطير أمر أو قال المؤذّن: فيه صلّوا في رحالكم والله المستعان. ----------
من شريط: ( أسئلة أهل تعز)
في البرد الشديد| 7 أحكام شرعية خاصة يجب أن تعرفها | مصراوى
الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية
أحمد بدراوي:
نشر في:
الجمعة 21 أغسطس 2020 - 2:51 م
| آخر تحديث:
يقول مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، إن آذان النوازل «صلوا في رحالكم أو الصلاة في بيوتكم» ورد في السنة النبوية، موضحًا أن الرحال جمع رحل وهو منزل الرجل ومأواه. وأضاف في كتابه الأحدث «فتاوي النوازل»، أن الفقهاء اتفقوا على مشروعية قول المؤذن «ألا صلوا في رحالكم.. صلوا في رحالكم. أو الصلاة في رحالكم» عند حدوث الكوارث ونزول الشدائد، مستدلين على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال السلف الصالح رضي الله عنهم. وذكر المفتي الحديث الذي يقصده، بقوله، «عن أبي المليح عن أبيه رضى الله عنه، قال «كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحديبية، فأصابنا مطر، لم يَبُل أسفل نعالنا، فقال النبى: صلوا في رحالكم». وأضاف، أنه «عن ابن عمر رضى الله عنهما، أنه آذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، ثم قال: ألا صلوا في الرحال، ثم قال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر، يقول ألا صلوا في الرحال». وعن عمار ابن أبي عمار قال: «مررت بعبدالرحمن بن سمرة يوم الجمعة وهو على نهر أم عبدالله، وهو يسيل الماء على غلمانه ومواليه، فقلت له: يا أبا سعيد.. الجمعة؟، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان المطر وابلًا فصلوا في رحالكم».
ماذا نقول عند نزول المطر - موقع محتويات
كما ورد عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا". ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه كان عند سماع صوت الرعد، يقول" يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» ثُمَّ يقولُ: «إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ، سبحانَ الذي يسبحُ الرعدُ بحمدِه والملائكةُ من خيفتِه". جموع المصلين صلوا العيد في المساجد والساحات. ما روي عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله مطر، فحسر رسول الله ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه تعالى". ما روي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه: أنه نادى بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر فقال في آخر ندائه: "ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال"، ثم قال: "إن رسول الله كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر في السفر أن يقول ألا صلوا في رحالكم". شاهد أيضًا: اسم الملك الموكل بنزول المطر
فضل الدعاء عند نزول المطر
الدعاء وقت نزول المطر مستحب وذلك اقتداًء بأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وبسبب ما للدعاء في ذلك الوقت من فضل، ومن ضمن فضائل الدعاء وقت نزول المطر ، ما يلي:
الدعاء وقت نزول المطر مستجاب، ومن ضمن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء نزول المطر هو "اللهم صبيًا نافعًا".
إمام المسجد وصعوبة قرار الجمع والصلاة في الرحال - أ.د.عثمان بن صالح العامر
فاتخذوا من أجل الأمة الإجراء الملائم ، وتعاملوا من أجل السلامة مع كل ظرف التعامل المناسب ورجالات الدولة وأجهزتها كلٌ في ميدانه: قدم ، وبذل ، وجدَّ ، واجتهد ، قدموا فأجزلوا ، وتفاونوا فأبدعوا ، فلله الحمد والمنة. ومضي يقول ولما أذن الله برفع الغمة وارتفاع الجائحة فتحت الأبواب فابتهجت الأرواح ، وسعدت النفوس فتحت المطارات والموانيء ، لاستقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج والزائرين. وواصل الشيخ بن حميد يقول معاشر المسلمين: قد علمتم أنه كان من الاحترازات في تلك الجائحة - عافانا الله وإياكم – لزوم البيوت، وتقليل النشاطات الاجتماعية ، والحد من التواصل من أجل حفظ النفوس ، وسلامة المجتمع ، وإن من أظهر مظاهر الشكر في هذه المناسبة العظيمة زيادة التواصل بين المسلمين ، وتبادل الزيارات بين الأقارب والمعارف. ماذا نقول عند نزول المطر - موقع محتويات. واكد أن تبادل الزيارات في ديننا من أسس تكوين المجتمع المتحاب المتآلف ، وهو تجسيد لوحدة المسلمين ، وإبراز للأخوة الإسلامية ، وتأكيد لأواصر القربى الزيارات – تقرب القلوب ، وتزيل السخائم ، وتحل المشكلات ، ويتفقد الناس بعضهم بعضا ، وتصلح الأحوال ، وتدخل السرور ، وتسد الخلل ، وتجسد الأخوة وقد سئل محمد بن المنكدر رحمه الله: مابقي من لذة هذه الحياة ؟ فقال: التقاء الإخوان ، وإدخال السرور عليهم.
جموع المصلين صلوا العيد في المساجد والساحات
وقال أيها المسلمون: العيد عيد العافية ، لا بالتباهي ، والملابس الزاهية ، العيد عيد الشاكرين ، وليس عيد أهل الفخر والمتكبرين ، وخير لباس العيد لباس التسامح ، والصفح ، والسرور ، أما الحاقد والحاسد فهو العاري ، ولو اكتسى بالغالي والنفيس من الثياب. وأضاف يقول أيها المسلمون -: العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، مناسبة لغسل أدران الحقد والحسد ، وإزالة أسباب العداوة والبغضاء إدخال السرور شيء هين ، تسر أخاك بكلمة أو ابتسامة أو ما تيسر من عطاء أو هدية ، تسره بإجابة دعوة أو زيارة. أين هذا ممن قل نصيبه ، ممن هو كثير الثياب قليل الثواب ، كاسي البدن عاري القلب ، ممتلئ الجيب خالي الصحيفة ، مذكور في الأرض مهجور في السماء - عياذا بالله - فافرحوا وادخلوا الفرح على كل من حولكم ، فالفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته. التمسوا بهجة العيد في رضا ربكم ، والاقلاع عن ذنبكم ، والازدياد من صالح اعمالكم بهجة العيد في رضا الوالدين ، وحب الإخوة ، وصلة الرحم ، وإطعام المسكين ، وكسوت العارى ، وتأمين الخائف ، ورفع المظلمة ، وكفالة اليتيم ، ومساعدة المريض. الصلاة في المسجد النبوي وفي المدينة المنورة أدت جموع المصلين صلاة العيد في المسجد النبوي، يتقدمهم أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز ونائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة وسط أجواء مفعمة بالإيمان والفرحة بقدوم عيد االفطر.
وهذا من رحمة الله بالناس ورفع الحرج عنهم والتيسير لهم في أمور عباداتهم. يُخبِرُ نافعٌ مَولى ابنِ عمَرَ أنَّ ابنَ عُمرَ أذَّنَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بضَجْنانَ، وهو جَبلٌ بتِهامةَ بيْنه وبيْن مكَّةَ خَمسةٌ وعِشرون مِيلًا، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا في رِحالِكُمْ، فأخْبَرَنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ. وظاهرُ الرِّوايةِ أنَّ هذه الرُّخصةَ مُختصَّةٌ بالسَّفرِ، وقدْ ذَكَرَ العُلماءُ أنَّ هذه الرُّخصةَ عامَّةٌ لكلِّ مَن تَلحَقُه بذلك مَشقَّةٌ في الحَضَرِ أيضًا. إن الضرورات ليست نقطة بين حدين متوازيين، وإنما مساحة تتسع باتساع مساحة الكرة الأرضية، وتمتد باختلاف الأحوال والأزمان والأماكن وهذا دليل على صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان وحال، وتقديرها مسؤولية عظيمة تقع على متخذ القرار أياً كان، فهي ليست باباً مشرعاً لمن يهوى التنصل والتهاون ولكنها أبواب موصدة في وجه التشدد والغلو وإلحاق المشقة على العباد، وربما وجد القارئ في الفقه المقارن مسائل أفتى فيها فقيه الشام أو العراق بخلاف ما ذهب إليه فقهاء المدينة أو مصر جراء تباين أحوال الطقس واختلاف المناخ وإن لم يذكروا سبب ذلك الاختلاف صراحة فيما نقل عنهم وأثر.
سنن النّسائيّ: 1306
وهذا الشوق يتدرج حتى يصبح تعلقاً كما وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم الصنف الذي يستظل بعرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ... ). صحيح البخاريّ: 20322
ولو أبعدته ظروف الوباء عنها فترة من الزمن، المهم أن القلب معلّق بها...
الحمد لله أن الحبيب لم يقل: (ورجل معتكف في المساجد)؛ فالعبرة بتعلُّق القلب ولو ضمن تعليق الشعائر. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6]. لقد من الله علينا بالإسلام الذي يفرض علينا أن نغسل وجوهنا وأيدينا يومياً من خلال الوضوء، ويفرض علينا الطهارة، وهذا كله إن أحسنا تطبيقه يمكن أن يساعدنا بالوقاية من وباء فيروس كورونا الذي أصاب كل دول العالم. لقد من علينا الله بأن المرض لم ينتشر في المناطق المحررة ولكن هذا لا يعفينا من واجباتنا في الوقاية منه بحسب ما يشير به المختصون، والحمد لله فقد سمح المختصون في علوم الطب والأوبئة بالصلاة في المساجد، ولكن وفقاً للضوابط التي تقي من العدوى.