خطبة الوداع هي خطبة عظيمة جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا أنَّ الرسول حجَّ مرَّةً واحدة، وخطب خطبة الوداع في هذا اليوم، وهي خطبة عظيمة فيها أسس الإسلام والقواعد التي ينبغي علينا أن نتمسَّك بها، كما أنَّ فيها قضية المساواة بين البشر جميعًا، مؤكدًا أنها من أهم خطب الرسول الجامعة التي جمعت الإسلام في كل أبعاده، مشيرًا إلى أنَّ رسول الله قد عاش الحياة في أنوار إلهية وهو يرجو الخير للإنسانية جميعًا والرحمة للجميع. هل يجوز الحج بالتقسيط؟.. مفتي الجمهورية يجيب. ولفت المفتي النظر إلى أنه في هذه الحجة المباركة خطب النبي خطبة من جوامع الكلم سميت بـ "خطبة الوداع"، رسَّخَ فيها مبادئ الإسلام وأصولَه، وأسَّسَ حقائق العدل والإحسان، وبيَّن دلائل المحجة البيضاء، وأظهر سمات الصراط المستقيم، حتى يقوم الناس بالقسط فلا يضلوا بعده أبدًا. وأضاف: وهذه الخطبة الجليلة بمنزلة إعلانٍ عالميٍّ، تضمَّن بيانًا لحقوق الإنسان، وتشريعًا حكيمًا تُعظَّم به النفس البشرية، وتُصان من المهلكات؛ حيث أكَّد النبيُّ على حرمة النفس وعصمة الدماء، بل جعل لها حرمةً وعصمةً أشدَّ من عصمة المقدسات في الأزمنة الفاضلة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس: «أي يوم هذا»؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: «فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم بينكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا،... ».
هل يجوز الحج بالتقسيط؟.. مفتي الجمهورية يجيب
وشبّه المفتي صفة الرحمة بأنها صفة يومية «أقبل الحسن والحسين في المسجد بين الناس ورسول لله على المنبر ولما رأهما نزل من على المنبر أخذهما وصعد على المنبر وقال: صدق الله حينما قال إن أموالكم وأولادكم فتنة»، لافتًا إلى أن تصرف رسول الله يجعلنا نقف كثيرًا أمام هذا الموقف. ولفت إلى أن رسول الله جاء إليه رجل أعرابي فوجده يُقبّل الحسن والحسين «قال لرسول الله إن لي عشرًا من الأولاد لم أقبل أحدًا فيهم قط، فرد الرسول عليه قائلًا وما أملك لك أن نزع الله الرحمة من قبله؛ من لا يرحم لا يُرحم»، مؤكدًا أن حب النبي للحسن والحسين كان ظاهرًا «كان حنانه قويًا ناحية الحسن والحسين».
الزكاة.. النموذج الأمثل | صحيفة الخليج
فإنك لترى إنساناً بغاية الانضباط في المسجد بصلاته وركوعه وسجوده، وهو إنسانٌ آخر في عمله ومعاملته مع الناس! ولسانُ حالِهِ عندما يُشارُ إليه بالبنان: هل هذا نفسه فلان؟ يقول: لا يهم، فالعبادات على ما يرام، والدينُ داخلَ المسجدِ، أما الحياةُ فهي من خصوصياتي وأعمل لها ما أريد! كم نعاني من هذا النموذج المشوه! ؟ يُغري الناسَ بعبادته ويَفتنهم بسوء خلقه. أما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)، قالوا: من يا رسول الله؟ قال: ( من لا يأمن جارُهُ بوائقَهُ). أخرجه البخاري: 6016
ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ تُذكَرُ بكثرة صلاتها وصيامها وزكاتها، غير أنها تؤذي جيرانها فقال: ( هي في النار). أخرجه أحمد: 9675، والبزار: 9713، وابن حبان: 5764
وبالمقابل ذُكِرَ له فلانةٌ قليلة الصيام والصلاة والزكاة، ولكنها لا تؤذي جيرانها فقال: ( هي في الجنة). أخرجه أحمد: 9675، والبزار: 9713، وابن حبان: 5764
دينُ الله تعالى كلٌّ لا يتجزأ: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} [البقرة: 208]. فالعبادات قسمان شعائرية وتعاملية، لا يقبل الله واحدةً دون أخرى. لو أنّ إنساناً تخيّرَ ملةً ما اختار إلا دينَك الفقراءُ
المصلحون أصابعُ جُمعَتْ يداً هي أنت بل أنت اليدُ البيضاءُ
زانَتْكَ في الخُلُقِ العظيمِ شمائلُ يُغرى بهنّ ويُولَعُ الكرماءُ
فإذا سخوتَ بلغتَ بالجود المدى وفَعَلْتَ ما لا تَفعلِ الأنواءُ
وإذا رحمتَ فأنت أمٌّ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحماءُ
مدح الله حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: { وإنك لعلى خلق عظيم}.
وعن حكم الحج بالتقسيط قال فضيلة المفتي: من المقرَّر شرعًا أن ملكية نفقة الحج أو العمرة -وهي المُعَبَّرُ عنها في الفقه بالزاد والراحلة- إنما هي شرط وجوبٍ لا شرط صحة، بمعنى أن عدم ملكية الشخص لها في وقت الحج لا يعني عدم صحة الحج، بل يعني عدم وجوبه عليه، فإذا لم يَحُجَّ حينئذٍ فلا إثم عليه، أما إذا أحرم بالحج فقد لزمه إتمامه، وحَجُّه صحيحٌ، وتسقط به عنه حجة الفريضة، ولكن لماذا يفتعل المسلم تحقيق شروط الحج، فالمسلم الذي لا يملك نفقة الحج كاملًا لن يحاسبه الله عزَّ وجلَّ على عدم قيامه بالحج، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها. أمَّا عن حكم تقديم العمرة أو الحج كجائزة في مسابقة أو منحة أو مكافأة من العمل أو دعوة من أحد الأشخاص فقال فضيلته: لا بأس بذلك، على أن يكون ذلك كله بطرق مشروعة ووَفق القوانين السارية. واختتم فضيلة المفتي حديثه ببيان معنى تحرِّي ليلة القدر؛ فقال: هو الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله بكافة أنواع القربات والطاعات. شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة الإفتاء
⇧
موضوعات متعلقة
وا إسلاماه الأعلى قراءة آخر موضوعات
إنها الصداقة الصادقة، والمحبة الصافية، والأخوة الحقة. ولأن الصحبة قد تعين على الطاعة، وتثبت على الاستقامة، أكد الشرع على فضيلة الصداقة إذا كانت لله خالصة, ولله در المحب لله! والأخ الصادق الذي كانت محبته لا لأجل دنيا ولا مال؛ بل لله وفي الله! فقد نال من المطالب أسناها، ومن المراتب أعلاها, وكفاه شرفاً أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:... أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ". كفاهم عزاً وفخراً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيهم، كما في حديث عمر بن الخطاب: " إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله تعالى "، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا مَن هم؟! رجلان تحابا في الله. قال: " هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله! إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس "، وقرأ هذه الآية: ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [يونس:62]. رواه أبو داود. منقبةٌ إذا كانت صداقتهم لله، إنهم من القوم الذين يستظلون بظل العرش، فمن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله رجلان تحابا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.
حديث «سبعة يظلهم الله في ظله..» (1-2) - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وما أكثر الذين يدعون المحبة! ما أكثر من تلقاه فيقول: أخي، إني أحبك في الله، ولكن لو طلبنا برهان المحبة لوجدناها دعوى. والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
ورجلان تحابا في الله | موقع البطاقة الدعوي
السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه السلام قال: (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه) [صحيح ابن حيان]. شرح الحديث السبعة المظللين ذكر نبي الله عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الحديث النعيم الذي سيحصل عليه سبعة أنواعٍ من عباد الله المؤمنين، أصحاب العقيدة الصافية، والنفوس الزكية، الذين يبتعدون عن ارتكاب المعاصي خوفاً ورهبةً من خالقهم، الذي وعدهم بأنّهم سيكونون في كنفه وتحت ظله في يوم القيامة، والذين سنعرفكم عليهم في هذا المقال. الإمام العادل هو كل إنسان أصبح ولياً على شؤون المسلمين، فأقامها بالعدل، والقسطاس المستقيم؛ لأنّ في ذلك ارتقاءٌ للأمة، ووسيلةٌ لتقدمها وعمرانها في كافة نواحي الحياة إذ يجب عليه أن يتصف بما يأتي: نصرة المظلومين وردّ حقوقهم من الظلّام.
إن مشاغل الدنيا لا تنتهي، فما أجمل أن يقطع المرء من وقته وقتاً يسيراً ويؤم أخاً له في الله، ويخلص قصده لله, ليتحادثا في خير أو مباح, فكم لهذه الجلسة من أثر وأجر عند الله! وفي الحديث: " وجبَتْ محبتي للمتزاورين فيّ ". أيها المسلمون: ورفع الأكف بالدعاء للأصحاب في حياتهم وبعد مماتهم من روائع الحقوق, وذاك دليل على أن المرء لم ينسهم يوم أن يفتح له باب الدعاء. رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. لقد قال -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أبي الدرداء-: " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل ". والأئمة نُقل عنهم أنهم كانوا يدعون لإخوانهم وأصحابهم, فيحيى القطان يدعو لألف إنسان كل يوم. ولقي أحمد بن حنبل ولد الشافعي فقال له: أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم كل سحر. وكان لأبي حمدون صحيفة مكتوب فيها ثلاثمائة من أصدقائه يدعو لهم كل ليلة. فهل يظفر منك إخوانك بدعوة في ظهر الغيب, لتنفع نفسك وإخوانك؟ وهذا من حقهم عليك, ولا سيما يوم أن يرحلوا عن الدنيا. ورحم الله محمد بن يوسف الأصفهاني إذ يقول: وأين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعمون بما خلّفت وهو منفرد بحزنك مهتم مما قدمت وما صرت إليه، ويدعو لك في ظلمة الليل وأنت تحت أطباق الثرى.